أزمة شباب

على عكس الأغاني «كلام الناس» بيقدّم وبيأخّر

بقلم- نوره العمودي
كلام الناس؛ كلمتان لطالما سمعناهما باستمرار في حياتنا اليومية، وأصبحتا هاجسًا يطارد الكثيرين: ماذا قال الناس؟ وماذا يقولون؟ وماذا سيقولون عنّا؟.. حتى أننا أصبحنا نهاب كل شيء ونخافه لأن الناس لا يحبون فاعله!.. فمنذ متى أصبحنا نقيّم الأفعال والأشخاص حسب المعايير التي وضعها الناس؟.
إضافة على ذلك، عادات وتقاليد توارثتها الأجيال السابقة وعلموها لأبنائهم، حتى أصبحت اليوم بمثابة الشرع والدين الذي لا يجوز للفرد أن يخالفه، وإن حدث وخالفه وخرج عن المألوف بات كالمجرمين بحق العُرف والعادة والقبيلة..
لذا هنا سنطرح أبرز المشاكل التي تواجه الشابات والشباب مع “كلام الناس”، والعادات والتقاليد التي تتحكم بمصائر حياتهم، التي تتأثر بشدة مراعاة لـ”كلام الناس”، الذي في الحقيقة “على عكس الأغاني” بيقدّم وبيأخّر ويتحكم في مجريات حياتنا.
يفعلون عكس ما يؤمنون
تبدأ “إيمان سالمين” وتقول: نجد كثير من العوائل مقتنعةً بعمل البنات في الوظائف بالأماكن المختلطة بالرجال، وفي مقابل اقتناعهم بأنه أمر مقبول، يرفضون قبول بناتهم لهذه الوظائف معللين هذا الرفض بخوفهم من كلام الناس وما شابهه من العبارات مثل: “من سيتزوجها؟” و”ماذا سيقول الناس عندما يعرفون؟”.

إيمان سالمين: الأهالي يرفضون أمورًا مقبولة لديهم إرضاءً للناس

وتكمل: رغم وجود الوعي لدى الأهالي نجدهم يرفضون بعض الأمور حتى لو كانت مقبولة وحكمها الشرعي “حلال”؛ بسبب رغبتهم في مسايرة المجتمع وإرضاء الناس.
الهرب تحاشيًا لأسئلة الناس
وتقول “سارة عبدالله” إن المعاناة موجودة وكبيرة، وتعرب عن شدة استيائها من مفهوم (كلام الناس)، خاصة في مسألة الارتباط والزواج، فعند انشغال الفتاة بالدراسة أو العمل، نجد أن الأهالي يخافون من كلام المحيطين بهم ويضغطون على الابنة لتقبل بالمتقدم لها؛ ليتجنبوا سؤال الناس عن سبب تأخر ابنتهم في الزواج!.
الزمان يتغير
أما “لميس خالد” فيستفزها أن يمشي الناس على النهج نفسه الذي سار عليه أهاليهم الأولين، حتى لو كان نهجًا خاطئًا، فهم مكلفون بالاتباع بالرغم من تغير الوقت والزمان، وعدم تقبلهم لفكرة أن ما كان يصح للزمان الأول لا يصح ولا يتماشى مع الوقت الحالي، والأدهى والأمر من استمرارهم عليه هو تعليمهم إياه لأبنائهم، فيستمر الحال وتتوارثه الأجيال!.
إرث عنصري
وفيما يخص القناعات والعادات القديمة، يستاء “أحمد محمد” من العادات القديمة التي أورثت العنصرية للأجيال الجديدة وشجعت عليها، فالأجيال التي تربت على أنها الأفضل، وعلى التمييز بين الناس، ما الذي يتوقع منهم أن يكونوا عليه؟.

أحمد محمد: العادات القديمة أورثت العنصرية للأجيال الجديدة

ويكمل: لابد من أن يعرفوا بأننا كلنا سواسية، ولا فرق بين أحد وآخر.
المرأة مقيدة بالمجتمع
وتأتي “نورة علي” لتشتكي من تحكم المجتمع وتدخلهم في شؤون المرأة، والنظر لها على أنها شخص غير مسؤول أو غير قادر على إدارة حياته، والخوف الدائم والمستمر من الأهالي حول (كلام الناس) عنها!.

نورة علي:  خوف الأهالي من “كلام الناس” جعل المجتمع يتحكم بشؤون المرأة

الحياة تجربة شخصية
ويقول “رائد محمد” إن الإنسان حر وقادر على التفكير بنفسه، وعلى الوالدين ألا يجعلوا لأقارب أبنائهم وكلامهم أي سلطة عليهم، فهم ليس لهم أي صلة بحياتهم، بل على الوالدين أن يعلمونهم ويتركونهم يخوضون التجربة، دون التأثر والتأثير بمن حولهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *