ثقافة

«مسك جدة التاريخية» تبهر زوارها بـ19 منطقة فعاليات

بقلم- خالد بن مرضاح
بـ19 منطقة فعاليات متنوعة، تضمنت فنون ومسرح وحرف وألعاب وفعاليات تراثية وثقافية وترفيهية مختلفة، وبوجود سوق متكامل يحتوي على جميع احتياجات الزوار، وبمشاركة الأسر المنتجة؛ أبهر مركز المبادرات بـ”مسك الخيرية” زوار مبادرة “مسك جدة التاريخية” في نسختها الثالثة، والتي تستمر حتى 15رمضان – 20 مايو الجاري، وانعكس الإعجاب بالفعاليات بالإقبال الكبير من فئات المجتمع كافة، في أجواء احتفالية وتراثية تتسم بطابعها الترفيهي الهادف.
لأول مرة
وللمرة الأولى، تعرض مبادرة مسك جدة التاريخية مسرحية بتقنية “الهولوجرام” في جدة التاريخية، بالإضافة إلى “صندوق الدنيا” أحد الفعاليات الهادفة المقدمة للأطفال، والتي شهدت تفاعلًا كبيرًا منهم، وهو ما أعاد لهم بهجة الحكاية القديمة، عندما كان الرواة يقصون قصصهم باستخدام الصور بطريقة شيقة ومبتكرة؛ ليعرفهم على ماضي جدة العتيق.
طريقة تفاعلية
وقبل ساعة من بدء الفعاليات كانت العائلات قد اتخذت مع أبنائها مواقعهم بجانب مدخل “باب المدينة” للدخول والمرور على جميع مسارات الفعاليات الـ 19، وإعادة اكتشاف منطقتهم التاريخية بطريقة تفاعلية وجديدة، وهو ما اتسمت به النسخة الثالثة لـ “مسك جدة التاريخية”.
أنشطة متنوعة للأطفال
ودائمًا للأطفال نصيبهم في الفعاليات من خلال عدد من الأنشطة كمنطقة مخصصة للأطفال تحتوي على فعاليات متنوعة لألعاب جدة القديمة، بالإضافة إلى تلوين الأتاريك، وقسم خاص بتلوين وجوههم (face-painting)، ولإضفاء مزيد من البهجة والأجواء الترفيهية على محياهم؛ كان مسرح العرائس عنصرًا جاذبًا لهم، وهو عبارة عن مسرح للدمى المتحركة يحكي لهم القصص القديمة المرتبطة بتراث المنطقة بطريقة ممتعة، وهو ما يحقق هدف الفعاليات التي نظمتها مبادرة التواصل المجتمعي بمركز المبادرات في مؤسسة “مسك الخيرية”، والمتمثل في إبراز أهمية المنطقة من النواحي التراثية والثقافية والتاريخية.
جدة زمان
ونجحت فعالية “جدة زمان” في اختصار حقبة الآباء والأجداد من خلال مجسمات مصغرة لأهم معالم المنطقة التاريخية، بحيث مكنت الزوار من رؤية خريطة التفاصيل الكاملة لجدة القديمة، وتزويد كل معلم بـ “باركود ولوحة تعريفية”. ولإعطاء المكان وجهته التجارية العتيقة، تم رفد الفعاليات بسوق متكامل يحتوي على جميع احتياجات الزوار، مع إتاحة الفرصة لمشاركة الأسر المنتجة بهدف دعمها وتسويقها.
بيت آل سلوم
الاطلاع على تفاصيل البيت الحجازي وجمالية مكوناته، يظل شغفًا للأجيال الجديدة؛ لذا كان واجبًا التوجه للمنطقة المخصصة، وذلك في بيت آل سلوم العريق الذي أسس في عام 1301 هـ بحارة المظلوم وعلى بعد خطوات قليلة من بيت “باعشن”.
الألعاب القديمة
الأجواء التاريخية القديمة، لا تكتمل بدون التعرف على تفاصيل الحياة وقتها، ومنها الألعاب القديمة، لذلك كان لابد من التركيز على الألعاب القديمة كالكيرم والبرجون وغيرها من الألعاب، والتي جذبت بمشاهدها التمثيلية الطريفة كثير من الزوار، حيث قدمت بطريقة مشوقة.
منطقة الفنون
الفن بمحتواه الثقافي والتراث، كان حاضرًا بقوة على خريطة الفعاليات، كونه يساهم في تقريب صورة الإرث التاريخي لجدة القديمة من خلال لوحات فنية تحمل في طياتها الدلالات الرمزية للمنطقة، فكانت منطقة الفنون ترجمة واقعية لذلك من خلال معرض مسك للفنون، وهو مخصص للرسم التفاعلي وعرض لوحات الفنانين، إضافة إلى متحف بنجابي اللذين ساهما في التعبير عن الذاكرة التاريخية فنيًا.
“كاليجري” وأفلام
كما خصصت مبادرة “مسك جدة التاريخية” جادة مخصصة لمحبي الكاليجري؛ وهو عرض حي لفن الكاليجريف بالضوء، ويقوم بها مصور محترف يلتقط صور الزوار، ويعد المسرح من أحد أهم الفعاليات التي يقدم فيه 3 عروض هي “حكاية جدو ” وهو عرض ممتع وثري ويعرض على 3 فترات يومية، كذلك فيلم جدة الذي يحكي أهم الأحداث التي شهدتها المنقطة التاريخية، بالإضافة إلى فيلم “كنز الحطاب” الذي أنتجته شركة مانجا التابعة لمسك الخيرية.
شارع الحرفيين
ومن الفعاليات التي تحظى دائمًا بإقبال وإعجاب الزوار، التعرف على الحرف التراثية والمتوارثة من أجيال لأجيال، حيث حرص المنظمون على تعريف الزوار بواقع الحِرف من خلال “شارع الحرفيين”، وهي مساحة مخصصة لعرض الحرف التراثية الشعبية التقليدية القديمة التي تتوفر بكثرة في الأسواق الحديثة، والتي تحتاج إلى المزيد من النوافذ لإيصالها للجمهور.
صور تاريخية
ولوحظ تواجد تجمعات للشباب والشابات عند محيط فعالية “جادة صور تاريخ جدة”، وهي عبارة عن زقاق مضيئ يحكي كيفية إنشاء حارات جدة، وحكايات سكانها وبواباتها ومساجدها، ومدارسها، وزواياها، وأسواقها، وأهم معالم المنطقة، مما كان له تأثير إيجابي على الزوار بقيمة التراث.
افتتاح مختلف
وكان لافتًا افتتاح مبادرة “مسك جدة التاريخية” بطريقة مغايرة وإيقاع مختلف؛ من خلال “الاسقاط الضوئي المصحوب بالمؤثرات الصوتية بهوية رمضانية فريدة، على أبواب جدة التاريخية الـ 8 مع بدء الفعاليات.
الإسقاط الضوئي فسح مجال “الفضول التاريخي” لدى الزوار، حيث عرفت بوابات جدة الـ 8 بباب المدينة الذي كان يقع في حارة الشام، وكانت البوابة تستخدم للوصول إلى “القشلة”، وهي الثكنة العسكرية القائمة حتى يومنا هذا، كما كان يستخدم لمرور العربات المحملة بالحجارة المستخرجة من المناقب الواقعة شمال مدينة جدة، والطين المستخرج من بحر الطين، أو ما أصبح يعرف ببحيرة الأربعين والمستخدم في بناء بيوت جدة في ذلك الوقت.
وتعرف الزوار على مدخل “باب المدينة” الذي شيد من أجل حماية شريان الحياة في حاراتها الثلاث؛ وهي حارة الشام في الجزء الشمالي، وحارة اليمن في الجزء الجنوبي، وحارة المظلوم التي تقع بينهما، وأحيطت المدينة قديمًا بسور طيني له 8 بوابات تفتح فجرًا وتقفل عشاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *