ثقافة

«الخميس» بمهمة إنقاذ «مسرى الغرانيق في مدن العقيق»

بقلم– آمال رتيب

من بغداد إلى القدس فالقاهرة ثم القيروان فالأندلس، يسافر مزيد الحنفي من صحراء الجزيرة ليجد نفسه بين ليلة وضحاها مكلّفًا بمهمة خطيرة.

سبع وصايا كان على مزيد أن ينساها بعد قراءتها، ويترك لرحلاته أن تكون تجلّيًا لها. لكن شغفه بالكتب ومخالفته بعض الوصايا، ختمتا رحلته بنهاية لم يكن يتوقّعها؛ هكذا صاغت الروائية أميمة الخميس روايتها “مسرى الغرانيق في مدن العقيق”.

الرواية هي الرابعة للكاتبة، وتم نشرها في 560 صفحة من القطع المتوسط٬ وفازت الخميس عنها بجائزة نجيب محفوظ في الأدب لعام 2018، وهى رواية تاريخية تدور أحداثها في القرن الرابع الهجري، وتتحدث عن سيرة مزيد الحنفي، الذى انطلق من وسط الجزيرة العربية تحديدًا منطقة اليمامة، وتنقل بين البلدان شغوفًا بالسؤال والمعرفة وتوقف في بغداد، حينما كانت العاصمة العراقية تضج بالنشاط الثقافي والفكري والأدبي، ومن هناك انطلق في جماعة مهمتها تجميع كتب الفلسفة والعقل التي تتعرض للرقابة والتضيق، وكأنه هنا يحاول أن يعطى الفلسفة التي كانت بالرمق الأخير”ماء الحياة”، قبل أن تندثر من المشهد الثقافي في هذه الآونة، بحسب وصف الكاتبة.

أما اسم الرواية، فهو يحاكى عناوين كتب التراث التي تراعى القافية، والغرانيق هي جمع غرنوق وهو طائر مائي أبيض طويل الساق جميل المنظر له قنزعة أي عرف ذهبي اللون، وقد اتخذ المعتزلة من أهل العدل والتوحيد لقبًا لهم هو السراة الغرانيق.

وتقول مقدمة الناشر: مزيد الحنفي النجدي نفسه، “بطل الرواية” الذي هو “محض تاجر كتب في زمن الفتنة والاحتراب وشهوة إحراق المدونات والمخطوطات وتطهير الذنوب بجمرها”.. “تاجر كتب.. قد تكون هذه صنعتي حقًا، أو لربما أستتر خلفها بمنجى من الريبة والشك بين مسافري قافلة العطور المتجهة من بغداد إلى القدس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *