الحوار

المدربة أمة الله باحاذق: رياضة التاي تشي علاج لأمراض كثيرة

حوار – ليلى باعطية

الإيمان بالهدف كفيلٌ بأن يجعل الإنسان يخوض الصعاب ويتحدى جميع الظروف لتحقيق هدفه الذي آمن به؛ وهذا ما حدث مع الماستر أمةُ الله باحاذق، عندما آمنت برياضة (التاي تشي) ومدى فاعليتها وقدرتها في أن تُكسب الإنسان حياةً أفضل، لذلك حصلت على درجة تصنيف المدرب التي تسمح لها بتدريب واعتماد المدربين في هذه الرياضة، لتصبح “سيدة التاي تشي الأولى”، وحاملة لقب أول مدربة سعودية لرياضة التاي تشي، في هذا الحوار مع الماستر أمة الله باحاذق تُطلعنا على رحلتها مع التاي تشي بعد عودتها للوطن، ونظرة المجتمع السعودي ومدى تقبله لهذه الرياضة وخططها المستقبلية. ومحاور أخرى يتضمنها الحوار.

رياضة الجسد والعقل

تعرف باحاذق التاي تشي أو (التأمل المتحرك) بأنها واحدة من أهم الرياضات التي تساعد على الاسترخاء والانسيابية والسيطرة على الحِس، وهي تعد تقنية من تقنيات العلاج الطبيعي ومعروفة في أمريكا وأستراليا ودول أخرى عديدة.

وتضيف أن التاي تشي عبارة عن مجموعة من حركات الاسترخاء والانسيابية يتم أدائها مع الاهتمام جيدًا بتنظيم التنفس والفكر، للوصول إلى درجة كبيرة من السيطرة على الجسد والعقل، كما تساعد على تحسين التوازن النفسي والجسدي وتقوية العضلات، ورفع مستوى المرونة، وتحسين معدلات ضغط الدم.

ردود الأفعال

وتكشف عن أن ردود الأفعال الأولية حول التاي تشي كانت سلبية، عندما حصلت على الماستر وعادت إلى السعودية، وتفسر ذلك بأن التغيير في أسلوب الحياة ليس بالأمر السهل، والاقتناع بأن ممارسة الرياضة يمكن أن تكون ببطء وبجهد بسيط، وبطريقة آمنة وسهلة في التعلم وبدون آلام، وقد تحقق النتائج نفسها وربما أكثر من الرياضات المعتادة؛ كان من الصعب التصديق بكل ذلك مع رياضة جديدة يجهلها الأغلبية.

الإقبال والتوقعات

وتقول باحاذق إن المجتمع لازال في حاجة ماسة للتعرف أكثر على رياضة التاي تشي، والعلم بكيفية ممارستها وفوائدها، مما يتطلب جهدًا أكبر في مواصلة نشر هذه الرياضة بين الناس.

وترى أنه عند مقارنة رياضة التاي تشي بالرياضات الأخرى، فبالتأكيد يعتبر الإقبال عليها ضعيفًا؛ حيث أن عدد الأندية أو المراكز أو الجهات المختلفة المقدمة للأنشطة الرياضية محدود جدًا، وبالتالي فرصة التعرف عليها محدودة، لكن عند مقارنة الإقبال عليها الآن بالسنوات الماضية؛ فالإقبال حاليًا أضعاف الفترات السابقة.

وتكشف أن توقعاتها كانت كبيرة، حيث كانت تعتقد أن هذه الرياضة معروفة على الأقل في الوسط الطبي كوسيلة تساعد في تحسين العلاج، ويقف الأمر فقط على وجود مدربين، لكن كان الأمر مختلفًا، وبالتالي كانت المسؤولية كبيرة في تأسيس الأمر من أوله، ووضع معظم الجهد في بناء الأساس الصحيح الذي تنطلق من خلاله، والآن وبفضل الله تعالى تحقق الكثير مما كانت تطمح إليه، مما يحفزها على الاستمرار بثقة وإيمان بأن ما تقدمه فيه النفع للجميع بإذن الله.

فعاليات ومبادرات

وتنوه إلى فعاليات ومبادرات نفذتها منذ حصولها على الماسترز، حيث بدأت العمل والتواصل مع الأطباء والمختصين في مجال الصحة بتخصصاتهم المختلفة مثل: العلاج الطبيعي، المفاصل والعظام، السكري، طب الشيخوخة، وغيرها، وكان من حسن حظها معرفة العديد منهم بالتاي تشي، لكنهم لم يكونوا يعرفون أشخاصًا يقدمون هذه الرياضة للمجتمع داخل السعودية.

وتردف أنها إضافة إلى ذلك، زارت العديد من المدارس والجامعات والشركات والمستشفيات؛ لتقديم محاضرات تعريفية وتدريب مبسط عن كيفية ممارسة التاي تشي، لإعطاء الناس فرصة تعلم هذه الرياضة اللطيفة ولمس فوائدها؛ ليستطيعوا التفكير في أداءها وممارستها بشكل منتظم.

  • thumbnail_PHOTO-2019-03-05-15-41-33
  • thumbnail_PHOTO-2019-03-05-15-41-33 (1)
  • thumbnail_IMG_0997
  • DSC_3575
  • DSC_3563
  • DSC_3495
  • DSC_3408
  • DSC_3462

المجتمع في حاجة للتعرف على التاي تشي وفوائدها وكيفية ممارستها

حياة أفضل

وتؤكد باحاذق أن هناك العديد من الأمراض التي كان يعاني منها البعض، وساهمت رياضة التاي تشي في تخفيفها أو التخلص منها، على سبيل المثال لا الحصر: خشونة الركبة، آلام الظهر، السكري، هشاشة العظام، التوازن، آلام العضلات المزمن، التصلب اللويحي، فايبرومالجيا، ريماتويد، وغيرها الكثير؛ حيث تعمل التاي تشي على المساعدة في تخفيف الألم وتحسين الحالة، قد لا تنتهي المشكلة وتختفي، لكن التاي تشي تساعد الشخص على ممارسة حياته بشكل أفضل وباستقلالية أكثر.

علاج لأمراض عديدة

وتفصل بأن المجتمع السعودي يعاني من عديد الأمراض المزمنة، التي كان لأسلوب الحياة اليد الأولى في الإصابة بها، لا يتسع المجال لحصرها، لكن على رأس القائمة:

السكري؛ وتعمل التاي تشي على إدارة السكري والوقاية من مضاعفاته، إضافة إلى ما أظهرته الدراسات الطبية من مساعدتها في الوقاية منه.

التهاب المفاصل؛ والذي يتنوع إلى أكثر من 128 نوعًا مثل التهاب المفصل الغضروفي، الريماتويد، فايبرومالجيا، التصلب اللويحي، الذئبة، وغيرها الكثير؛ وتساعد ممارسة التاي تشي على تحسين أداء المفاصل، وبالتالي تعمل على تخفيف الألم؛ مما يساعد على الحركة بشكل أفضل.

هشاشة العظام؛ حسب ما أظهرته الدراسات الطبية فإن ممارسة التاي تشي تقلل من نسبة فقد مكونات العظم إلى 60%.
السقوط؛ وتعد هذه المشكلة ثاني سبب للوفاة عالميًا بحسب منظمة الصحة العالمية، وقد ذكرت المنظمة في تقريرها أن ممارسة التاي تشي إحدى التقنيات الوقائية من السقوط.

وفوائد متنوعة

وبحسب باحاذق، مارس العديد من الأشخاص التاي تشي لعلاج مشكلات صحية، والحمد لله لمسوا العديد من الفوائد ليس على المشكلة الصحية فحسب، لكن حتى على جودة حياتهم الصحية بشكل عام وراحتهم النفسية وعلاقاتهم الاجتماعية.

خططك مستقبلية

وعن خططها المستقبلية تجاه رياضة التاي تشي، تقول إنها مازالت في مرحلة التعريف ونشر الوعي في المجتمع، من خلال الزيارات الميدانية ولقاء الأطباء في المجالات التي لها علاقة بالمشكلات الصحية، إضافة إلى تدريب وإعداد المدربين في مناطق المملكة المختلفة، للمساعدة في نشرها على نطاق أوسع.

وتعتبر أن مصادقة الاتحاد السعودي للطب الرياضي على المحاضرات والندوات، التي يقدمونها للتعريف برياضة التاي تشي، بعد الاطلاع عليها والموافقة على محتواها، من قبل المدير التنفيذي للاتحاد؛ إضافة مميزة لما يقدمونه ساعدت في كسب ثقة الكثيرين.

وتختتم أمة الله باحاذق أول مدربة سعودية لرياضة التاي تشي بأنها تسعى حاليًا إلى تأسيس لجنة لرياضة التاي تشي واعتمادها من الهيئة العامة للرياضة، سواءً كانت تحت اتحاد رياضي أو مستقلة باتحاد خاص بها، حسب الأنظمة والقوانين المعمول بها داخل السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *