ثقافة

الجنادرية ذاكرة التراث والثقافة الوطنية

بقلم- أميمة الفردان

كعادته التي لا يخلفها، أطل مهرجان الجنادرية في دورته الـ 33، وقد بدأت فعالياته بسباق الهجن الذي أصبح تقليدًا يميزه عن غيره من مهرجانات الثقافة والتراث، مع حضور مميز للعرضة النجدية؛ بينما كان لافتًا ومبهرًا أوبريت “أئمة وملوك”؛ الذي صاغ كلماته الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن ولحنه الملحن ياسر أبو علي، فيما تغنى به عبر لوحة فنية متكاملة كلاً من الفنانين محمد عبده ورابح صقر وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وماجد المهندس وراشد الفارس؛ واستعرض الأوبريت على مدى 45 دقيقة تاريخ المملكة # السعودية منذ تأسيسها وحتى اليوم.

ضيف الشرف

حلت جمهورية إندونيسيا الصديقة ضيف شرف مهرجان الجنادرية الـ 33؛ حيث دأبت الجنادرية في كل عام على استضافة دولة ضيف شرف، ويزخر سجلها المديد بمشاركات خليجية وعربية وإقليمية ودولية، وتأتي فكرة الاستضافة استثمارًا لعلاقات المملكة الرائدة والمتميزة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة؛ بهدف الإطلاع على ما لديهم من تراث ومنجزات وتبادل الخبرات والتجارب معهم، كما تشارك الدولة الضيف في تقديم فكرها من خلال الندوات والمحاضرات، وجاء اختيار إندونيسيا ضيف الشرف للمهرجان هذا العام بسبب ثقلها التاريخي والحضاري والثقافي.

شخصيات مكرمة

تم خلال هذه الدورة تكريم كلًا من الأمير الراحل سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود عرّاب الخارجية السعودية، وتركي بن عبدالله بن ناصر السديري، والدكتورة خيرية بنت إبراهيم بن محمد السقاف.

أجنحة المهرجان

اشتمل المهرجان على العديد من الأجنحة والمشاركات المتميزة منها:

بيت مكة

تنفرد مشاركة منطقة مكة المكرمة في فعاليات الدورة الـ 33 في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية بصورة تفوح بعبق التاريخ العظيم لبيت الله العتيق وحرمه الشريف والآيات البينات مقام سيدنا إبراهيم والحجر والحطيم ونبع زمزم، إضافة إلى الروائح الزكية للورد الطائفي، التي تعج بها الأروقة والخانات التي يعمل بها الصناع وأصحاب الحرف المكية.

تبوك التاريخ والحضارة

فتحت قرية منطقة تبوك التراثية نافذة لزوارها بما تمتلكه منطقة تبوك من شواهد متعددة لنهضتها التنموية ومكونات طبيعتها المتباينة ومكانتها التاريخية الضاربة في جذور التاريخ. وعكست القرية مسيرتها المتجددة نحو التنمية التي تحظى بالدعم الدائم من القيادة الرشيدة، وقدمت القرية ما تمتلكه من تراث وتاريخ وتنمية لتضعه أمام زوارها الذين توافدوا إليها بأعداد كبيرة.

العاشوري والليوه.. فنون الشرقية

شهدت الفنون والعروض الشعبية التي تنوعت واختلفت في بيت المنطقة الشرقية “بيت الخير” إقبالًا كبيرًا من الزوار، الذين استوقفتهم هذه العروض أثناء زيارتهم لبيت الشرقية، وجاء ذلك خلال زفة العروس التي استقبلتهم بها فرقة الفنون الشعبية في ساحة البيت الخارجي وهي عرضة “الليوه والعاشوري”.

وأوضح رئيس فرقة الراية جوهر الدوسري أن أبرز العروض والفنون التي تقدم هي الفن البحرية ومنها “الليوه” و “العاشوري” و”الطنبورة” و”الخماري” وأيضًا الفنون الأخرى “كالقادري” و”البسته”، وزفة المعرس التي تقام داخل البيت الشعبي.

آثار ما قبل الميلاد بجناح الزلفي

لفتت مشاركة جناح الزلفي أنظار زوار الجنادرية، بما يحتويه من متحجرات يعود تاريخها لأكثر من 165 عامًا قبل الميلاد، وأوضح صاحب المتحف المشارك في الجناح الباحث عبد الملك بن عبد الرحمن العيد أن المعرض يحتوي على متحجرات وآثار من العصر الحجري، ويضم العديد من المتحجرات الصخرية، منها “زهرة الصحراء” والتي تتكون من أصباخ على شكل زهرة، بالإضافة إلى أصداف بحرية من محافظة الزلفي وأخشاب متحجرة، كما يتميز المعرض بأحفورة “الأمونيا” العملاقة، والتي يعود تاريخها أيضًا لأكثر من 165 عامًا قبل الميلاد، مشيرًا إلى أنه عثر عليها عام 1418 هـ.

ويضم الجناح عدة أركان منها “تدوير مخلفات الأخشاب”، والتي استغلها شباب نادي الحي في صناعة الطاولات الخشبية والأقفاص والأبواب الخشبية، وركنًا لكتابة اللوحات الفنية التي يشارك في تنفيذها فنانين تشكيليين، وكذلك عرض لوحات فنية رسمتها أنامل التشكيليين ترمز للتراث والوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *