قصة نجاح

الألم والأمل سر نجاح مريم يماني

بقلم– رانيا الوجيه
تصوير – خالد مرضاح
هناك قصص عديدة ملهمة عن النجاح في الحياة لأشخاص تعرضوا لمواقف صعبة في حياتهم.. أخرجت من داخلهم أفكارًا مهمة تخدم المجتمع؛ وهذا ما فعلته الشابة السعودية مريم يماني التي لم تتخصص في الطب وعلاج العظام، ولكن نتيجة أزمة والدها مع الانزلاق الغضروفي وآلام الظهر لمدة 6 أعوام، قررت مع والدها إنشاء مركزًا متخصصًا هو الأول من نوعه والوحيد في المملكة العربية السعودية، على أمل علاج وتوعية المصابين وغير المصابين بأهمية الاهتمام والعناية بفقرات العمود الفقري، الذي هو أساس صحة جسم الإنسان.
البطاقة التعريفية
مريم يماني خريجة إعلام وتسويق، وعملت مسبقًا في الصحافة والعلاقات العامة، وهي زوجة وأم وابنة باره. ومؤسسة مركز”spinefixcenters”المتخصص في علاج آلام العمود الفقري.
الفكرة والمشروع
يعتبر المركز الذي قامت بتأسيسه مع والدها الأول من نوعه في المملكة، وهو مختص بأمراض العمود الفقري، ويعمل وفق التكنولوجيا الألمانية. تقول يماني عن بداية ولادة الفكرة: جاءت فكرة إنشاء المركز بعدما أصيب والدي بالانزلاق الغضروفي، واضطر لإجراء عمليتين جراحيتين، ومن ثم سافر إلى المانيا للعلاج، ونصحه الطبيب الألماني بعدم إجراء عملية أخرى واستبدالها ببرنامج علاجي يحتوي على تقوية العضلات الدقيقة بين الفقرات، ومن ثم يتفادي إجراء عملية في الظهر.
وتضيف: بعد استمرار والدي لمدة أسبوعين على البرنامج العلاجي في ألمانيا، وبعدما لمس الفرق الكبير؛ قرر إنشاء مركز متخصص في علاج الانزلاق الغضروفي وآلام العمود الفقري، يحتوي على جميع الأجهزة التي لا توجد إلا في ألمانيا فقط، والتي تعالج بها والدي، لتكون النسخة الثانية منها هنا في السعودية، وليقدم بها خدمه جديدة في المملكة للمصابين بهذا النوع من الأمراض، بالإضافة الى عمل حملات تثقيفية وتوعوية للمجتمع؛ كي لا يصلوا إلى حالات مزمنة في المستقبل.
حملة ” كيف ظهرك”
وتتابع يماني: وبالتالي اهتم جدا بهذا الجانب بعدما رأيت والدي ومعاناته مع آلام الظهر، ولذلك أطلقنا حملة ” كيف ظهرك” الموجهة إلى المجتمع السعودي وإرشادهم إلى السلوكيات اليومية، وكيفية الحفاظ والاهتمام بالعمود الفقري، وتهدف الحملة إلى توعية المجتمع، حيث يمارس السعوديون نمط حياة غير صحي في الأغلب، وحياة شبه خالية من الحركة والأنشطة الرياضية، إضافة إلى الجلوس على المكاتب لفترات طويله جدًا، وأيضًا طريقة استخدام الهواتف بالشكل الخاطئ بانحناء الرقبة، والجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة؛
وجميع تلك السلوكيات تضر بفقرات الظهر على المدى الطويل، ومن جانب آخر توفقنا في إيصال الرسالة ووجدنا تفاعلًا كبيرًا من مختلف شرائح المجتمع، من خلال تقديم البرامج الوقائية، والتركيز على طرق الوقاية في الحياة اليومية مع دعم التمارين الصحية الرياضية، التي نقدمها في المركز وخارجه، وذلك من خلال الوسائل الإعلامية والسوشيال ميديا.

  • مريم يماني
  • مريم يماني
  • مريم يماني
التعاون مع وزارة الصحة:
وتكمل: بعد قرار إنشاء المركز وتقديم فكرة جديدة على المجتمع السعودي، وجدنا دعمًا كبيرًا من وزارة الصحة، وبالتحديد في العاصمة الرياض، وسننظم حملات توعوية جديدة بالتعاون مع الوزارة .
الحالات الواردة
وبحسب يماني، يستقبل المركز حالات يبلغ عمرها من 18 عامًا فما فوق، وأكثر الحالات التي ترتاد المركز من كبار السن، وأغلبها حالات انحناء العمود الفقري وهشاشة العظام، حيث تزداد المشاكل الصحية كلما تقدم الإنسان في العمر، ولذلك نعمل على تقوية الفقرات الدقيقة بين العضلات عن طريق جهاز متخصص؛ لأول مرة يخرج هذا الجهاز من ألمانيا، ويتم التدريب عليه من قبل متخصصين ألمان.
نصائح
من خلال تجربتها مع والدها في مرضه، تنصح يماني كل الفئات العمرية بالاهتمام والعناية بالظهر، خاصة منذ بلوغ عمر الـ 18 عامًا، كما يجب حمل الأوزان بطريقة صحيحة، حتى لا تسبب الإصابة بالانزلاق الغضروفي، ومن جهة أخرى تتمنى ألا تثقل المدارس الحقائب المدرسية على الأطفال والطلاب؛ حتى لا يتضرروا من آلام الظهر في سن مبكر وتكبر معهم المشكلة، ولذلك يفضل استخدام الحقائب التي تحتوي على “كفرات”؛ لتسحب الحقيبة بدلًا من حملها على الظهر، وهذا ما تعتمده مع أبنائها.
وأيضًا تنصح عند رفع الأحمال بأن يكون الشخص قريبًا من الحمل ما أمكن وشد عضلات البطن، واستخدم الركبة بدلًا من الانحناء، وإسناد الحمل على عضلات الفخذ، ووضعه على الأرض بهدوء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *