سياحة

الخفس روضة وسط الصحراء

بقلم- آمال رتيب

مَنْ منا لا يحب التخييم وأجواء البر٬ إن كنت ما زلت مترددًا؛ أي أنك لم تدخل إلى عمق جماليات البر وموطنه ثمامة الرياض٬ ندعوك أن تحزم أدواتك٬ وربما لا تحتاج إلى خيمة٬ حيث خدمة تأجير الخيام متوفرة٬ على بعد 82 كم من العاصمة الرياض تقع أجمل روضات المملكة “الخفس”، التي يصفها محبوها بالذهبية أحيانًا وبالخضراء أحيانًا أخرى؛ والحقيقة أنها تجمع بين الوصفين.

سياحة


غني عن القول إن روضة الخفس تملك الكثير من مقومات السياحة البرية، التي تغري مرتادي البراري للإقبال عليها، ومن أبرزها المسطحات الخضراء وتجمع السيول الذي جعلها أشبه بالبحيرات المائية، والخدمات المساندة كالخيام المعدة للتأجير، وألعاب الأطفال.

إن الروضة تمثل بامتياز، وجهة سياحية في الأجواء المفتوحة تحقق السعادة والراحة لزوارها، وتمكِّن المواطنين والمقيمين من قضاء أجمل الأوقات مع أسرهم فيها.

الطريق


عندما تقرر التخييم في “الخفس” والاستمتاع بهدوء أجوائها وجمالها٬ فعليك أن تبدأ من التخصصي باتجاه الشمال من مدينة الرياض، باتجاه محافظة حريملاء، استمر على هذا الطريق سيأتيك دوار، عنده صفر العداد٬ استمر على الطريق نفسه، سيأتيك دوار آخر واصل على الطريق نفسه. وعندما يكون العداد 10 كم سيأتيك مفرق (الجنادرية، التنهات، الصمان) إلى اليسار، اتجه معه جهة الشمال٬ عندما يكون العداد 74 كم يأتيك على اليمين مفرق (حفر العتش، الطوقي، الصمان)٬ اتركه واستمر على الطريق نفسه، حتى يصبح العداد 79 كم، ستجد لوحة صغيرة على اليمين تشير إلى مدخل الروضة الترابي الممهد اتجه معه مباشرة٬ عند الكيلو 82 تجد الروضة على يسارك.

زهور وفراشات


تنطلق الرحلة نحو جبال العرمة، وبالتحديد إلى حفرة كبيرة في سفح الجبل يطلق عليها الخفس٬ سميت المنطقة كلها باسمها٬ قطرها نحو 50 مترًا بعمق لا يتجاوز 20 مترًا. محاطة بتشكيلات صخرية غريبة يكتنفها الغموض والجمال، تستقر فيها السيول عادة في أثناء هطول الأمطار، تترسب الأملاح بقاعها الرملي بفعل السيول٬ وتتنوع النباتات في وسطها وعلى جوانبها خصوصًا نبات الطرثوث؛ وهو نبات رملي طفيلي طويل مستدق يشبه الذرة، بيد أنه مغلف تمامًا بالأزهار الجميلة. والطرثوث يعد من الفصيلة السنومرية ويصل ارتفاعه إلى 70 سم، وأزهاره تميل إلى الحمرة أو الصفرة أو الأرجوان، ويطلق عليه بالعامية ذانون أو ترفاس. ويتطفل عادة على نباتات أخرى مثل الغضا والرمث، ويؤكل نيئًا أو مشويًا.

وروضة الخفس تنقسم إلى قسمين شمالي وجنوبي٬ وهي سهل رملي منبسط، تكسوه زهور النفل بأزهاره متعددة الألوان، ونباتات الجهق (الجرجير البري) والخزامي بأزهارهما الأرجوانية، والأقحوان بزهوره البيضاء، وتنتشر بين جنباتها اليساريع” الفراشات الصغيرة” في مشهد باهر الجمال٬ وليس فيها أشجار كبيرة، تحيط بها الرمال من الغرب وجبال العرمة ذات التكوينات الصخرية الغريبة من الشرق والكثبان الرملية من جهة الغرب، ويصب فيها أودية أهمها؛ شعيب ملهم وشعيب دقلة وشعيب محرقة٬ وتزداد جمالًا في الشتاء عند هطول الأمطار فترتدي أرض الروضة ثوبًا أخضرًا زاهيًا فوق رمالها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *