سياحة

رحلات البر نجمة ليل وضوء قمر

بقلم- أميمة الفردان

رغم الألفة مع الصحراء واعتبار ارتيادها في فصل الربيع ومواسم الأمطار طقسًا اعتياديًا يألفه معظم سكان شبه الجزيرة العربية، من خلال طلعات البر، إلا أن ذلك بدأ في الآونة الأخيرة يتحول إلى محاولة نقل صخب المدينة إلى البر؛ ليبتعد مفهوم الاستجمام والبحث عن الهدوء عبر نقل ضوضاء وتقنيات العصر الحديث لأجواء الصحراء الهادئة؛ وهو ما تقوم به كثير من شركات السياحة المحلية التي تُعنى بتنظيم هذا النوع من الرحلات.

أنشطة “صاخبة”

يقول فهد الصفح مؤسس ومدير رحلات المستكشف: “مع الأسف ابتعد كثير من الراغبين في القيام بهذه الرحلات عن المعنى الحقيقي للبر وهو ترسيخ مفهوم الاستجمام؛ لتتحول الصحراء إلى مكان مفتوح يلفه كثير من الصخب، ناهيك عن إدخال أنشطة لا علاقة لها بنشاط “التخييم والهايكنج”، اللذان يعتبران النشطان الأساسيان لطلعات البر؛ مثل الدي جي وحفلات الطرب، إلا أن الأخيرة تعد مقبولة لحد ما، فيما تأتي الإضاءات العالية لتنسف فكرة الاستمتاع بضوء القمر والنجوم، فيما تكون الإضاءات الخافتة أمر طبيعيًا بعيدًا عن تلك العالية التي تشبه أضواء المدينة!”.

أين تُخيم؟

لأن الأجواء الربيعية التي تحظى بها منطقة مكة المكرمة خلال هذه الفترة من العام تحفز كثيرين للقيام بنزهات برية؛ يتم تحديد مناطق معينة أكثر من غيرها تكون مناسبة للتخييم أو الهايكنج بناءً على توفر مقومات طبيعية تؤهلها لذلك، منها كما أوضح فهد الصفح “مناطق حفر النيزك البركانية والعيون الحارة والتلال الرملية وسكة الهجرة النبوية”.

تجهيزات المخيم

الاستعدادات للتخييم بهذه المناطق عادة تبدأ قبل موعد التخييم بيوم؛ والتي تشمل تجهيز المطبخ ودورات المياه وتركيب المخيم والتأكد من توفير وسائل السلامة، التي تبدأ من رش المنطقة المحيطة بالمخيم بالديزل خاصة في حال المبيت؛ تفاديًا للآفات وتوفير أكياس النوم والإسعافات الأولية في حالات الإصابة لا قدر الله، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تتضمن برامج التخييم والهايكنج إعطاء تعليمات وإرشادات خاصة لبرنامج الهايكنج للمناطق التي يتم تجنب المرور بها أو الدعس فيها؛ تجنبًا لأية إصابة، ووجود أشخاص يتم اتباعهم من ذوي الخبرة للتعامل مع مثل هذه الحالات.

هوايات أصيلة

أبرز الأنشطة التي يوفرها المستكشف، والتي تعد هوايات أصيلة في طلعات البر “نصب الخيام والصيد والتطعيس من خلال قيادة سيارات الدفع الرباعي فوق التلال الرملية”، وهو الأمر الذي أصبح حسب فهد الصفح يتطلب بعض الاشتراطات، حيث يقول :”لابد للراغب في ممارسة هذا النشاط أن يكون حاصلًا على رخصة من الاتحاد الدولي للدفع الرباعي؛ تفاديًا لأي نوع من الحوادث التي يمكن أن تنجم عن عدم معرفة آلية التعامل مع قيادة هذا النوع من السيارات خاصة على التلال الرملية، مشيرًا إلى أنهم من خلال تنظيم هذا النشاط يوفرون فريق مساعدة في حال التعرض لحادث أو إصابات ناجمة عن الممارسات الخاطئة.

فيما تأتي أنشطة أخرى مثل قيادة الدبابات ذات الأربع عجلات، والتي قال عنها الصفح : إنها أيضًا تتضمن كثير من المخاطر، لذلك نحاول أن يتم تنظيم هذا النشاط وفق آلية محددة بنظام القافلة، التي يترأسها قائد للمجموعة وتحديد فترة زمنية معينة لهذا النشاط. ولا يقف حد الأنشطة المتاحة خلال رحلات التخييم على القيادة، بل تشمل هذه الرحلات كثير من الأنشطة منها التصويب بالقوس.

“الوعي والحكواتي”

ويعتبر فهد الصفح أن رحلات البر فرصة جيدة لزيادة الوعي وهو ما يدخل في باب المسؤولية الاجتماعية؛ مثل نشر الوعي حول موضوع إعادة التدوير تحت شعار يرفعه القائمون على رحلات المستكشف “لا لكل ما يضر صحتي ويهدم بيئتي”، ومن ضمن الأنشطة التي تدخل في دائرة الإثراء المعرفي؛ التعريف بعالم الصقور وكل ما يتصل بها، وهو ما قال عنه الصفح: “كانت محاولة وتجربة قمنا بها في أحد المخيمات، ووجدت إقبالًا كبيرًا من عملاءنا؛ ما جعلنا نضعها ضمن برامج رحلات التخييم، ومؤخرًا أضفنا نشاط (الحكواتي)، الذي يتمحور حول حكايات بعضها غريب عن كل ما يتصل بعالم البر والرحلات، وهي تستند على تجاربنا الخاصة في عالم الرحلات التي تمتد لأكثر من 25 عامًا، بالإضافة لذلك يمكن الاستمتاع بركوب الجمال والخيل؛ وهي أنشطة موسمية لا تمارس على مدار العام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *