قد تستيقظ يومًا بألم شديد في كعب القدم لدرجة أنك لا تستطيع الوقوف٬ درج بين العامة أن هذه الحالة تسمى “شوكة القدم”٬ فما هي حقيقة هذه الحالة ومفهومها الطبي٬ وأعراضها٬ وكيفية علاجها٬ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها الدكتور خالد إدريس استشاري طب وجراحة القدم والكاحل ومستشار إدارة مراكز ووحدات السكري بوزارة الصحة.
يقول إدريس: هناك عدة أسباب لهذه الحالة منها “شعر” في عظمة الكعب أو أورام أو التهاب في المنطقة٬ ولكن أغلب الأحيان يكون السبب هو اختلال في مفاصل القدم يؤدي إلى حركة غير طبيعية بالوتر الأخمصي في أسفل القدم، هذا الوتر يقوم بالسحب أو الشد القوي على عظمة الكعب من الأسفل مسببًا التهابًا موضعيًا في هذه العظمة، مما يؤدي إلى آلام شديدة أحيانًا.
ويضيف: يكون هناك ما يسمى بالمسمار العظمي في أسفل عظمة الكعب يعتقد البعض أنه سبب الآلام، لكن هو في الحقيقة أحد النتائج الصادرة عن هذه المشكلة وليس هو السبب.
وعن شدة الألم صباحًا أو بعد فترة من الراحة؛ يرجع الدكتور خالد إدريس ذلك إلى انكماش هذا الوتر وقت الراحة ومحاولة الجسم تصليح الخلل الحاصل، وعند وقوف الإنسان على قدمه تبدأ الدورة من جديد ويبدأ الشد والالتهاب من جديد.
الحلول
وبحسب الدكتور خالد إدريس : هناك حلول متعددة لهذا المرض علمًا بأن أخذ المسكنات لا يكفي وحده٬ لأنها لا تعالج أصل المشكلة وهو السحب أو الشد غير الطبيعي على عظمة الكعب من قبل الوتر الأخمصي.
– يكون الحل الصحيح هو تقويم مفاصل القدم ومنعها من الأداء غير الصحيح٬ وذلك يتم عن طريق وضع مقوم داخل الحذاء يساعد على وضع القدم وحركة مفاصلها العديدة بزوايا صحيحة؛ تقلل من شد الوتر الأخمصي على عظمة الكعب.
– وفي الوقت نفسه يحتاج الإنسان غالبًا إلى تخفيف الوزن والعلاج الطبيعي ورياضة مفاصل القدم والكاحل؛ لتقوية العضلات وزيادة المرونة في الأوتار.
– أما إذا كان الألم شديدًا جدًا؛ فيعطى المريض حبوبًا مسكنة ويمكن أيضًا حقن الكعب لتخفيف الالتهاب وتقليل الألم.
الحقن
ويرى الدكتور خالد إدريس أن كثير من الناس يخافون الحقن، ولكنه في الحالة الصحيحة يكون أحد الحلول المثلى المفيدة جدًا للمريض٬ وفي الوقت نفسه لا يمكن الإفراط في إعطاء الإبر لتلاشي مضارها إذا زادت عن 3 مرات، علمًا بأن الإبر يكون بها عادة كمية بسيطة من الكورتيزون وتعطى موضعيًا، وأثرها على الجسم ككل يكون قليلًا جدًا ولاتؤدي إلى أي أعراض جانبية.
الجراحة
ويختتم الدكتور خالد إدريس بأنه في الحالات المستعصية وبعد محاولة العلاج بالطرق السابقة؛ نلجأ إلى الحل الجراحي كآخر وسيلة٬ وفي هذه العملية التي تجرى غالبًا بواسطة المنظار، نقوم بقطع جزء من الوتر الأخمصي وإزلة النتوء العظمي من أسفل عظمة الكعب، ودائمًا يكون بهذا الشفاء إن شاء الله.