تحقيق

المرأة والرجل في ميزان الشرع هي طالق .. وهو مخلوع..

بقلم- أميمة الفردان
عزيزي الرجل هل أنت مخلوع؟ لا تحزن عليك قراءة هذا التقرير؛ إذا اردت التخلص من العبء النفسي لكلمة “مخلوع”، وفي حال كانت لديك الإرادة لتتخلص من أشباح الأثر الإجتماعي لوضعك كرجل مخلوع في مجتمع عمل على ترسيخ مفهوم الذكورة في عقلك الباطن عوضاً عن ترسيخ مفهوم الرجولة الذي لعبته المرأة بإقتدار في مرحلة من حياتها.. اليك التقرير.
على مدى عقود كانت جملة “أنت طالق”! بمثابة السكين التي تقطع شرايين الحياة بالنسبة للمرأة؛ بعيداً عن الأسباب التي تؤدي اليه؛ ان كانت في صالحها أو ضدها؛ إلا أن النظرة المجتمعية للمطلقة عملت على وضعها في خانة لم تكن تحبها؛ قبل أن يلعب الإنفتاح الثقافي والمعرفي والمجتمعي على تغييرها؛ لكن الطلاق في حينه كان نقطة ايجابية في مصلحة المرأة على المستوى المادي؛ قادرة على افراغ جيب الرجل؛ وبالتالي استرجاع حقوقها المادية.
أما مع الخلع والذي يصب في تكوين نظرة مجتمعية؛ للرجل تهدم كل الهالة المصاحبة له التي رسخها المجتمع في اطارة صورة نمطية جعلته كائناً فوق العادة واعطته مزايا رجحت له كفة التفوق على أكثر من صعيد؛ جاء الخلع ليجرعه من نفس الكأس التي تجرعتها المرأة من الطلاق على المستوى النفسي والإجتماعي؛ فيما يبقى للخلع فوائده المادية كون الرجل المخلوع يتمتع بكافة المستحقات بسبب تنازل المرأة عنها مقابل حصولها على حريتها!
أسباب الخلع
ولأن الأمر ليس مجرد نكتة يضحك منها وعليها المجتمع؛ والبيوت اعمدة تُبنى من خلالها الأمم؛ جاءت أسباب التقدم بخلع الزوج منطقية نبرز اهمها فيما لخصه القانوني خالد حلواني ”
•كراهية المرأة لزوجها من دون أن يكون ذلك نتيجة سوء خُلق منه.
•عضل الزوج لزوجته كرهاً وتعليقها.
•سوء اخلاق الزوج مع زوجته.
•خوف المرأة من عدم قيامها بحقوق الزوج الشرعية.
•في حال وقوع ضرر نفسي وجسدي ومعنوي من قبل الزوج على زوجته.
إلا أن الخلع من جهة أخرى يبدو حلاً مثالياً يلجأ اليه الرجل في الوضع الإقتصادي الراهن والغلاء الذي نعيشه كون الخلع في اساسه كما أوضح القانوني خالد حلواني “الخلع هو فسخ نكاح المرأة بعوض مالي”؛ مؤكداً انه يحق للمرأة ان تطلب فسخ نكاحها من زوحها بسبب او حتى بدون سبب ..حتى ولو كان لأنها لا تحبه او لا تميل اليه عاطفيا او لكونها لا ترغب في العيش معه ؛ وأبان حلواني انه ولا يحق للرجل حال الخلع ان يأخذ من المرأة سوى المهر الذي دفعه او اقل من ذلك ان رغب وعليه يمكن للمراة ان تتقدم الى القاضي بطلب الخلع وينظر فيه القاضي ويفسخ النكاح حال اصرار المراة على الخلع وعدم عدولها عنه ولكن في كل الأحوال فهو حق اصيل لها كفله الشرع.
كما لا يشترط في الفسخ رضاء الزوج بل هو يتم من خلال الزام القاضي للزوج بان العقد قد فسخ وإلزامه باستلام العوض المالي المذكور سواء كان المهر او غيره وكون الخلع يشترط فيه عِوَض مالي كوّن هذا العوض بمثابة حق للرجل لانه من الممكن ان يكون الرجل ذَو خلق ودين واستقامة ولكن لرغبة المرأة في عدم العيش معه لأي سبب كان خالعته كوّن الزوج هو الطرف المتضرر من الخلع اما الأمور الاخرى من هدايا وما أنفقه الزوج في الزواج وتكاليفه فذلك لا ينظر له الشرع والقضاء فقط مجرد المهر الذي يحكم له به الأثر النفسي والاجتماعي أوضح الدكتور شجاع القحطاني المتخصص بالعلاج النفسي والاجتماعي بعيادات ميدي كير بالرياض ان الرجل المخلوع يمر بفترة نفسية اطلق عليها “الصدمة”
وهي عدة مراحل يمر بها الشخص في العادة الذي لايرغب في الانفصال بعد إصدار القاضي لحكم الخلع حيث تمر مشاعره بأربعة مراحل هيمرحلة الإنكار إذ يرفض الزوج الواقع الذى يعيشه؛ ثم يدخل مرحلة الانفعال التي تعتبر مرحلة تكون لغة التعبير فيها غالبا موجة من الغضب مصحوبة بكراهية شديدة تجاه الزوجة؛ تليها مرحلة يحاول فيها الزوج الانتقام يلجأ اليها بعض الرجال سواءً من خلال التهديد او الشتم او إرسال رسائل مسيئة فيما يحذر القحطاني من الرد على الرجل المخلوع في هذه المرحلة والتعامل به بحيطة شديدة حتى يصل لمرحلة التقبل حيث في المرحلة الرابعة والأخيرة، يخضع الرجل للأمر الواقع ويحاول الاندماج في المجتمع ونسيان الطرف الآخر.
وأوضح القحطاني ان هناك اموراً قد تساعد الرجل المخلوع على تجاوز محنته باقل الخسائر من أهمها الانخراط في العمل ومحاولة ممارسة الحياة بشكل طبيعي من خلال الأنشطة الحياتية المعتادة مثل الرياضة والسفر والتواصل الاجتماعي وعدم الانعزال بالاضافة الى مراقبة الاسرة وحرصها على اندماج الرجل اجتماعيا تفادياً للوصول لمرحلة الاكتئاب او الاضطراب النفسي
وذكر القحطاني ان التأثير المجتمعي على موضوع خلع الرجل من ناحية كون المسالة غير مقبولة اجتماعياً في مجتمع الذكور بشكل خاص يتوجب عدم الإفصاح او التحدث عن ازمة الخلع امام مجتمع الاصدقاء والمعرفة كونهم اخياناً “يزيدون على النار حطب”! وذلك بغية الوصول لإنهاء المرحلة الحرجة التي يمر بها الوجل المخلوع.
وأكّد القحطاني ان ثقة الرجل بنفسه واقتناعه ان الفشل في علاقة زوجية لا يعني بالضرورة فشله على المستوى الشخصي والحياتي بل هي مجرد تجربة لها سلبيات وإيجابيات لا تمنعه من تحقيق نجاحات اخرى كثيرة على مستويات عدة ويرى القحطاني ان منح المرأة حرية القرار هو الخطوة الاولى لتجنب الرحل الخلع وبالتالي عليه احترام خياراتها وقرارتها حتى لو لم تكن في صالح الرجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *