الحقيقة والسراب

حقيقة رد «الأزرق» للحسد والعين

بقلم- آمال رتيب

ارتبط اللون الأزرق، سواء في شكل خرزة أو عين زرقاء أو كف “يطلق عليه كف مريم أو كف فاطمة”٬ بأنه رمز أو إشارة للتعوذ من الحسد ورد عين الحاسد، كثيرون ارتدوا يومًا خرزة زرقاء، أهديت لهم أو اشتروها من أحد الأسواق الشعبية في أحد البلدان العربية٬ وآخرون لا يؤمنون بهذه الخرافة المتوارثة في أغلب البلاد العربية٬ لكن منذ 5 أعوام، اعترفت اليونيسكو بـ” الخرزة الزرقاء” كموروث ثقافي شعبي٬ كما أن لعلماء الطاقة والمشتغلين بالأحجار الكريمة رأي في ارتباط اللون الأزرق تحديدًا برد الحسد أو العين.

السر

لا يوجد تاريخ محدد لأصل الخرزة الزرقاء، يقول البعض إنها تعود للقرن السادس قبل الميلاد، وقبل اعتناق الإسلام، حيث كان الإيمان بتأثير الحسد، يختلف باختلاف الوضع الاجتماعي، فالأغنياء استخدموا الحلي المصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة، بينما استخدم العامة الخرز الأزرق المصقول.

أما عن سر اللون الأزرق، فمرده اعتقاد القدماء في 3 ألوان كانت سائدة بحليّهم؛ الأحمر والأخضر والأزرق، وكان كل لون يرمز لشيء؛ فالأحمر يرمز لحمرة الدم الذي يجري في العروق ويمنح الحياة والنشاط، والأخضر يرمز إلى خضرة الزرع التي توفر خيرات الأرض والطبيعة من حبوب وثمار وخضراوات، واللون الأزرق مرتبط بزرقة السماء والقوى العليا.

حجر اللازورد

وارتبط حجر اللازورد بلونه الأزرق الداكن بمعتقدات وأساطير كثيرة، والتي لا يزال يتردد صدى بعضها حتى الآن٬ تقول لبنى أحمد خبيرة علوم الطاقة والأحجار عن حقيقتها: بداية يصنف حجر اللازورد من الأحجار شبه الكريمة٬ وهو حجر مميز المظهر يسهل التعرف عليه، فإذا قمت برؤيته مرة واحدة فمن المستبعد أن تنسى مظهره لاحقًا؛ نظرًا لدرجة لونه الفريدة من اللون الأزرق الداكن، بجانب درجات هذا اللون الأخرى المتنوعة والنابضة بالحياة، مع لون خفيف فيه من البنفسج.

وتضيف أن اللون الأزرق لحجر اللازورد كان شهيرًا للغاية وله مكانته قديمًا قبل تطور الأصباغ الحديثة، خاصة أنه كان يُستخلص من هذا الحجر اللون الأزرق الموجود في الكثير من اللوحات الكلاسيكية٬ ومن المعروف أن أفضل أنواع حجر اللازورد دائمًا هي ذات اللون الأزرق الداكن٬ ورغم استخراج العديد من رواسب اللازورد، إلا أنه من الصعب الحصول على الأنواع ذات الجودة العالية منه.

فوائد

وبحسب لبنى أحمد أنه طبقًا للمعتقدات القديمة حول هذا الحجر، فإنه يعمل على تحقيق التوافق بين العقل والقلب من خلال تحقيق ترابط أقوى بينهما٬ فعندما يتناغم عقلك مع عواطفك، فإنه يقوى ويكون مثمرًا أكثر. وعندما يساعد عقلك على توضيح مشاعرك وظهورها، فإن تلك المشاعر تصبح مفهومة بشكل أكثر إيضاحًا، ويعمل كلًا من العقل والقلب في وئام. ويصبح إتقان أي مجال من مجالات الحياة أكثر قابلية للتحقيق.

وتشير إلى أنه يعتقد أن حجر اللازورد يمنح مرتديه القدرة على الخيال والحياة بحيوية وبدون خوف وبروح مغامر؛ إذ يثير لونه الأزرق الفريد ذكريات تحفز القوة بداخلك، كذلك عند ارتداؤه؛ فإنه يساعد على الحماية من الهجمات النفسية، كما أنه يبدد القلق ويجلب الشعور بالسلام الداخلي٬ والانسجام والمعرفة الداخلية الذاتية العميقة٬ ويشجع الوعي الذاتي، ويسمح للتعبير عن الذات، ويوفر صفات الصدق والحُنو والأخلاق للشخصية٬ وهو أيضًا يحفز الموضوعية والوضوح ويشجع على الإبداع. فإذا كنت من محبي الإبداع والتميز والتفكير خارج الصندوق دومًا، فهذا الحجر مناسب لك.

وتنوه أحمد إلى أنه من ناحية المعتقدات في فوائد حجر اللازورد وخصائصه الصحية الشفائية٬ فيعتقد أنه يعزز الجهاز المناعي وينقي الدم ويخفض ضغط الدم وينعش ويهدئ مناطق الالتهابات٬ كما أنه يخفف من الأرق والدوار، ويتغلب على الاكتئاب٬ بجانب تحسين عمل الجهاز التنفسي والجهاز العصبي والحلق والأحبال الصوتية والغدة الدرقية، ومن المعتقدات المثيرة أيضًا حول فوائد حجر اللازورد أنه يمكن أن يساعدك على تطوير قناعتك وإيمانك بشكل عميق، بالإضافة إلى ذلك فإنه يجعلك تثق بنفسك.

فسير

وأتمت لبنى أحمد خبيرة علوم الطاقة والأحجار أنه بالنسبة للموروث الشعبي بارتداء خرزة زرقاء فالأمر له تفسير في علوم الطاقة؛ يرجع إلى تشتيت نظر الرائي – الحاسد- إذا كان لديه طاقة سلبية ومشاعر حسد٬ أي أن اللون الأزرق يشتت انتباهه، فيصرفه عن التركيز في شكل أو ملابس أو أي نعمة مادية أو معنوية لمرتديه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *