ثقافة

حوار مع أمين عام وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية الدكتور سمير عبدالله نصرالدين (خاص لـ اقرأ )

الوقف يوزع المياه بالمساجد في رمضان وعلى «الجمعيات الخيرية» طوال العام

جدة – منال الشريف
أكد أمين عام وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية الدكتور سمير عبدالله نصر الدين في حوار خاص لـ (اقرأ) أن رؤية الوقف تحتم على فريق العمل القائم بشؤونه تحقيق أهداف استراتيجية يشترك انجازها في تحقيق أهداف حيوية لرؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني ؛ حيث تعمل رؤية المملكة وبرنامج التحول الوطني لتطوير وبناء الإنسان وتنمية المكان ، وهو ما يؤكد عليه دوماً مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة وناظر الوقف الأمير خالد الفيصل ،
وأشار نصر الدين إلى أن الوقف يتطلع لعقد شراكات بنّاءة ومثمرة مع مختلف الجهات الحكومية والخيرية والخاصة لتحقيق أهدافه ، وكشف عن توجهات الوقف للتجهيز لحملات توعية بأهمية الترشيد في استخدام المياه عبر وسائل الإعلام المتنوعة، والتشجيع لبناء محطات تحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية في المستقبل ؛ للحفاظ على موارد الطاقة وتحقيق الاستدامة مع عدم إهمال المحافظة على بيئة نظيفة . وقال إن مهمة توفير وإيصال المياه في جميع مناطق المملكة ومنها محافظة جدة،
منوطة بشكل أساسي بوزارة البيئة والزراعة والمياه، وقد قدّم الوقف 100مليون ريال كدعم لصيانة شبكات وخطوط المياه بجدة ، وتعاقد مع بعض الشركات المنتجة للمياه، لتوزيع عبوات مياه في مساجد مدينة جدة وضواحيها خلال شهر رمضان المبارك , وتزويد الجمعيات الخيرية بها طوال العام ، وتمنى أمين عام وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية من وسائل الإعلام المختلفة دعم حملات الوقف للتوعية بأهمية ترشيد استخدام المياه، ونشرها دون رسوم , لأنها تصب في خدمة المجتمع وأمنه المائي.
الأمير خالد الفيصل يركز على تنمية الإنسان والمكان
مشاريع جديدة لخدمة مدينة جدة
نشجع الاعتماد على محطات تحلية تعمل بالطاقة الشمسية
الوقف سيشارك في تنظيم حملات توعوية لترشيد استهلاك المياه
قدمنا 100 مليون ريال لصيانة شبكات وخطوط المياه
أنشأنا محطات تحلية للمياه في بعض القرى التي تعاني شح المياه
الوقف ورؤية 2030
يقول الدكتور سمير عبدالله نصر الدين إنه من حسن حظ الوقف تزامن اعتماد رؤية الدولة 2030 مع تولي صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل رئاسة مجلس النظارة، وقد وجه سموه مباشرة بما يحقق هدف التطوير المتبادل بين الانسان وبيئته من خلال تفعيل دور الوقف الخيري وعقد شراكات مع كافة قطاعات الدولة المعنية بعمل الوقف، وقد تم بالفعل بتوجيه من سموه عقد شراكة مع محافظة خليص ، لتعزيز الاستثمارات بما يتوافق وتوجهات المحافظة الهادفة لتنمية وتنشيط الاستثمار فيها بما يعود بالنفع على المواطنين.
ويضيف نصر الدين أن الوقف يتطلع للاتساع في عقد الشراكات البنّاءة مع مختلف الجهات الحكومية والخيرية والخاصة لتحقيق أهدافه، ويبحث على الدوام في مؤهلات شركائه وخبراتهم وحسن أدائهم، ويشترط أن يكون لديهم مهام وأنشطة تتوافق مع أنشطة ومهام الوقف بما يحقق التوسع التدريجي والاستدامة، وبما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
مشتملات رأس المال
ويشير نصر الدين إلى أن رأس مال وقف الملك عبد العزيز في جدة ، يتكون من أملاك (أراضي ومباني) وسيولة نقدية تم ايداعها في صناديق استثمارية لدى عدد من البنوك المحلية لتنميتها وضمان استمرارية الوقف.
مشاريع لتطوير مدينة جدة
ويردف أمين عام وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية أن الوقف يمتلك موقعاً مميزاً على شارع الملك خالد مساحته (842 38 م 2 )، وهو مصنف ضمن مناطق التنمية الخاصة بوسط جدة ، التي تتميز بمرونة في نظام البناء من حيث الاستعمالات والارتفاعات، ما يعطي قيمة مضافة للموقع لتنفيذ مشروع يوفر بيئة عمرانية وحضارية فريدة متميزة ومتكاملة الخدمات , تساهم في تطوير منطقة وسط جدة وتلبى حاجة السوق , وقد تم طرح الموقع للاستثمار بهدف إقامة شراكات مع مستثمرين ومطورين متحفزين لتنفيذ هذه النوعية من المشاريع, كما ان هناك خطة لإحياء الدور التراثي للبازانات بمجسمات جمالية تحكي دورها قديما وتكون سقيا أيضاً للمارّة في المنطقة التاريخية بمشاركة وتعاون أمانة محافظة جدة .
حملات للتوعية بـ»ترشيد المياه»
ويشدد أمين عام وقف الملك عبدالعزيز ، على أنه في ضوء تحذيرات الأمم المتحدة من تفاقم أزمة المياه حول العالم ، وإشارة الإحصائيات إلى أن أكثر من مليار شخص لا يحصلون على مياه صالحة للشرب؛ يجب أن تكون هناك خطة وطنية منطلقة من رؤية المملكة 2030 تتبناها عدة جهات ذات علاقة لإدارة مصادر المياه وخفض الهدر والاستنزاف الواقع على المياه الجوفية في ري المزروعات لتجاوز تلك الأزمة ، وأحد الحلول التي يرغب الوقف في تبنيها ؛
هي اعداد حملات للتوعية بأهمية الترشيد في استخدام المياه عبر وسائل الإعلام المتنوعة ، بالتعاون مع الجهات التي سيتم عقد شراكات استراتيجية معها، وسيتم توجيهها بشكل غير مباشر يمس كيان ومشاعر المتلقي بضرورة ترشيد استهلاك المياه وعدم الإفراط في استخدامها واستنزافها ، خصوصاً وأن الجوفية منها تكونت عبر العصور الجيولوجية المختلفة وتعتبر من الموارد الطبيعية غير المتجددة في أغلب الحالات، وذلك لنستفيد منها ونستثمرها جيداً وقت الحاجة ، ويمكن الرجوع لقواعد البيانات المتوفرة لدى وزارة البيئة والمياه والزراعة لمعرفة تفاصيل المناطق الغنية بالمياه على مستوى المملكة .
التحلية بالطاقة الشمسية
ويؤكد نصر الدين أن المملكة تحتل المرتبة الأولى في أعلى نسب الاستثمارات الخليجية في مشاريع محطات تحلية المياه، وسيكون التوجه مستقبلاً في تقنيات نظم تحلية المياه بإنشاء محطات تحلية تعمل بالطاقة الشمسية للحفاظ على موارد الطاقة وتحقيق الاستدامة مع المحافظة على بيئة نظيفة.
100 مليون لصيانة الشبكات
وحدد نصر الدين ، مهمة توفير وإيصال المياه في جميع مناطق المملكة وفي محافظة جدة أيضاَ ، بأنها منوطة بشكل أساسي بوزارة البيئة والزراعة والمياه، ويأتي دور الوقف بموجب قرار تأسيسه رقم 276 بتاريخ 22/11/1422هـ ؛ في المساهمة بتوفير وايصال المياه لمحافظة جدة تبعاً لشرط الواقف كداعم لوزارة البيئة والزراعة والمياه، والتعاون قائم بين الوقف والوزارة منذ زمن ، وأرجع سبب انقطاع المياه في بعض أحياء مدينة جدة – وفقاً لدراسة الأمر مع الوزارة – إلى التسربات التي تحدث في الشبكة والانكسارات في بعض الخطوط الرئيسية والفرعية، وقد ساهم الوقف بدعم الوزارة بمبلغ 100 مليون ريال لصيانة شبكات وخطوط المياه في كامل محافظة جدة ، وقامت الوزارة مشكورة بعمليات الصيانة والإصلاح للشبكة على مدار 6 أعوام متتالية من عام 1430هـ حتى 1436 هـ بتمويل كامل من الوقف، مع ملاحظة كثافة استهلاك المياه في فصل الصيف نظراً لشدة الحر , ويصل الاستهلاك لذروته خلال موسم الحج من كل عام.
إضاءات على بعض مشاريع الوقف الخيرية
وأشار نصر الدين إلى توقيع وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية بجدة , عقوداً مع بعض الشركات المنتجة للمياه، بغرض توزيع عبوات مياه لإفطار الصائمين ولمصلي التراويح والتهجد في مساجد مدينة جدة وضواحيها خلال شهر رمضان المبارك , بالإضافة إلى توزيع المياه المعبأة على الجمعيات الخيرية والمقابر طوال العام وعلى ضيوف الرحمن في ساحات الحج والعمرة في مطار الملك عبدالعزيز لموسم العمرة في رمضان وموسم الحج ؛ حيث تم توزيع 23 مليون عبوة العام الماضي , كما أنه يتم التأكد من سلامة المياه وتوافقها مع المواصفات القياسية العالمية لمياه الشرب المعبأة، عن طريق إجراء تحاليل للمياه في المختبرات المعتمدة ،
مع اشتراط توافر جميع الشهادات النظامية للشركة المتعاقد معها ، وحصولها على شهادات الجودة العالمية ، وتوفر خطوط انتاج كبيرة تستطيع أن تفي بمتطلبات الوقف. كما قام الوقف بإنشاء محطتي تحلية في قريتي أم الجرم بطاقة انتاجية بلغت 91840 جالون وقرية الفج بطاقة انتاجية بلغت 52480 جالون لخدمة سكان القريتين، ويساهم الوقف في تحمل تكاليف صهاريج المياه لمراكز غسيل الكلى الخيرية في جدة ، ويقوم بإعداد دراسات جيوفيزيائية لتحديد أماكن توفر المياه في القرى التي تعاني شح المياه تمهيداً لحفر آبار بها .
هذا وقام الوقف بمشروع يهدف لتحسين الصحة العامة في المجتمع وذلك بتوفير عبوات المياه النقية للأسر المسجلة لدى المستودع الخيري في جدة، وأيضاً أنشأ نموذج لمحطة معالجة المياه الرمادية في أحد المساجد حيث توفر استهلاك ما يقارب 500000 لتر سنوياً عن طريق إعادة استخدام مياه الوضوء في صناديق الطرد (السيفونات) في المسجد ، وقام الوقف بدعم الجمعيات الخيرية عن طريق تسديد فواتير المياه لديها .
الوقف يقدم مياه الشرب مبرّدة ومجاناً لضيوف الرحمن في ساحات المطار لموسمي رمضان والحج سنوياً
أتمنى دعم الإعلام ونشر حملات التوعية مجاناً
دور الإعلام
ويأمل أمين عام وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية الدكتور سمير نصر الدين من وسائل الإعلام المختلفة دعم حملات التوعية وترشيد استخدام المياه التي ينوي الوقف القيام بها بالمشاركة مع الجهات الرسمية؛ عن طريق نشرها أو بثها بدون أي رسوم , حيث أنها تصب في خدمة المجتمع وتتناول أحد أكثر الموضوعات أهمية وهو (الأمن المائي) الذي لا حياة بدونه .نص الوثيقة التاريخية:
من كتاب عبدالقدوس الأنصاري
تاريخ العين العزيزية 1389هـ
الوثيقة التاريخية:
وقد كتب المحتفلون وثيقة تاريخية، سجلوا فيها شعور الأمة بالفرحة الكبرى تلقاء لانجاز هذا المشروع الميمون، كما سجلوا فيها تاريخ دخول الماء الى مدينة جدة، وأشادوا فيها “بحرص المليك على توفير وسائل الراحة والطمأنينة لشعبه الكريم ولوفود بيت الله الأمين”. ونوهوا بأن “مدينة جدة التي عاشت القرون تلو القرون، وهي تتلظى بآلام الحرمان، من توافر مادة الحياة التي لا حياة للناس بأمر الله إلا بها، ولا استقرار لهم إلا بتوافرها ووجودها – قد أنقذها جلالته، إذ أمر بأن تشتري المقادير التي تكفي لشرب مدينة جدة من عيون وادي فاطمة، وان يسحب هذا الماء منه، من مسافة خمسة وستين كيلو متراً عن جدة – إلى داخلها ليستقي منه السكان، والحجاج، والزوار، وكل ذلك على حساب جلالته وعلى نفقته الخاصة”. كما سجلوا في الوثيقة تاريخ وصول الماء إلى جدة، ولأهمية هذه الوثيقة من الناحية التاريخية نورد نصَّها فيما يلي:
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (ولا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس).
وقال الله تعالى مشيداً بفضل الماء: (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).
وقال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة سقي الماء).
وإن صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ملك المملكة العربية السعودية رغب في أن يكون له نصيب مما أعده الله من ثواب للمتصدقين العاملين وحرص على توفير وسائل الراحة والطمأنينة لشعبه الكريم، ووفود بيت الله الأمين، ولأن مدينة جدة عاشت هذه القرون الطويلة وهي محرومة من ماء معين يشرب منه سكانها إلا ما يجتمع من مياه الأمطار في الصهاريج، أو ما يستقطر من مياه البحر المالحة بالآلات الفنية الحديثة..
عاشت هذه المدينة هذه السنوات كلها وهي تتلظى بآلام الحرمان من مادة الحياة التي لا حياة للناس بأمر الله إلا بها، ولا استقرار لهم إلا بتوافرها ووجودها.. فقد أمر حفظه الله وأمد في حياته السعيدة – بأن تشترى المقادير التي تكفي لشرب مدينة جدة من عيون وادي فاطمة، وأن يسحب هذا الماء منه وهو على بعد خمسة وستين كيلاً من جدة إلى داخل المدينة، ليستقي منه سكان البلاد والحجاج والزوار، كل ذلك على حساب جلالته وعلى نفقته الخاصة، ففي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وأيما مؤمن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم) فكيف من سقى آلافاً من المسلمين؟!
هذا وقد تولى معالي وزير المالية الشيخ عبدالله السليمان الأفخم إنفاذ الرغبة الملكية بما عهد فيه من نشاط وهمة في تحقيق الرغبات العالية ومساهمة في هذه المهمة التاريخية الغالية، بكل ما تدعو إليه من جهود، فجزاه الله وجميع من عمل فيها خير الجزاء.
وإنه في يوم الثلاثاء الموافق 5/ 1/ 1367هـ قد وصل هذا الماء إلى مدينة جدة، وأن هذه الساعة المباركة التي وصل فيها الماء إلى هذه المدينة في ساعة تاريخية عظيمة – لذلك فقد اشترك بالاحتفال بها كافة طبقات الشعب السعودي من أمراء ووزراء وأعيان وعمال وأهالي والكل يشعرون بالفرحة الكبرى بنجاح هذا المشروع الجليل. وإننا إذ نسجل هذه الوثيقة التاريخية في هذا الموقف العظيم. فإننا نسأل الله تعالى أن يطيل في عمر صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وأن يجزل له الثواب الأوفى، والجزاء الحسن، وأن يتولى مكافأته عن المسلمين بالجنة آمين اللهم آمين).
التواقيع (111) توقيعاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *