تحقيق

الشيشة الإلكترونية محظورة رسمياً منتشرة فعلياً

كذبة كبيرة .. وأضرارها الصحية مضاعفة

جدة – وليد الفهمي

رغم أن الشيشة الإلكترونية محظورة من الدخول عبر منافذ الجمارك السعودية ، إلا أنها منتشرة بين المواطنين خاصة الشباب، كما تقدمها محال تقديم الشيشة ، يعدها البعض بديلاً لتدخين التبغ أو “الجراك” أو “الارجيلة”، باعتبارها أقل ضرراً، أو وسيلة مساعدة تمهد للإقلاع عن التدخين ،

“اقرأ” استطلعت آراء مستخدمي الشيشة الإلكترونية حول صحيتها وفائدتها وأضرارها ، وتباينت الرؤى بين الإقرار بقلة أضرارها مقارنة بالسجائر والشيشة التقليدية مع الشكوى من ارتفاع أسعارها، وبين اعتبارها كذبة كبيرة ؛ نظراً لاستهلاكها طاقة مدخنها ، وعدم وجود ما يثبت صحيتها ، بينما أكد استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر لـ”اقرأ” أن الشيشة الإلكترونية تحتوي على كميات مختلفة من النيكوتين ،

ومواد أخرى مسرطنة وسامة ، وأن العديد من الدول ومنظمات الصحة العالمية تحظرها لعدم صحيتها ، وشدد على أنها لا تصلح كمساعد للإقلاع عن التدخين ، كما أنها مرتفعة الثمن ، وتعد بشكل أو بآخر وسيلة للترويج للتبغ .. وإليكم التفاصيل

جولة «اقرأ» الميدانية

في البداية تجولت “اقرأ” في شوارع جدة الرئيسية ، وتفقدت محال تقديم الشيشة ، وكانت المفاجأة انتشار الشيشة الإلكترونية في الأسواق ، وتقديمها للزبائن في المحال العامة، رغم أن المنافذ الجمركية تحظر دخولها للبلاد، ورصدت “اقرأ” اختلاف أسعار الشيشة الإلكترونية حسب المميزات وبطارية الشيشة ونوعية المحلول الذي تحتويه،

وتنوعت “شيش جدة” بين صناعة صينية وأمريكية وكندية، وتفاوتت أثمان بيعها بين 350 و 2500 ريال للشيشة الواحدة بكامل ملحقاتها ؛ بطارية وملف التسخين (coil) والفتيلة وخزان المحلول (الخرطوش أو العلبة) واخيراً المحلول الإلكتروني (المادة التي يتم تبخيرها لإنتاج الضباب) .

لاتسبب الادمان

عبداللطيف الفيفي مستخدم للشيشة الإلكترونية يقول إنها مفيدة له ؛ كونها تريح الأعصاب ولا تسبب الادمان كالدخان التقليدي ، لذلك لا يرى لها ضرراً ، لكنه يشكو من ارتفاع أسعارها بشكل غير مبرر .

كذبة كبيرة

فيما يرى عبدالرحمن الزهراني أن الشيشة الإلكترونية وهم وكذبة كبيرة، ولاتساعد على الإقلاع عن التدخين، كما أنها تستهلك طاقة مدخنها ووقته في “الشفط” ، ويضيف أنه ليس هناك دليل واحد على أنها طبية أو صحية ، ولا فرق بينها وبين غيرها من وسائل التدخين الأخرى، ويؤكد أنه سيتخلى عنها تدريجياً.

مدخن «حيران»

بينما يبدو نايف الشهراني في حيرة من أمره ، حيث يقول أنه يدخن الشيشة الإلكترونية منذ فترة بسيطة ، لكنه غير متأكد من آثارها الصحية ، لأن هناك أوقاويل متباينة حول تداعيات استخدامها ، لذلك قرر اللجوء إلى مختصين ، حتى يحسم قراره في الاستمرار أو الإقلاع عنها.

دعاية مضللة

أمام الآراء المتباينة و”حيرة” البعض ، كان لزاماً على “اقرأ” التوجه للمختصين ” أصحاب القول الفصل ، يقول استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر إن الشيشة الإلكترونية أصبحت متواجدة في الأسواق المحلية والعالمية ، وتسوّق في بعض الدول من دون موانع، ويتم كذلك تهاديها بين الشباب والمثقفين والنخب، ويتم الزعم أنها ؛

بديل صحي لوسائل التدخين التقليدية ، وليس فيها تدخين سلبي لمن يجالس المدخن، وليست ممنوعة في الأماكن العامة والحكومية ، لعدم وجود قطران بها، وبالتالي لا تحتاج إلى أماكن ذات تهوية خاصة ، ويؤكد النمر أن كل تلك الأقاويل غير صحيحة، ودعاية مضللة انتشرت انتشار النار في الهشيم بين الشباب للترويج للشيشة الإلكترونية.

تحتاج دراسات مطولة

ويردف النمر أن الشيشة الإلكترونية تحتوي على كميات مختلفة من النيكوتين ، وتتراوح تركيزات السائل الموجود بين (0.1) إلى (50) ملجم في المليلتر الواحد، وأنها ليست البديل الصحي للسجائر لعدة أسباب؛ تحتاج إلى قوة شفط (negative pressure) أقوى بكثير من السيجارة العادية والتأثيرات الصحية لذلك تحتاج الى دراسات مطولة على مدى عشرات السنين،

كما أن كمية النيكوتين المستخلصة من تدخينها غير ثابتة ، وتقل بعد 10 سحبات ، لذلك يضطر المدخن إلى زيادة قوة سحب النفس لزيادة النيكوتين المستخلص ؛ لأن كمية النيكوتين تعتمد على قوة سحب النفس وعلى كمية البخار” aerosol “المتبقي داخل الكبسولة ، لذلك لا تصلح كمصدر معتمد لمنع الأعراض الانسحابية للنيكوتين.

لا تصلح للإقلاع عن التدخين

ويشير النمر إلى أنه في إحدى التجارب اخذت 3 كبسولات تحتوي على نفس التركيز من النيكوتين ، وتم قياس النيكوتين في أول 3 سحبات للنفس من كل كبسولة، وكانت النتائج مفاجئة للجميع حيث كان تركيز النيكوتين مختلفا في كل القياسات، وكانت القراءات تتراوح من 25 ميكروجرام من النيكوتين في 100 مل من الهواء في النفخة الواحدة ، إلى حوالى 45 ميكروجرام ،

وينوه النمر إلى أن هذا التفاوت الذي يقترب من الضعف، يؤكد أنها لا تصلح كمساعد للإقلاع عن التدخين ، وهذا أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الشركات المسوقة تتراجع عن تقديمها للمجتمع الطبي كـ “دواء” يساعد على الإقلاع عن التدخين.

منظمات الصحة العالمية تحظرها

ويستكمل النمر، أن منظمات الصحة العالمية حظرتها مثل ؛ منظمة الصحة العالمية “who “، ووكالة الغذاء والدواء الأمريكية “FDA “ومحليّا كذلك؛ لأن النيكوتين مسبب أساسي لأمراض شرايين القلب وسرطان الرئة وارتجاع المريء ، وقرحة المعدة وسرطان المثانة وجلطات الدماغ ، كما أنه يؤثر سلباً على الخصوبة.

غالية .. وتسوق للتبغ

ويقول النمر إن الشيشة الإلكترونية مكلفة جداً مقارنة بأسعار السجائر، وأنها ليست الوسيلة التي يستطيع كل شخص استعمالها للمساعدة في إيقاف التدخين تدريجيا كما تدعي الشركات المسوقة، وإنما هي طريقة تسويق جديدة للتبغ ؛ للالتفاف على جهود مكافحة التدخين ، حتى تزيد من ادمان التدخين بين المراحل العمرية المختلفة ، وتشجع الشباب على تجربة الوسائل التقليدية للتدخين.

تحتوي نيكوتين ومواد مسرطنة

ويشدد على أن وكالة الدواء والغذاء الأمريكية أكدت على وجود النيكوتين فيها “traces “، وأيضا مادة “النيتروزامين”؛ وهي مادة معروف طبيا أنها مسرطنة ، ومشتق مادة الجلايكول وهي مادة سامة ؛ تستخدم في سائل مضاد التجمد في السيارات.

بعض الدول منعتها

ويختتم استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر ، بأن بعض الدول منعت بيع وتسويق واستيراد الشيشة الإلكترونية مثل استراليا وكندا والبرازيل، كما أن مصنعي السجائر العادية ملزمين بوضع تحذير طبي عن أضرار التدخين بمساحة30% من واجهة وخلفية علبة السجائر، إما الشيشة الإلكترونية فتكتفي الشركات المسوقة بوضع تحذير على مواقعهم في الإنترنت ، ولا يوجد قانون ملزم للشركات بكتابة التحذير على المنتج حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *