تحقيق

عنف المستشفيات

اعتداءات على أطباء بآلات حادة وقسم الطوارئ «مشرحة»

د.محمد إدريس
د.محمد إدريس
«الاعتداء على الموظف العام من الجرائم الكبرى.. والعقوبة تعزيرية»
الدكتور المحامي ابراهيم الابادي
الدكتور المحامي ابراهيم الابادي
بقلم– رانيا الوجيه
ازدادت حالات العنف اللفظي والبدني ضد الأطباء والاعتداء عليهم أثناء تأدية عملهم في المستشفيات والمراكز الصحية بمناطق مختلفة من المملكة، من قِبل المراجعين أو ذوي المرضى، مما يؤثر على بيئة العمل، ويجعل الأطباء يؤدون أعمالهم بتخوف، رصدنا بعض الوقائع لحالات اعتداء على أطباء خلال السنوات القليلة الماضية، كما ناقشنا طبيب وقانوني في الجوانب المختلفة للظاهرة ، حيث طالب الدكتور محمد إدريس وزارة الصحة بمزيد من الحماية اللازمة للأطباء والعاملين، بينما أكد القانوني الدكتور إبراهيم الأبادي على أن الاعتداء على الموظف العام جريمة كبرى ، وأن العقوبة تعزيرية يقدرها القاضي.
وزارة الصحة من جانبها “مشكورة”ردت على استفساراتنا ردًا تقليديًا روتينيًا بأنها: لن تألوا جهدًا عن الملاحقة القانونية لكل من يعتدي لفظيًا أو جسديًا على منسوبيها…..، ولكنها لم تحدد إجراءات أو وسائل معينة لتحقيق المزيد من الحماية للأطباء؛ نعرض لكم التفصيل في المساحة التالية:
«تواضع إمكانيات«السكيورتي» يشجع البعض على ممارسة العنف اللفظي أو البدني.»
حادثة 2006
في عام 2006 بالرياض تم الاعتداء على طبيب سعودي وتعرض لإهانة مؤلمة، من قبل مواطن كان يراجع بابنته البالغة من العمر 6 سنوات في قسم الطوارئ، أجرى الطبيب الفحص المطلوب للطفلة، حيث تبين أنها تعاني من نزلة معوية دون جفاف أو حتى ارتفاع بدرجة الحرارة، وقد قرر لها إدخال المغذي، وطمأن والدها بأن حالة ابنته جيدة ولا تدعو للقلق، وأن بإمكانها المغادرة للمنزل دون مخاطر أو مضاعفات، ومن ثم تفاجأ الطبيب بطلب غريب من المشرف الإداري بعمل فحوصات لا لزوم لها، ليظهر أمام والد الطفلة بأنه مهتم بحالتها، وكان لتدخل المشرف تأثيره في لمح البصر، حيث تفاجأ الطبيب باعتداء والد الطفلة عليه وإصابته بجرح قطعي تحت العين ونزيف بالعين وجرح بالقرنية، ومن ثم هرب الجاني بعد أخذ ابنته.

وأخرى في 2017
أقدم مرافق لمريض في مستشفى الملك فهد العام على طعن طبيب سعودي بآلة حادة في يده، مما تسبب في حدوث نزيف نقل الطبيب على إثره إلى طوارئ المستشفى لإيقاف النزيف، ومنها إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية.
حادثة في حائل
في أكتوبر 2017، ألقت الشرطة القبض على مواطن سعودي بعد اعتدائه بالضرب على أحد الأطباء في قسم الأطفال بمستشفى في محافظة بلجرشي، وأحيل الى النيابة العامة، وتبين أن المواطن ضرب الطبيب باليد وبالحذاء، فأصيب الطبيب بكدمات في عنقه ووجهه، ما استدعى نقله إلى قسم الطوارئ.
وعرعر 2018
انتشر على مواقع التواصل فيديو يظهر طعن مواطن طبيبًا سودانيًا في مستشفى عرعر المركزي، بسبب خلاف نشب بينهما أثناء قيام الطبيب بأداء مهامه، مما استدعى تدخل أمن المستشفى وعدد من المتواجدين في المكان للإمساك بالجاني ومنعه من الهروب، والحادثة وقعت في 5 أبريلالماضي.
ومكة أيضًا

في 1 يونيو الماضي، تعدى مراقب صحي على طبيب بألفاظ نابية خلال فترة دوامه المسائية، وتطور الأمر إلى الاعتداء عليه بالضرب بالعقال وسط حضور عدد من منسوبي المركز الصحي، وتطور الأمر إلى ضرب الطبيب بآلة حادة في رأسه، مما تسبب في حدوث نزيف.
القانون : العقوبة تعزيرية
يقول الدكتور والمستشار القانوني إبراهيم الأبادي إن الاعتداء على الموظف العام من الجرائم الكبرى التي توجب التوقيف بموجب النظام السعودي، أي أن الشخص الذي قام بالإعتداء بمجرد القبض عليه لا يخرج إلا بعد إنتهاء محكوميته، وحتى لو تم الإفراج عنه بكفالة فلن يستفيد بتلك الكفالة المؤقتة.
ويضيف أنه كون الشخص يمثل جهة حكومية ويقدم الخدمات للمواطنين ويتم الاعتداء عليه أثناء عمله؛ هنا تقع عقوبة مشددة على المعتدي، وتكون العقوبة تعزيرية؛ أي أنها غير منظمة وترجع لتقدير القاضي الذي يقدرها وفق الظروف والملابسات وطبيعة الاعتداء.
تواضع إمكانيات أمن المستشفيات

أكد الدكتور محمد إدريس طبيب بالزمالة السعودية لطب وجراحة النساء والولادة والمهتم بالإعلام الطبي أن الاعتداء على الأطباء ظاهرة مؤسفة، وطالب المسؤولين في وزارة الصحة بضرورة توفير المزيد من الحماية الأمنية الرسمية للأطباء أثناء تأدية أعمالهم في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، وخاصة أقسام الطوارئ والإسعاف التي غالبًا تعج بالمشاكل والقضايا الجنائية الشائكة والخطيرة.
وشدد الدكتور إدريس على أن تواضع إمكانيات رجال الأمن «السكيورتي» التابعين للمستشفى، في التعامل مع الحالات التي قد يتعرض لها الأطباء والعاملين، يساعد في تشجيع البعض على ممارسة العنف اللفظي أو البدني.
رد وزارة الصحة
تجاوبت الإدارة العامة للتواصل والعلاقات والتوعية في وزارة الصحة مع استفسار ” اقرأ” موضحة الأتي: ” إشارة إلى سؤالكم عن إجراءات الصحة لحماية منسوبيها من الاعتداء، نوضح لكم أن الصحة لن تتوانى عن الملاحقة القانونية لكل من يعتدي لفظيًا أو جسديًا على أي ممارس صحي.
وتشدد الصحة على سلامة كافة منسوبيها وكوادرها الصحية، بأنها لن تقبل بأي حال من الأحوال المساس بهم أو الاعتداء عليهم لفظيًا أو جسديًا.
وتوضح الصحة أنها لن تألوا جهدًا في سبيل حمايتهم واتخاذ كافة الإجراءات النظامية بما يكفل الحفاظ على حقوقهم ورد الاعتبار لهم في حالة تعرضهم لأي أذى”!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *