ثقافة

جدة للكتاب في نسخته الثالثة خارج عن النص

جدة: أميمة الفردان

يبدو أن معرض جدة للكتاب هذا العام قد أخذ عهداً على نفسه أن يجعل من التميز عنواناً له؛ والا يكون الكتاب الورقي هو العنوان الوحيد؛ بل ان يكون عنواناً للمعرفة بكافة أشكالها؛ لذلك جاءت فعاليات المعرض لهذا العام تحمل كثيراً من التنوع؛ الأمر الذي استقطب فئات كثيرة من المجتمع على اختلاف مشاربها وتنوع اهتماماتها.. ومن أبرز ما تميز به المعرض هذا العام:

معارض وورش العمل.

حمل الركن الصيني زوار المعرض لمشاهدة عروض الخط الحية؛ الذي ضم ورشة لتعلم فنون الخط والرسم والنحت على يد أربعة خطاطين تميزوا بهذا النوع من الفنون من بين 1.379 مليار نسمة، ولم يقف الأمر عند الخط الصيني بل جاءت ورشة العمل المفتوحة لتعلم الخط الياباني التي أقيمت ضمن البرامج الثقافية المصاحبة للمعرض، حيث وقف البروفسور الياباني «سيد أوسودا» إمام طاولة تضم عددا من الشباب السعودي وهو يحاول تعلم فن «الخط العربي».

العتبات الملونة كان لها حضورها وزائريها أيضاً خلال أيام المعرض؛ بهدف مد جسور ثقافية بين عالم الفنون البصرية والكلمة المبدعة؛ وهو ما بدا واضحاً في اللوحات التي مثلت شخصيات ملهمة في عالم القراءة من أمثال الأديب عبد الرحمن منيف وجبران خليل جبران ونجيب محفوظ وفيكتور هوجو وهيرمان هسه؛ بالإضافة لذلك اتاح معرض عتبات ملونة الفرصة لإعادة تصميم بعض الأغلفة لكتب كلاسيكية مثل البداية والنهاية لإبن خلدون. وقد ضم المعرض أربع مجالات في عالم الفنون هي التشكيل بالخط العربي والتصوير الفوتغرافي والرسم التشكيلي والتصميم الجرافيكي

ندوات

تميزت ندوات المعرض هذا العام بالتنوع؛ ما بين تكريم للراحل ابراهيم خفاجي في ليلة خاصة أحياها بالحضور كلاً من الفنان جميل محمود والمطرب عبدالله رشاد الذي تغنى ببعض أغنيات كتبها الخفاجي لعملاقة الطرب السعودي. في حين جاءت ندوة الدكتورة «سامية العمودي» وكأنها لقاء مفتوحاً بعنوان «كتابة الألم»، تحدثت فيه عن الصراع الذي يعيشه الإنسان مع الألم وطريقة معالجته بالكتابة، تطرقت خلاله للحديث عن تجربتها بالإصابة مع مرض السرطان،

ومسيرة العلاج إلى تدوين التجربة في مذكرات «امرأة سعودية مما جعل منها أيقونة ملهمة لمرضى السرطان في العالم العربي، وعلق وزير الإعلام السابق وسفير السعودية بالمغرب عبدالعزيز خوجة»، الذي كان أحد الحضور على تجربة العمودي بقوله « تجربة سامية مهمة جداً لترسيخ مفهوم مقاومة الألم، والإيمان بأن الألم ليس نهاية العالم».

تسجيل حضور للتقنية بالمعرض

أثار اعجاب زوار المعرض وجود رديف الكتروني للمعرض؛ وهو «بوكس كوم» الذي عمل طوال فترة المعرض على نقل أكثر من 150 عنوان إلى مختلف المناطق السعودية بمبلغ زهيد لا يتجاوز الخمس ريالات؛ الموقع يعتبر أكبر منصة الكترونية لتسويق وبيع الكتب في العالم العربي.

في حين أتاح موقع جملون لبيع الكتب على الإنترنت والذي يضم أكثر من عشرة مليون عنوان ويتولى عملية إيصالها مجانا دعما لعادة القراءة وإشاعة الثقافة في العالم العربي. فيما أتاح المعرض فرصاً لداعمي الثقافة والقراءة، ويتنافس أصحاب المبادرات التقنية والنوعية في ابتكار المؤهلات الجديدة، لتسهيل عملية القراءة كفعل ثقافي ومجتمعي، مستفيدون من الحشد الجماهيري الذي يتحقق عبر معارض الكتاب ومنصات الثقافة التقليدية.

وقد ضم المعرض أيضاً مساحة للكتب المسموعة وهو ما دشنته دار سيبويه من باب مواكبة التطور التكنولوجي ؛ واتاحة فرصة أكثر عملية لإستغلال الوقت سواءً عند قيادة السيارة أو ممارسة الرياضة، وأتاحت الدار فرصة شراء كتبها المسموعة عبر التطبيق بأسعار رمزية.

فيما منحت الراي ميديا قيمة مضافة من خلال تجربة توفير ملخصات مسموعة للكتب بجانب خيار الإستماع للكتب.

أكروبات صينية

لم تقف فعاليات المعرض عند هذا الحد؛ بل جاءت عروض الأكروبات الصينية لتسجل حضوراً مميزاً لاقى ترحيباً من الحضور من خلال فيلم «الصين الجذابة» الذي يحكي قصة رحالة غير صينيين قدِموا إلى الصين لتقفي آثار الإنسان الصيني القديم، مكتشفين في تجربتهم معالم الصين المتميزة.

وعرض الفيلم العلاقة التي يحاول المستكشفون بنائها مع سكان الصين المحليين، لدراسة العادات والتقاليد والثقافة المميزة التي يتميز بها تاريخ الصين، مستعرضاً عاداتهم واعتقاداتهم الروحية وأطباقهم المفضلة بطريقة فريدة، يهدف من خلالها المستكشفون إلى صياغة وثيقة مرئية تاريخية عن الصين، إذ يهدف صانعوا الفيلم توثيق هذا التلاقي الثقافي الفريد.

فن العمارة بالكتب

هندسة الكتب أو البناء بالكلام؛ هي محاولة تسويقية لفتت الأنظار اليها؛ أشكال هندسية متباينة، اتخذت صوراً مختلفة في التصاميم، بل أصحبت أحد معالم التنافس بين الناشرين، فكل يدلي بدلو إبداعه بشأن ذلك، وهي تعبير دلالي عن حالة حراك صاحبت كل أيام الفعاليات، بهدف إذكاء روح القراءة بين الجميع. التصاميم الهندسية، دفعت العديد من الزوار إلى رصدها بكاميرات هواتفهم النقالة، وكانت أحد أسباب دفعهم إلى استعراض الكتب، وتصفحها وطرح الأسئلة على الناشرين بشأنها.

أرقام من معرض جدة للكتاب
ثلاثون الف زهرة كانت تزين المعرض من خلال لوحات جدارية بالزهور.
ثلاثة الاف متر مربع مسطحات النجيل.
عشرة بوكيهات زهور جدارية داخل المعرض.
ثمانية وعشرين تنسيقات زهور توزعت على المسرح ومنصات التوقيع
ثمانية أمتار طولية من الزهور على جانبي المسرح.
مئة واربعين حوض نباتات زينة داخلية
اثنا عشر مؤلف ومؤلفة يوقعون كتبهم خلال أيام المعرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *