ثقافة

أمواج العروس تنضم لأوركسترا فيفالديانو

بقلم- أميمة الفردان

استقطب عرض فيفالديانو الذي أقيم في الواجهة البحرية بجدة، الأسبوع المنصرم، جمهورًا عريضًا من الزوار امتلأ بهم المسرح، العرض الراقص الذي تم تقديمه مع رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد، وعروض ضوئية غطت مسرح الواجهة البحرية وخطفت قلوب الحاضرين؛ يعد بمثابة انعكاسًا للعبقرية الفنية التي تمتع بها فيفالدي، في محاولة تحكي قصة الأمل والألم التي عاشها عازف الكمان والمؤلف الموسيقي لأشهر سيمفونية “الفصول الأربعة” أنطونيو فيفالدي.

وعلى مدى 4 أيام استمتع جمهور وزوار العروس والواجهة البحرية بشكل خاص بمؤلفات فيفالدي الموسيقية، من خلال أوركسترا قدمت العرض العالمي “فيفالديانو”، والذي يقدم لأول مرة في السعودية، وتضمن العرض عمل مسرحي درامي سلّط الضوء على قصة حياة فيفالدي؛ عبر لوحة فنية أبطالها الموسيقى الحاضرة ممزوجة بالرسوم ثلاثية الأبعاد، في توليفة مبدعة.

الفن الباروكي

فيفالديانو العرض الذي جاب عواصم العالم، يعد تجربة فريدة من نوعها مستوحاة من عصر الباروك؛ الذي اتسم بفنون تعود لفترة تاريخية قديمة وثرية في الحضارة الغربية بشكل عام والإيطالية بشكل خاص، والذي انتشر في غربي أوروبا وأمريكا اللاتينية، في الفترة من أواخر القرن السادس عشر وحتى أوائل القرن الثامن عشر،

وامتاز بفنون جمعت بين العمارة والتصوير، وربما أكثر ما يميز أسلوب الفن الباروكي الضخامة والتفاصيل المثيرة، في حين يأتي طغيان الجانب الحسّي على أغلب فناني هذه المدرسة؛ الأمر الذي يبدو واضحًا في العناية بالتفاصيل، بالإضافة للسلاسة التي بدأت تأخذ الفن الباروكي في بدايات القرن الثامن عشر من خلال ما سُمي بفن الروكوكو.

أضواء وأمواج

جمع عرض مدينة المرايا فيفالديانو أوركسترا كبيرة وعازفين مهرة على الآلات الموسيقية الكلاسيكية والحديثة، وتضمن العرض عروض ضوئية على شاشات كبيرة الحجم أمام المنصة وخلفها، التي كانت مصممة بطريقة أبهرت الحضور، قال فيها الضوء كلمته الأولى والأخيرة؛ على المقطوعة الأشهر لفيفالدي “الفصول الأربعة”، فيما لعبت أمواج عروس البحر الأحمر دورًا لا يمكن التغاضي عنه مع الأوركسترا؛ لتكون جوقة موسيقية انضمت لأوركسترا فيفالديانو.

من هو فيفالدي؟

يعتبر فيفالدي واحدًا من أشهر مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية أو ما يعرف بالسيمفونيات، تعلم أصول الموسيقى من والده الذي كان عازفًا للكمان في إحدى دور العبادة في البندقية بإيطاليا، وقبل أن يتجه لعالم الأحلام والموسيقى كان قد انخرط في عمل الرهبان، وتم بالفعل تعيينه راهبًا؛ قبل أن يتحول لتعليم الموسيقى في أحد المراكز الثقافية لينتقل منها إلى مسرح سانت انجيلو، ويتم تعيينه كمؤلف ومكلف بشؤون الفنانين؛ ليبدأ مرحلة جديدة بعدما اشتهر بمؤلفاته في كلًا من إيطاليا وألمانيا والنمسا وهولندا ويصبح أستاذاً للجوقة الموسيقية للأمير فيليب.

وشكّل تاريخ فيفالدي الموسيقي ذائقة فنية للعروض العالمية، وكان لمقطوعاته الموسيقية تأثيرًا كبيرًا على المؤلفات التي صدرت عن باخ في نهاية حياته، وحرم مرض الربو “فيفالدي”، من العزف على آلات النفخ التي عشقها منذ طفولته، إلا أن هذا المرض أهدى لعالم الفن موسيقيًا خلده التاريخ، واستعاد شهرته كمؤلف عندما اكتشفت بعض مخطوطاته في تورينو بعد سنوات عديدة من وفاته، ولطالما نذر أنطونيو فيفالدي حياته للإنسانية، وتعليم الموسيقى وتلحينها، في دار للأيتام على امتداد 3 عقود، عكف بعدها على تأليف «الفصول الأربعة» أشهر أعماله.

مؤلفاته الموسيقية

خلف فيفالدي وراءه عددًا كبيرًا من المؤلفات الموسيقية الآلاتية وقد بلغت 456 كونشرتو، من بينها 223 كونشرتو لكمان منفرد وأوركسترا، و 22 لكمانين، و 27 لكمان جهير منفرد، و 39 للباصون، و 13 للأوبوا، والعديد من الكونشرتوهات لآلات مختلفة كالفيولا، العود (الغربي)، الماندولين، ناي بيكولو، بالإضافة إلى 73 سوناتا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *