الحوار

الفندقية مرام قوقندي:برؤية 2030 سنرى السعودية محط أنظار العالم

بقلم– رانيا الوجيه

قصص النجاح كثيرة، ولا تخلو أي قصة نجاح من ألم وتحدي وأحداث مثيرة، وكثير من العظماء عانوا وكافحوا وتألموا.. لكنهم تميزوا عن الاخرين لأنهم لم يتركوا المشاكل تتغلب عليهم، بل تغلبوا عليها، ولم تزدهم التجارب إلا خبرة وتحد للوصول الى القمة، فنجحوا وحققوا إنجازات سجلها لهم التاريخ.

فالنجاح رغبة يتوجها عمل متواصل وإخلاص ..وعندما يكون التميز والنجاح هدف وأسلوب حياة تهون الصعاب والتحديات أمامهما؛ والفندقية مرام قوقندي أول سيدة سعودية تتولى منصب مدير عام فندق عالمي خير دليل على ذلك..

حاورنا قوقندي حول قصة نجاحها والصعوبات التي واجهتها في مجال كان حكرًا على الرجال قبل أعوام قليلة، واستمعنا لشهادتها عن دور السعوديات في قطاع الفندقة، ورؤيتها للمستقبل وطموحاتها، وواقع ومستقبل المجال، وأشياء أخرى في السطور التالية.

صدفة البداية

تقول مرام قوقندي إن دخولها عالم الفندقة كان عن طريق الصدفة، حيث تقلدت وظيفة منسقة في أحد الفنادق الشهيرة بجدة، كان ذلك قبل ١٤عامًا، لكنها أحبت المجال وتعمقت فيه، ووجدت الكثير من المتعة والشغف، مما جعلها تبحر فيه لكشف أسراره، وبفضل الله أتقنت العمل فيه.

أول مديرة سعودية

وتضيف أن الشغف بالمجال وتطوير الذات، أوصلها لأن تشغل حاليًا منصب مدير عام فندق «بارك إن باي راديسون»، كأول مدير عام سعودية في هذا المجال على مستوى العالم، حيث تولت المنصب من عام و6 أشهر تقريبًا.

صعوبات و مشاكل

وبحسب قوقندي، الصعوبات التي واجهتها كانت في بداية مسيرتها المهنية، لأن المجتمع لم يكن منفتحًا أوعلى إلمام كامل بطبيعة العمل الفندقي للفتاة السعودية، حيث كان العمل في مجال الفندقة محصورًا على الذكور، لكن مع الوقت أصبح هناك وعي مجتمعي وتفهم.

إما «مشاكل الموظفين»، فترى أنه لا توجد أية بيئة عمل تخلو من المشاكل، المشاكل الروتينية موجودة دائمًا، لكنها مختلفة حسب نوع المهنة ومنصب الموظف، لكن بترسيخ بيئة عمل سليمة وبروح وحدة فريق العمل؛ يمكن التغلب على جميع المشاكل.

الخبرة و الدراسة

وتعتقد أن الممارسة العملية والدراسة، كلاهما مهمان بالدرجة نفسها؛ كلا منهما كفة للميزان إذا جاز القول، يمكن للمتخصص الأكاديمي أن يضيف لصاحب الخبرة، والعكس صحيح؛ الخبرة تضيف بالتأكيد للدراسة العلمية، الخبرة والدرسة يكملان بعضهما البعض.

دورات للشباب و الشابات

وتشير قوقندي إلى وجود خطط لزيادة إعداد الشباب والشابات العاملين بقطاع الضيافة، بالتعاون مع الجهات المعنية والمرافق السياحية، بهدف تعزيز وتنشيط السياحة في جدة، حيث تمت مناقشة تنظيم دورات تأهيلية للشباب والشابات؛ لتأهيلهم للعمل في قطاع الضيافة، وعمل دورات في الإدارة الفندقية، بتعاون من فندق»راديسون» وفنادق أخرى، وتتمنى أيضًا التوسع في إنشاء كليات خاصة بالفندقة، ومعاهد للمرشدين السياحيين.

مسؤولية مضاعفة

وتؤكد أن كونها أول سيدة سعودية تتولى منصب مدير عام فندق عالمي، أثر هذا الأمر إلى أبعد مدى في حياتها؛ حيث زاد مسؤوليتها الشخصية لتكون خير مثال يمثل الوطن والفتاة السعودية، وإثبات جدارة الفتاة السعودية لأن تصل لأكثر من هذا، كما أن هناك مسؤولية عامة عليها تجاه أجيال بعدها؛ ليتسع أفق طموح هذه الأجيال لأبعد مدى.

أصحاب الفضل

وتكشف قوقندي أن طفولتها كانت عادية، يتخللها بعض المواقف التي زادت من خبرتها في الحياة، لكنها تحب الاحتفاظ بقصتها الشخصية، بينما تدين بالفضل أولًا لتوفيق رب العالمين، وثانيًا لوالديها حفظهما الله وإخوتها ومن ثم أولادها وأصدقائها، وتتمنى أن تستمر كمصدر فخر لهم.

نجاحات وإنجازات

وتثق كثيرًا في المستقبل، مؤكدة قدرة المرأة السعودية على صنع المزيد من النجاحات والإنجازات، منوهة إلى أن العالم شهد بأن المرأة السعودية حققت نجاحًا براقًا في جميع مجالات الحياة داخليًا ودوليًا، ويكفي أن ١٠% من أفضل سيدات الأعمال عالميًا سعوديات، وأصبح اسم السعودية عاليًا في السماء؛ لما أصبحنا فيه من تقدم علمي وعملي.

مجتمع قوي متوازن

وترى قوقندي أن النساء أصبحن موجودات في مجال الفندقة، عكس الحال قبل أعوام، لكن الآن أصبحت المرأة السعودية تعمل في جميع القطاعات وجميع إدارات الفندق، وقد اثبتت نفسها بجدارة، وهذا الأمر صحيح وطبيعي؛ لأن عملية التنمية والبناء لأية دولة لا تكتمل إلا بمشاركة المرأة، وتمكينها على الساحة الوطنية بالتكامل مع الرجل؛ لبناء مجتمع قوي متوازن.

فتاة بسيطة

ورغم هذا النجاح الكبير، تصف مرام قوقندي نفسها؛ بأنها فتاه سعودية بسيطة تحمل شهادة البكالوريوس في إدارة الفنادق العالمية من جامعة»كاردف ميتروبولتين البريطانية»، بسيطة لكن حالمة وتحمل رسالة تتمني أن توصلها بشكل جميل.

نصيحة للطموحات

وتؤمن بأنه ليس للأحلام حدود، وليس للطموح سقف، تريد أن تحقق نجاحًا تشبع به ذاتها التي تحدت وأصرت، طموحها كبير وتثق في تحقيق كل ما تحلم به بمشيئة الله، وتنصح كل فتاة طموحة بألا تخاف من حديث المجتمع قائلة:» القيود نحن من يضعها، إذا كان لديك طموح حقيقي، ستجدي القدرة على مواجهة أي عقبه لكي تصلي، ابحثي عن قوتك الداخلية، وقوي نفسك بدينك وعلمك وأخلاقك، وانطلقي ولن يستطيع أحد أن يقف أمامك، وستجدي في النهاية بأنك صنعت المعجزات».

قصة ملهمة

ولا ترى قوقندي في نفسها «فقط» قصة ملهمه لغيرها، لكنها تعتقد أن كل امرأة عربية أو أجنبيه جاهدت وتعبت لكي تصل إلى مكان مميز هي قصة ملهمة؛ فلن تجدوا امرأة وصلت دون تعب وجهد وتحد وإصرار.

المدير الناجح

القيادة والإيمان بالعمل الجماعي ومساعدة المرؤسين؛ أبرز صفات المدير الناجح وفقًا لقوقندي؛ أن يكون قياديًا ناجح ويعرف أن النجاح الجماعي أهم من النجاح الفردي، وأن يكون هدفه إنجاح الموظفين ومساعدتهم في التطوير والارتقاء للمناصب الأعلى.

«تمكين المرأة»

وتلفت إلى أن الاتجاه نحو «تمكين المرأة»؛ بداية النجاح و الوعي الثقافي العالي، فالبناء الاقتصادي والاجتماعي لا يكتمل إلا بمشاركة المرأة وتمكينها على الساحة الوطنية بالتكامل مع الرجل؛ لبناء مجتمع قادر على مواكبة التغيرات والتحولات المستجدة، مما يشكل دعمًا حقيقيًا لمستقبل الوطن، مع المحافظة على الهوية الوطنية والإسلامية، فرؤية المملكة تضم أهدافًا استراتيجية تدعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، وتمنحها فرصة أكبر للعلم والعمل والحرية والإبداع، بهدف أن تكون عنصرًا فاعلًا ورائدًا في عملية التنمية، ونموذجًا عصريًا مشرفًا لريادة المرأة، وتمكينها من صنع القرار.

رؤية 2030

وتشدد قوقندي على أنه عندما يكون لدينا ملك حكيم وولي عهد طموح ومقدام، يصبح لدينا دولة سباقة في التطور الاقتصادي والسياحي؛ وهذا هو النجاح الحقيقي، فعندما يتبنى ولي عهدنا رؤية 2030ذات الأهداف الواضحة، ومطالبته بالتطوير في مجال الضيافة بشكل كبير، وقتها سنرى السعودية محط أنظار وإعجاب العالم أجمع.

الدوام و الإجازات

وتقول إن العمل الفندقي كأية عمل آخر يوجد به السلبيات والإيجابيات، ودائمًا تنظر للجانب الإيجابي في عملها، صحيح أن المرأة العاملة في المجال الفندقي تعاني من طول فترة الدوام ومن قلة الإجازات، وغيرها من المشاكل الروتينية، لكن الشغف بالعمل والرغبة في النجاح تتغلب على كل الصعوبات.

«الشخص نفسه»

وتنفي قوقندي تأثير منصبها سلبيًا على شخصيتها، قائلة إنه زاد عندها إحساسها بالمسؤولية، والرغبة في التطور الإيجابي أكثر وأكثر، وعلى الصعيد الشخصي هي»الشخص نفسه»، الذي يعرفه الجميع منذ أعوام، وهذا بشهادة المقربين منها.

وزيرة سياحة

وعند سؤالها: هل سنرى سيدة سعودية تتقلد يومًا منصب وزير سياحة؟، قالت إننا الآن في عهد لا يوجد به مستحيل، ووجود المرأة في هذا المنصب سيكون قرارًا طبيعيًا وغير صادم، لذلك سنجد قريبًا سيدات في مناصب عليًا، والتنظيمات الجديدة التي طبقتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أوجدت طفرة في نمو الاستثمارات الفندقية في المملكة.

الواقع و المأمول

وتؤكد الفندقية مرام قوقندي بأن القطاع الفندقي في المملكة يشهد نموًا متسارعًا في الاستثمارات، خلال الفترة الحالية مع ما يشهده الاقتصاد السعودي من نمو وتطور، وهناك نقلة غير مسبوقة في حجم الاستثمارات الفندقية وتنوعها، خاصة مع دخول الكثير من الأسماء الفندقية العالمية للسوق السعودي لأول مرة، لذلك تأمل وتتمنى دعم أكبر من الحكومة ورجال الأعمال والمستثمرين، والتعاون في إنشاء كليات للسياحة والفندقة، وتنظيم ودورات تأهيل للشباب والشابات للعمل في القطاع الفندقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *