بقلم: رضا توفيق
“سفير الوطن” لقب يتيح الفرصة للمهتمين أن يكون لهم دور مجتمعي فاعل؛ للمساهمة في تنمية مجتمعاتهم عبر تبني وتسويق مبادرات فاعلة في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، التي تساهم في تعزيز دور سفير الوطن ذاته، وكذلك في نشر القيم والقضايا والمبادرات التي يحملها على عاتقه، من خلال تعزيز دوره المجتمعي كسفير يتحلى بسلوك المسؤول المجتمعي والوطني حتى النخاع. ومهمة سفير الوطن تكمن في القيادة وإيصال المعلومة داخليًا وخارجيًا، والتدليل على كرم الضيافة التي يتميز بها الشعب السعودي منذ القدم، وعلى وجه الخصوص من خلال أهل جدة كبوابة للحرمين الشريفين، وأهل مكة منبع السلم والسلام، وأهل المدينة المنورة طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام .
ولقب «السفير» يعني تمثيل الوطن، و«سفير الوطن» لقب يعني بالنسبة لحامله الكثير من المعاني، خصوصًا إذا كان يمثل مملكتنا الغالية داخلها وخارجها.
إن رد الجميل واجب حضاري ووطني؛ من منا لا يتطلع لتمثيل وطنه بصورة مشرفة تعكس مكانة دولته، ومن منا لا يطمح لأن يكون سفيرًا لبلاده، ولو على سبيل رد الجميل وإعطاء الوطن حقه، في فرصة تتبدل فيها الأدوار بين أبناء الوطن وحكومتهم، ينتهزها الأوفياء والمخلصون لأوطانهم للتعبير عن العرفان بما قدمته الدولة لهم، طوال مشوار دراستهم وحياتهم من رعاية تعليمية وصحية واجتماعية .
الواجب علينا – كردٍ لهذا الجميل الكبير- أن نفدي الوطن بأرواحنا، نجود بدمائنا رخيصة لأجله، نقدم كل غالٍ ونفيس للحفاظ على أمنه واستقراره، وأن نمنع كل تحدٍ يعوق دون رخائه، حتى لو ظننت أنك اضّطهدت أو ظُلمت في وطنك، يبقى الوطن هو الحضن الدافئ الذي يضمك، يقول في ذلك الشاعر: “بلادي وإن جارت عليّ عزيزة”؛ رد الجميل واجب وطني وسلوك حضاري، من أجلك يصبح بذل الكثير قليل يا وطن.
الوطن هو المكان الذي ولدت فيه، وعشت في كنفه، وكبرت وترعرعت على أرضه وتحت سمائه، وأكلت من خيراته وشربت من مياهه، وتنفّست هواءه، واحتميت في أحضانه، فالوطن هو الأم التي ترعانا ونرعاها، وهو الأسرة التي ننعم بدفئها، فلا معنى للأسرة دون الوطن، فهو الأمن والسكينة والحرية والانتماء والوفاء والتضحية والفداء.
الوطن هو أقرب الأماكن إلى قلبي، ففيه أهلي، وأصدقائي. وحبي لوطني يدفعني إلى الجدّ والاجتهاد، والحرص على طلب العلم والسعي لأجله؛ كي أصبح يومًا ما شابًا نافعًا أخدم وطني وأنفعه، وأرد إليه بعض أفضاله علي.