الطفل

كيف نعزز ثقة أطفالنا بأنفسهم؟

كتبت – نوره العمودي
الثقة بالنفس من أهم المشاعر التي يجب استثمارها في أطفالنا، وتنميتها لديهم، ومما لا شك فيه أن هذه العملية التنموية تكون مهمة على عاتق الأبوين وأسرة الطفل، كيف لا وهم أول منشأة ومدرسة يتعلم منها وفيها؟ ومن خلالها تبدأ رحلة تنشئته.
وهذه التنشئة القائمة على تعزيز الثقة بالذات تعود بالنفع الكبير وتصُب أولًا وأخيرًا في مصلحة الطفل، وتعزز من ثقته بنفسه وتجهزه لمواجهة المجتمع والتكيف معه.
دراسة
أثبتت إحدى الدراسات أن الأطفال يسمعون التعليقات السلبية في حياتهم ضعفي سماعهم للإيجابية منها، ومع روتين الحياة السريع والمزدحم، أصبح الأبوان -ومن دون قصد- يركزان على سلوك الطفل الخاطئ الذي يبدر من الطفل لأنه يمنعهما من الالتفات لمصالحهما، أكثر من الالتفات لسلوكه الإيجابي، وبالتالي يُعاقب على الخطأ ولا يجد الثناء على سلوكه الحسن؛ وهنا تجدر الإشارة إلى أثر هذه الكلمات في بناء شخصيات أطفالنا، وانعكاسها على ثقتهم بأنفسهم.
خطوات مهمة
نستعرض هنا أهم الخطوات والنصائح التي تعمل على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتنمية هذا الشعور لديه.
-ثقة الوالدان بنفسيهما
تَوفُر ثقة الوالدان بنفسيهما أمر مهم بكل تأكيد وينعكس على أطفالهم إيجابيًا، فلا يمكن توقع الكثير من طفل نشأ بين أبوين بشخصيات مضطربة أو علاقات غير ناجحة.
-لا تستصغر إنجازاته
لو تعرض الطفل للانتقاد الدائم ونُعت بـ»الفاشل» قد يؤدي ذلك لاقتناعه بالفكرة طوال حياته؛ لذا قدِّم لطفلك الثناء الكبير وامتدح تصرفاته الجيدة، فهم ينجزون أكثر كلما زادت ثقتهم بأنفسهم.
-امنحه الثقة وآمن به
هناك أبحاث أشارت إلى أن الأطفال ينجحون ويبدعون في المدارس التي تتطلع إليهم بتوقعات عالية؛ فإذا كان هذا تأثير نظرة المدرسة فمن باب أَولى التساؤل حول تأثير نظرة الأسرة على طفلهم؟
-ابحث عن الجانب الإيجابي
لو كُلف طفلك بأداء مهمة ما، ونجح في جانب منها وأخفق في آخر، فاحرص على النظر لنصف الكوب الممتلئ، واشكره وحفّزه وأخبره أنه بكل تأكيد سينجح في المرة القادمة.
دائمًا أخبره أنه متميز ومبدع
العبارات الإيجابية والتحفيزية تُحدث فرقًا كبيرًا، ردد دائمًا وقُل له: «أنت بطل».. «أنت أفضل طفل في العالم»؛ فهذه العبارات البسيطة تساهم وبشكل كبير في ارتفاع معدل ثقته بنفسه.
-ليس هناك شيء صعب
نظرة الطفل للأمور هي من تتحكم في سيرها، وهذه النظرة تتشكل من إقناع الأسرة لطفلهم بأن المستحيل غير موجود، والإنسان مطالب بالسعي والإصرار.
-توقع السلوك الطيب والحسن
احرص على إخباره دائمًا بأنك تتوقع منه الأفضل، وأنك مؤمن به وبقدراته، وتجنب العبارات التي تعمل على تثبيط عزيمته والتقليل من ذاته.
-انتقد السلوك وليس الطفل
إن حدث وأخطأ طفلك، احرص على انتقاد سلوكه الخاطئ وليس شخصيته؛ فالتصرف الأول يساعد على تقدير الذات بينما يقلل التصرف الثاني منها.
-كُن لبقًا
فآداب التعامل وفنون الإتيكيت الأَولى بهما هم أطفالنا؛ لأن هذا ينعكس عليهم ويجعلهم يلجؤون للتقليد والاتباع الحسن.
قُل دائمًا «شكرًا» حين يسدون لك أي خدمة، و «لو سمحت» حين تطلب منهم أمرًا، وغيرهما من الكلمات التي نحتاجها في حياتنا اليومية.
-قدم لهم المكافأة
كل خطوة جديدة يقومون بها كافئهم عليها؛ فهذه تفاصيل بسيطة ولكن بانعكاسات كبيرة وعديدة على أرواحهم الصغيرة. لا تدع أي أمر إيجابي يفعلونه يمر مرور الكرام، بل بالعكس التفت لهم دائمًا، ولو بابتسامة صغيرة تُبين لهم كم أنت سعيدًا بهم وممتنًا لوجودهم بحياتك.
ونصائح أساسية
-إياك أن تُطلق على طفلك اسماء لا يرتضيها وتجعله يشعر أنه قليل الشأن، حتى لو كان هذا على سبيل المزاح.
-لا تسمح للآخرين مهما كانت أسبابهم بالتقليل منه أو من شأنه.
-ابحث معه عن موهبته واحرص على تنميتها، فالنجاح يحقق تقدير ذاتي أكبر.
-لا تنسَ أن تقول له أنك تحبه، وتثق به، وسعيد للغاية لأنك أنجبته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *