لا يمكن أن تأتي على ذكر المندي؛ أمام أحد؛ إلا ويبدأ لديه الإحساس بالجوع وان كان شبعاً! لماذا يستطيع المندي الطبق الحضرمي من أصول يمينة؛ على الإحتفاظ بسر الطعم، والقدرة على إذابة كل الحواجز التي يخلقها الرجيم؛ فقط ليمنح عشاقه كل هذا القدر من اللذة والدهون! نحاول في السطور القادمة معرفة سر المندي الأكلة الأكثر شعبية ورواجاً.
يقوم عمل المندي على فكرة مفادها إنضاج اللحم بالحرارة؛ وتندية الدهن على اللحم والأرز. ويبدأ تجهيز المندي بإشعال حطب داخل البرميل، وعند تحوله إلى جمر يوضع اللحم داخله بوجود سلة معدنية أو لف الطعام بورق قصدير ومن ثم إغلاق البرميل بغطائه.
وبعدها يوضع الرمل أو التراب فوق الغطاء بما يتوازى مع سطح الأرض وعندها فإن الإغلاق المحكم للبرميل يمنع دخول الهواء مما يتسبب في انطفاء النار وبقاء الحرارة الشديدة، فينضج الطعام عن طريق الحرارة العالية. ويجب التأكد بأنه لا يوجد أي متنفس لدخول الهواء حتى لا يساعد على اشتعال النار واحتراق الطعام.
ويتم تعليق اللحم على أسياخ حديدية دائرية الشكل تسمى “المشخل”، لكي تتناسب مع الشكل الأسطواني للتنور، ومن ثم يتم وضعها به بعد أن يكون الحطب قد أشعل بداخله مسبقاً، ثم يغطى التنور وهو أسطوانة من الحديد على شكل حفرة يصل عمقها لقرابة المترين، وتغطى بغطاء معدني محكم حتى تتم عملية “التطييب”.
ويأتي طهي اللحم بالتنور ليكسبه طعماً مميزاً فضلاً عن كونه يصفي النسبة العظمى من الدهون، الأمر الذي يجعله صحياً بشكل كبير؛ في حين يحتاج الطهي على التنور إلى مهارة كبيرة وحرفية ومتابعة لإستواء اللحم وهو يوضع على ارتفاع مقداره 10 سم تقريباً من مستوى الفحم، ويستغرق المندي في التنورً تتجاوز ثلاث ساعات؛ قبل أن يتم تقديمه