سياحة

الحجرة النبوية جلال في حضرة الجمال النبوي

بقلم: أميمة الفردان
ما ان يعلن عن قدوم الشهر الكريم ؛ حتى تتهافت القلوب لزيارة المعالم المقدسة عند المسلمين والتي يمثلها المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف؛ إلا أن زياروة المسجد النبوي تحظى بمكانة خاصة في القلوب وهي الدعوة التي دعاها سيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله في قوله “اللهم حبب الينا المدينة كما حببت الينا مكة”؛ لذلك نجد الأفئدة تتوق لزيارة مدينة رسول الله التي تحتفظ بالجسد الشريف في الحجرة النبوية الشريفة.
الحجرة النبوية الشريفة، ليست مجرد حجرة بل هي مسكن رسول الله مع السيدة عائشة رضي الله عنها؛ التي تقاسمت فيها السيدة عائشة مع رسول الله الحياة كزوجين؛ وتقاسمتها معه بعد وفاته عندما دفن فيها ، ثم دفن فيها بعد ذلك أبو بكر الصديق سنة 13 هـ وكان قد أوصى عائشة أن يدفن إلى جانب رفيقه رسول الله محمد ، فلما توفي حفر لهُ وجعل رأسه عند كتفي الرسول ودفن فيها بعدهما عمر بن الخطاب سنة 24 هـ إلى جانب الصديق، وكان قد استأذن عائشة في ذلك فأذنت له فدفن خلف الصديق بذراع، ورأسه يقابل كتفيه، فعند ذلك جعلت عائشة رضي الله عنها ساتراً بينها وبين القبور الشريفة، لأن عمر ليس بمحرم لها فاحترمت ذلك حتى بعد وفاته؛ وقد وردت آثار وأحاديث تفيد بأن الملائكة يحفون بالقبر الشريف ليلاً ونهاراً، ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم.
أبرز الإصلاحات التي مرت بها الحجرة الشريفة.
على مر عصور الخلافة الإسلامية والعهود حظيت الحجرة الشريفة بكثيير من الرعاية من قبل خلفاء وحكام المسلمين؛ فكانت سلسلة من الإصلاحات والعمارة والترميم نذكر هنا همها:
– زيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمسجد النبوي الشريف عام 17 هـ أبدل بالجريد الذي كان في البيت جداراً.
– زيادة الوليد بن عبد الملك عام 88-91هـ أعاد عمر بن عبدالعزيز بناء الحجرة الشريفة بأحجار سوداء بنفس المساحة التي بني بها بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بنى حول الحجرة الشريفة جداراً ذا خمسة أضلاع بصورة شكَّل معها في المؤخرة مثلثاً حتى لا تشبه الكعبة المشرفة في بنائها.
– في عام 557هـ حفر الملك العادل نور الدين الشهيد، خندقاً حول الحجرة الشريفة، وصب فيه الرصاص للحيلولة بين الجسد الشريف ومن يريد الوصول إليه.
– في عام 668هـ أقام الظاهر بيبرس مقصورة خشبية ذات حواجز ولها ثلاثة أبواب.
-في عام 694هـ زاد الملك العادل زين الدين كتبغا على حاجز المقصورة حتى أوصله الى سقف المسجد.
للحجرة الشريفة .
أبواب الحجرة الشريفة.
للحجرة الشريفة ستة أبواب هي:
– الباب الجنوبي: ويسمى باب التوبة، وعليه صفيحة فضية كتب عليها تاريخ صنعه في عام1026هـ.
– الباب الشمالي : ويسمى باب التهجد.
– الباب الشرقي : ويسمى باب فاطمة.
– الباب الغربي : ويسمى باب النبي (ويعرف بباب الوفود).
– باب على يمين المثلث داخل المقصورة.
– باب على يسار المثلث داخل المقصورة.
كسوة الحجرة الشريفة.
تعد الخيزران أم هارون الرشيد الخليفة العباسي أول من كسا المقصورة الشريفة ؛ ثم رسل المستضيء كسوة من الديباج البنفسجي بعد سنتين. ثم كساه الديباج الأسود الخليفة الناصر، ثم صارت ترسل الكسوة من مصر كل 6 سنوات من الديباج الأسود المزركش بالحرير الأبيض والمطرز بالذهب والفضة ثم كساها العثمانيين من بعد ذلك وأول من جعل الستائر على الأبواب عبيد الله الحارثي سنة 138هـ.
أوصاف الحجرة الشريفة.
-يبلغ طول ضلع السور النحاسي الخارجي للمقصورة 16متراً. لضلعيه الشمالي والجنوبي، 15 متراً لضلعيه الشرقي والغربي
-تتراوح أطول الأضلاع من الداخل مابين 4-5-6 أمتار.
-يبلغ ارتفاع الحجرة (8) أمتار تقريباً، وارتفاع الدائر المخمس من أرض المسجد (7) أمتار تقريباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *