المشاهير

محمد المغيص الملحن صانع النجوم

بقلم– رانيا الوجيه
“كل عام وأنتم بخير… ضحكة فرح .. من كل قلب في أحلى عيد”؛ جسد الملحن السعودي القدير محمد المغيص أحد رموز التلحين في المملكة تلك الكلمات بأجمل الألحان، حتى أصبحت جزءًا من مراسم العيد على مدار الأعوام، المغيص أحد رموز زمن الفن الجميل الذي ساهم في شهرة كثير من الاسماء الغنائية اللامعة الآن على الساحة الفنية، يرى الفن رسالة وقيمة، ويشبه بعض الملحنين حاليًا بـ”تجار الشنطة”؛ حيث يكثفون ألحانهم التجارية ويرغبون في زج اسمائهم في السوق دون البحث عن القيمة اللحنية، لذلك يرفض”التسلق” ويكتفي بمتابعة ما يجري على الساحة.
الميلاد والبدايات
ولد محمد المغيص في القصيم عام 1378هـ، إلا أن مدينة جدة هي التي شكلت مسارات حياته الدراسية والفنية، وقد تزوج المغيص في عام 1408 هـ وله من الأبناء إبراهيم وسلطان ومن البنات بشاير وسارة، ويعتبر الملحن محمد المغيص من جيل الرواد الذين انضموا للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة ، منذ تأسيسها في عام 1974، كعازف كمان وعود، إلا أن طموح المغيص لم يتوقف فقدم نفسه كمطرب في فترة ما، لكنه ابتعد عن هذا المسار حين شعر أن هناك ازدحامًا كبيرًا في الساحة الغنائية، لذلك اتجه إلى التلحين.

الراحل طلال مداح علامة بارزة ومضيئة لن ينساها الجميع

نخبة مطربين
امتد مشوار محمد المغيص الفني لـ 30 عامًا، مليئة بالأحداث واكتشاف النجوم، قدم خلال هذه الفترة ألحانه للعديد من المطربين السعوديين والعرب، وساهمت أعماله في بروز اسماء فنية عديدة منهم ” الفنان عبدالمجيد عبدالله ” في بداياته قبل 20 عامًا مضت، حيث قدم له أكثر من 15 لحنًا إلى جانب تعاونه مع فنانين آخرين.
وشكل في الثمانينيات ثلاثي قوي يتكون منه والأمير فهد بن محمد بن سعود والمطرب محمد عمر، وقدم الثلاثي أعمالًا مميزة أثرت الساحة الفنية، وكان أول لحن للمغيص مع الفنان محمد عمر، الذي نال نصيب الأسد من ألحانه، من خلال أغنية” متى ترجع ياغايب” من كلمات الأمير عبدالله بن سعود، وكان ذلك في عام 1394هـ، ثم اتبعها بأعمال أخرى مثل” أنت الأمل” و” قلبي يحبك”، بالإضافة إلى الأغاني الرياضية والوطنية. وقد عبر المغيص عن تجربته الفنية والثنائية مع محمد عمر قائلًا: محمد عمر رفيق دربي منذ زمن وهو يقرأ أفكاري دائمًا، وعندما جهزت عمل ” فهد الهمام” رأيت فيه صوت الفنان محمد عمر.
كما جمع الفن محمد المغيص بالفنان علي عبد الكريم في مجموعة من الأعمال منها (أول السور) من كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن، وغنى علي عبد الكريم ألحانًا أخرى للمغيص منها(أقبل علينا الربيع) و(خلي الكلام) و(مرحب هلا) .
وشهد عام 1403 هـ تعاونًا للمرة الأولى مع الفنان عبادي الجوهر عبر أغنية ” كلميني وبالحكي لاتبخلين”، والتي كانت من كلمات الأمير فيصل بن يزيد، وأيضًا أغنية “درب الهوى وياما شكيت الحب” من كلمات الشاعر الراحل إبراهيم خفاجي.
وكوكبة شعراء
ومن أهم الشعراء الذين تعاون معهم وجسد كلماتهم بأجمل ألحانه الموسيقية الشاعر الأمير تركي بن عبدالرحمن، والأمير فهد بن محمد، والشاعر نجيب بطيش، والأمير بدر بن عبدالمحسن، والشاعر طلال سريحان، وياسين سمكري وغيرهم من الشعراء.
محطة طلال مداح
رغم زخم المشوار الفني للملحن محمد المغيص، إلا أن تجربته مع الفنان الراحل طلال مداح تعتبر محطه مهمه في مشواره الفني، وكان لقائهما الأول عبر أغنية ” ياحول” من كلمات الأمير فهد بن محمد، والتي كانت مبادرة جميلة من الراحل طلال مداح، بعد أن سبقت نجاحات المغيص هذا التعاون الذي أثمر عن نجاح مميز لهما، أتبعاه بعمل آخر لايقل نجاحًا عن الأول، إن لم يكن الأكثر حضورًا لدى الجمهور عبر أغنية ” كل عام وانتم بخير” من كلمات الأمير فهد بن محمد، كون الأغنية خاصة بالعيد، والتي مازالت تسمع في الأعياد الى يومنا هذا،
ومن ثم توالت الأعمال بينهما من خلال أغنية ” في خاطري شي”، والتي تعتبر إحدى الإضافات المهمة في مشوار طلال مداح الفني، والتي سجلها المغيص في عام 1403هـ، وبعد غياب المداح وصف المغيص الساحة الفنية العربية والخليجية والسعودية، بأنها فقدت ضلع رئيسي في الأغنية الخليجية والسعودية مما تسببت في هز الأضلاع الأخرى، كما قال المغيص في أحد حواراته: سيبقى الراحل طلال مداح علامة بارزة ومضيئة لن ينساها الجميع.
تجار الشنطة
شبه محمد المغيص بعض الملحنين في الفترة الأخيرة بـ” تجار الشنطة”؛ يكثفون ألحانهم التجارية ويرغبون في زج أسمائهم في السوق من دون البحث عن القيمة اللحنية “على حد قوله”، وبالتالي برر المغيص غيابه الطويل عن الساحة الفنية بسبب رفضه للتسلق، كما أنه يجد الساحة قد اختلفت ونظرة المطربين للملحنين أيضًا اختلفت والسبب الملحنون أنفسهم، ويرى نفسه ليس غائبًا عن الساحة الفنية ولكنه يتابع ما يحدث حاليًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *