الحوار

فيصل فلاته : عالم الموديلز بالسعودية طريق مملوء بالأشواك

جدة – أميمة الفردان
كسر القواعد ليس بالأمر السهل؛ خاصة في المجتمعات الشرقية وتحديداً في عالم “الموديلز”، وتقترب الصعوبة من الاستحالة إذا كان المودل رجلاً ، فيصل فلاته شاب سعودي تخلى عن الكثير؛ ولم يعطي أذنيه لإعتراضات اصدقاءه والمقربين منه؛ في سبيل تحقيق حلم الطفولة؛ بأن يكون موديلاً ويتواجد على اللوحات الإعلانية، بدأ مؤخراً يحصد نتائج سعيه من خلال كم الدعم والمساندة من خارج الحدود؛
عبر متابعات من موديلز أجانب؛ ليجد في تلك الكلمات من عارضين عالميين النور الذي اخترق ظلمة التفكير النمطي في منطقتنا، يرى فلاته أن هناك صورة ذهنية تحكم مسبقاً على أصحاب البشرة الداكنة ولا تتقبلهم في مجالات معينة ، وينتقد عدم وجود وكالات تدعم صناعة الموديلز في المملكة ، والافتقاد لقائمة بالعاملين في المجال، معترفاً أنه ونظراؤه في مرحلة التعليم الذاتي ، وأن الأقرب لقلبه “بدر القاضي” ، ويركز فلاته على المحتوى الذي يقدّمه بمعايير عالمية من خلال جلسات تصوير بأسلوب التصوير السينمائي، ويحلم بالوصول لمستوى “توني محفوظ “الألماني من أصل سوري.

قناعة شخصية

يقول فلاته إنه دخل عالم الموديلز بناءً على قناعة شخصية بأن لديه بعض المعايير التي تؤهله لدخول هذا العالم؛ بالإضافة للقليل من التشجيع؛ واعتقاده أن طريقة اللبس تعطي الآخرين جزء من ملامح الشخصية للمودل ، لذلك يحاول ابتكار طريقة لبس متميزة ، خاصة أن بشرته داكنة؛ وفي مجتمعاتنا يعتقدون أن أصحاب هذه البشرة غالباً يذهبون لستايل “الهيب هوب”؛ لكن قناعته أن تحقيق الهدف يرتبط بالأساس بطبيعة الشخصية.

تجربة التمثيل

ويضيف أنه رغم حلمه بأن يكون مودل ، إلا أن له تجارب كثيرة في مجالات قريبة وبعيدة عن شاطئ “الموديلنج”؛ أهم تلك التجارب “التمثيل”، حيث قدم اسكتشات بسيطة لمتابعيه على اليوتيوب، ورغم القبول الكبير من المتابعين له كممثل يمتلك موهبة حقيقية؛ إلا أنه قرر عدم الخوض في مجال التمثيل والإكتفاء بما قدمه؛ كمشاركة لدعم بعض الأصدقاء؛ ويشير إلى أن “الخوض في تجربة التمثيل مرة أخرى سيخضع للدراسة”، خاصة أنه لم يتجاوز الـ 31 سنة من عمره ، ويعمل في القسم الاجتماعي بمستشفى الملك فيصل التخصصي، كما أنه طالب بجامعة الملك عبد العزيز في جدة تخصص علوم إدارية، بالإضافة إلى عملة مع عدة شركات في مجال عرض الأزياء.

طريق مملوء بالأشواك

ويؤكد فلاته أن عالم الموديلز خاصة على مستوى الداخل السعودي؛ طريق مملوء بالأشواك؛ نظراً للعادات والتقاليد ، ولأنه ليس صناعة قائمة بحد ذاتها كما هو معمول به في الخارج، وأيضا لعدم وجود وكالات تدعم صناعة الموديلز أو تقوم برعايتهم؛ مما جعل كل العاملين أو من يريدون خوض التجربة يعتمدون على أنفسهم ، مع الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بالإضافة لـ “البولقرز”، ويردف أن العاملين السعوديين بالمجال في مرحلة التعليم الذاتي ، وأنه يركز على المحتوى الذي يقدّمه بمعايير عالمية من خلال جلسات تصوير ، يفضل فيها اختيار أسلوب التصوير السينمائي الذي اختاره مساراً للإطلال على الجمهور بعد تجارب وخبرات متراكمة.

معايير الموديل و”التاتو”

وبحسب فلاته ، هو شخصياً يقع في منطقة وسط بين المعايير العالمية والمحلية للموديلز، وبصفة عامة، الوضع أصبح أكثر مرونة فيما يتعلق بالمعايير؛ كون الموضوع أصبح يتعلق بالقطعة المراد عرضها والرؤية التي يُراد ايصالها للمستهلك؛ بالإضافة إلى أن واحدة من أهم المعايير العالمية كانت عدم قبول التاتو في عالم الموديلز ، لكن الآن أصبح الموضوع أكثر مرونة في قبوله في ظل التغير الثقافي الذي يجتاح العالم.

التجربة الأمريكية

ويقول إن مشكلة الموديلز في السعودية لها علاقة بالصورة النمطية للثقافة المحلية التقليدية؛ الأمر ليس سهلاً بالنسبة له، رغم أن كثير من متابعيه على “انستقرام” يعتقدون أنه أجنبي! ، وتلك مفارقة غريبة، والأمر سيكون سهل جداً لو تمت إعادة تصديره من الخارج للداخل!، وهو الأمر الذي حدث معه خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية؛ لتنسيق جلسات تصوير مع المصور “كاميرون” في لوس انجلوس؛ وكانا قد تواصلاً عبر “الإيميل” قبل السفر بشهر تقريباً للتحضير لتلك الجلسات؛ حيث جهز “ستايلات” كل جلسة؛ وقال له “كاميرون”: أنت جاهز تماماً للعمل؛ وهو أمر لم يسمعه في المملكة، حيث يأتي الرأي بناءً على ذهنية الحكم المسبق، وكانت أهمية التجربة في بلورة الإجابة على السؤال : أكون ضمن عالم الموديلز أو لا أكون؟.

الطموح “توني محفوظ “

ويستكمل فلاته أن اجتهاده لم يتوقف عند حدود؛ حيث يتابع كل الماركات العالمية والموديلز العالميين ، ويواصل القراءة في محاولة لفهم كل ما يتعلق بالصناعة؛ وايجاد مقاربة ولو بسيطة بين العمل الذي يقوم به لبعض الماركات في الداخل السعودي، وبين تطورات المجال في الخارج ،
وتلك الصور التي تحكي قصة دون الإكتفاء بمجرد عرض قطعة من الملابس، ويطمح فلاته في الوصول لمستوى”توني محفوظ “الألماني من أصل سوري؛ حيث يعمل “ارتيست رسّام” ، بالإضافة لعمله مودل بشكل جزئي ، وظهوره مؤخراً على منصة العرض لـ”دولشي آند قبانا”، ويشدد فلاته على أهمية “اللايف ستايل” الذي أصبح أكثر سهولة في المملكة، في ظل وجود النوادي الرياضية وخيارات الأكل وجدولة مواعيده؛ الأمر يتطلب فقط الالتزام وربطه بهدف حقيقي ، ورغبة جادة في الوصول للهدف؛ وهو ما يعمل عليه منذ أول يوم قرر فيه خوض غمار عالم الموديلز.

“بدر القاضي” الأقرب

ويرى فيصل فلاته أن المودل السعودي من ذوي البشرة الداكنة؛ ليس بالأمر السهل وهو ليس الوحيد ، حيث يتواجد عديدون من الموديلز في السوق السعودية في الوقت الحالي تحت مظلة غير منظمة، يعتمدون بشكل كبير على عدد المتابعين على منصات التواصل الإجتماعي؛ ولا توجد ملامح لصناعة قائمة حتى الآن ، الأمر برمته اجتهاد شخصي ؛ رغم ذلك نلتقي ونناقش الموضوع ، ونحاول تبادل الخبرات فيما بيننا؛ ويشاركني الحوار “بدر القاضي” الأكثر قرباً لي ، خاصة أننا ننتمي لأصحاب البشرة الداكنة.

  • فيصل-فلاته-27
  • فيصل-فلاته-23
  • فيصل-فلاته-19
  • فيصل-فلاته-17
  • فيصل-فلاته-16
  • فيصل-فلاته-14
  • فيصل-فلاته-13
  • فيصل-فلاته-6
  • فيصل-فلاته-4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *