مقالات الكتاب

مهرجانات جدة التاريخية ( الكنز المجهول) .. الجزء الأول

زء

الاهتمام الكبير الذي تجده جدة التاريخية من ولاة أمرنا -رعاهم وحفظهم- لابد أن يواكبه اهتمام مماثل من قبل القائمين على مهرجاناتها، ولابد أيضًا أن تحاكي تلك المهرجانات ماضي جدة وتاريخها بإمكانيات الحاضر.

سعداء جدًا بهذا الاهتمام الكبير الذي لم يقتصر على الدعم المعنوي والمتابعة فقط، بل والدعم المادي المتواصل للمحافظة على ما تبقى من مبانيها التراثية العالمية، وإعادة بناء ما هدم منها، وترميم وصيانة المباني التي تحتاج إلى عناية؛ هذا أولًا.

وثانيًا؛ سعداء أيضًا بإقامة مهرجانات فيها، ليس في فترة الأعياد فقط، بل أيضًا في المواسم السنوية والإجازات، ونتمنى مستقبلًا أن تكون متواصلة، أو على أقل تقدير في نهاية كل أسبوع؛ تكون هناك فعاليات خاصة.

نجاح مهرجاناتها.. كيف يكون:

حتى تنجح هذه المهرجانات، لابد من تقبل أي اقتراح أو انتقاد أو تساؤل أو تنبيه من زوارها أو السياح، أو من أبناء مدينة جدة ومحبيها؛ هذه الأمور طبيعية جدًا وتتقبلها المجتمعات الراقية فكريًا، بل وكل من يبحث عن التميز ويسعى للأفضلية، كما أنها ليست تقليلًا من شأن أو جهود الجهات المختصة الحكومية، التي تشرف على هذه المهرجانات أو منظميها من القطاع الخاص.

لمن يدرك أهميتها؛ هو السعي الدؤوب نحو الأفضل والأميز، لكل من يهدف إلى تقديم أجمل عروض وفعاليات خلال فترة المهرجان، ويجعل جدة التاريخية في مقدمة الركب دومًا، بل وتسحب البساط من المواقع الأخرى المنافسة لها؛ سواء داخل جدة أو في مدن المملكة الاخرى، مع إمكانية خلق جو من المنافسة الشريفة بين المنظمين، و في الوقت نفسه استقطاب أكبر عدد من الزوار والسياح.

دعم السياحة والاستثمار في المنطقة التاريخية:

تتميز فعاليات مهرجانات جدة التاريخية بأنها أكبر دعم فاعل:

– لجذب المزيد من المستثمرين من داخل وخارج المملكة للاستثمار فيها.
– المحافظة على استمرار المستثمرين الحاليين فيها، بل ودافع لهم لتحسين خدماتهم وتطوير منتجاتهم وتنويعها.
– دعوة للسياح والزوار لزيارتها والاستمتاع بعراقتها وجمال أسواقها؛ مما يعود بالنفع المادي على الملاك في المنطقة و يكون دافعًا قويًا لهم للاهتمام بمبانيهم التاريخية وتطويرها وترميمها، بما يتلاءم مع وضعها التراثي العمراني.
– عودة الحياة لأسواقها التجارية وانتعاشها.
– جذب المواهب الفنية من مصورين ورسامين وأصحاب المحلات التراثية والفنية لنقل حوانيتهم إليها.

تحديد المشاركين في المهرجان:

تنوع الفئات والجهات المشاركة في المهرجان وتعدد العروض والبرامج الثقافية والتراثية والترفيهية والرياضية والفنية؛ من أهم عوامل نجاح أي مهرجان.

كما لايتوقف نجاح المهرجان على ذلك، بل أيضًا بمشاركة الملاك والمستثمرين ووسائل الإعلام المختلفة والأدباء والمفكرين وجمعيات ومؤسسات المجتمع الخيرية والأدبية والفنية والتراثية وجهات حكومية ذات الاختصاص، كما أن لعمدة الحي أو الحارة دوره الفاعل في إنجاز فعاليات المهرجان.

وللحديث بقية..

                                                                                                                               بقلم -خالد صلاح أبو الجدائل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *