المشاهير

الدكتور زهير السباعي .. تمنيت أن أكون حلاقاً..ورواية حولتني طبيباً

جده – رانيا الوجيه
“الصحه والحياة” أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة الهادفة إلى التوعية الصحية، التي حظت بنسبة مشاهدة عالية على القناة السعودية الأولى ، كان لمدة 15 سنة وسيلة التعارف بين الدكتور زهير أحمد السباعي مقدم البرنامج وجمهور غفير من المشاهدين ، لكنه كان أحد الاسهامات القليلة في سلسلة اسهامات وأنشطة وفعاليات السباعي في خدمة المجتمع ، والتي تعددت وتنوعت بين علاج المرضى ونشر أبحاث واصدار كتب،
وتأسيس كليات ومعاهد وعضوية مؤسسات علمية وأيضا عضوية مجلس الشورى السعودي، يقول السباعي إن أول أمنياته في سن الـ 6 من عمره أن يصبح حلاقاً ؛ تأثراً بحكايات الحلاقين الشيقة أثناء موسم الحج ، ثم تعددت أمنياته ” مزارع ولاعب كرة” إلى أن قرأ رواية تحكي اسهامات طبيب في خدمة المجنمع ، فقررا ساعتها أن يصبح طبيباً، للسباعي رحلة طويلة في العمل العلمي وفي خدمة قضايا وطنه وأمته ، نتناول مقتطفات منها في السطور التالية.

• مولده ونشأته ومؤهلاته

ولد الدكتور زهير السباعي في مكة المكرمة عام 1939 ، وبدأ مشواره التعليمي في مدارسها، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1962، ثم نال دبلوم طب المناطق الحارة من ألمانيا عام 1965 ، وفي عام 1967 حصل على ماجستير الصحة الدولية من أمريكا ، ثم الدكتوراة في التخطيط الصحي من جامعة “جونزهوبكنز بالولايات المتحدة عام 1969، وزمالة الكلية البريطانية للأطباء عام 1993.
يقول السباعي إن المجتمع المكي قبل 65 عاماً ، كان بلا كهرباء أو راديو وتلفزيون ، كانت الحياة بسيطة مليئة بالتجانس والتآلف بين العائلة والأهل والجيران، كانت العائلة المكية تشترك في السكنى في بيت واحد يتكون من الجد والجدة والأبناء والأحفاد، ويضيف أنه جمع بين العلم و الفكر والأدب تأثراً بوالده الأديب أحمد السباعي مؤسس صحيفتي الندوة وصوت الحجاز، حيث نشأ في منزل به مكتبة مليئة بالكتب ، وبتوجيه من الوالد نشأوا على حب القراءة والكتابة ، ومن ثم التحاور معه ، حيث كان الوالد يمتلك ثقافة الحوار وتعدد المعارف والمواهب ويسبق جيله بكثير ، بالإضافة إلى تقديس العمل الذي انعكس على الدكتور زهير السباعي الذي يردد دوما: أن العمل عبادة ، وبالتحديد العمل الهادف المنتج المفيد للمجتمع، وأي إنسان يجد لديه القدرة على الإنتاج ، لابد إلا يتوقف عن العمل طالما يحيا.

• مرحلة الأماني.. والبداية “حلاق”

يكشف السباعي أنه تمنى وعمره 6 سنوات أن يكون حلاقاً، حيث كان والده مطوف ، وكان يجالس الحجيج ، ويسمع حكايات ونوادر الحلاقين ، وارتبط في ذهنه عمل الحلاق بالقصص الشيقة، مما جعله يلازم أحدهم كظله للاستمتاع بسماع الحكايات ، ثم تدرجت الأماني بعدما انتقلوا إلى الطائف في منطقة زراعية جميلة ، وتحولت أمنيته إلى أن يكون مزارعاً ، ومن ثم إلى لاعب كرة قدم ، حيث كان عضواً في فريق الكره بحارتهم ، وفي مرحلة الثانوية العامة بعدما قرأ كتاباً للمؤلف “ايجي كرونن” بعنوان “الحقيبة السوداء” ، يتحدث فيه عن طبيب ، وكيف يسهم في حل المشاكل الصحية للمجتمع ؛ علقت الرواية في ذهنه، وقرر أن يكون طبيباً يكرس حياته لخدمة المجتمع.

• ذكريات حرب 56 بمصر

ويسترجع السباعي ذكرياته أثناء وجوده للدراسة في القاهرة، إبان حرب بريطانيا وفرنسا واسرائيل عام 1956 على مصر قائلاً : اتفقت وعدد من الأصدقاء الطلاب السعوديين في مصر أثناء حرب 56 على المشاركة في القتال، وتوسعت المشاركة إلى أن وصلت لـ 100 طالب سعودي، وبالفعل تم تدريبنا لمدة أسبوعين، على إلقاء القنابل واطلاق النار ، وأبلغونا أننا جاهزين للقتال ، وكانت الحرب في أوجهها ، وتم ارسالنا إلى معسكر للجيش المصري في منطقة الجيزة ، وكنا كلنا عزيمة وحماس حباً في مصر ، التي احتضتنا كطلاب سعوديين؛ فهي جوهرة الثقافة في الشرق الأوسط ، ولاشك الانتماء العربي والإسلامي كان موجوداً بقوة في تلك الأيام.

• مناصب تقلدها

تقلد الدكتور زهير السباعي العديد من المناصب في مسيرته العلمية والعملية ، بدءاً من إدارة التخطيط والبرامج بوزارة الصحة عام 1969، إلى عضويةهيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الملك سعود عام 1973، ثم كان العميد المؤسس لكلية الطب بأبها عام 1980، وتولى منصب عميد الدراسات الطبية العليا بوزارة الدفاع والطيران عام 1984، وكان أستاذا لطب الأسرة والمجتمع بجامعة الملك فيصل عام 1986،
ورئيسا للمجلس العربي لطب الأسرة والطفل بين عامي 1987 و1994، ورئيسا للجمعية السعودية لطب الأسرة والطفل في الفترة من 1991إلى 1994، ورأس تحرير مجلة طب الأسرة والمجتمع من عام 1993 إلى عام 1997، واختير عضوا بمجلس الشورى منذ عام 1993حتى عام 2005، وترأس مجلس إدارة معاهد السباعي عام 1996، وكان عضواً بمجلس أمناء جامعة الخليج العربي عام 2000 حتى عام 2004، وأصبح مشرفاً على مشروع جامعة العلوم والتقنية بالطائف عام 2000 حتى 2004، وأخيرا أصبح رئيسا لجمعية تعزيز الصحة عام 2006.

• إنجازات متعددة

شارك الدكتور زهير السباعي في الكثير من الندوات العلمية والمؤتمرات التي تجاوز عددها أكثر من 100، ونشر أكثر من 50 بحثا و22 كتابا ، من بينها كتاب ” أيام من حياتي ” الذي سرد فيه نشأته وسط المجتمع المكي الذي لم يكن يشغله إلا استقبال الحجاج من كل مكان بالعالم لذلك قرر أن يتعلم ليصل إلى هذه المراكز السابقة، كما قدم برنامج الصحة والحياة لمدة 15 عاماً من النجاح على التليفزيون السعودي، نادى بضرورة تعريب كليات الطب ؛ لأنه كان مؤمنا بارتباط لغة المجتمع بالمادة المقدمة للدراسة، وساهم بشكل قوي في تأسيس كلية الطب بأبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *