المشاهير

لطفي زيني ذاكرة تؤرخ لبدايات التلفزيون السعودي

جدة: أميمة الفردان
مجرد ذكر اسمه نسترجع ذكريات بداية التلفزيون السعودي في ستينات القرن الماضي ؛ لطفي زيني فنان بدأ منولجستاً عبر الشاشة الفضية ، ثم ممثلاً ومنتجاً فنياً وشاعراً له أغان رائعة ؛ لكنه دخل الفن من بوابة الصحافة ؛ حيث كان محرراً بجريدة المدينة ؛ وأول صحفي يُجري حواراً فنياً مع طلال مداح.
• “مشقاص”.. رفيق المسيرة
“عبد اللطيف عقيل زيني”، اسم صال وجال في دهاليز الفن السعودي؛ ورسم ابتسامات على الوجه السعودي؛ بأعمال كوميدية مع رفيق المسيرة الفنية في البدايات “مشقاص” أو “حسن دردير” ؛ في أكثر من عمل منها “اسكتش المجنون” ومسلسل “تحفة ومشقاص في كفر البلاص” ، بالإضافة لمسلسلات أخرى منها ( العيادة وعمارة العجائب و في فندق العجائب وأنا اخوك أمين ).
• مسلسل مع نيللي
ولم يكتف زيني بالتمثيل على المستوى المحلي؛ بل أوصله شغفه بالفن إلى مشاركة نجوم الدراما العربية في ثمانينات القرن الماضي؛ لإنتاج وتمثيل مسلسلات ربما كان أبرزها في عام 1985مسلسل “إنها مجنونة مجنونة” مع الفنانة الاستعراضية ونجمة الفوازير نيللي؛ و مسلسل يتيم قدمه للطفل بعنوان “زائر من الفضاء”.
• شيخ الدلالين
ولأن الفن كان هاجساً بالنسبة له؛ ولطبيعته المغامرة التي تميز بها (ابن شيخ الدلالين في سوق العقار بمدينة جدة؛ الذي نصبه شيوخ الطائفة المنصب بعد وفاة أبيه)؛ اتجه لإنتاج الأفلام والمشاركة في بعضها ، حيث شارك في فيلم “الغرباء” وأدى فيه دوراً صغيراً أمام العملاقين أحمد مظهر وفريد شوقي ومريم فخر الدين في عام 1968؛ ولأنه عاشق للأغنية التطريبية الجميلة جاءت مشاركته في فيلم “ولدت من جديد” مع الراحل محرم فؤاد وعبد السلام النابلسي.
• وموهبة الشعر ..أيضا
وبعد خوضه تجربة الفيلم الغنائي جاءت تجربته مع ورفيق العمر وصوت الأرض طلال مداح ؛ من خلال مسلسل “الأصيل” الذي انتجه عام 1972، ورحلة زيني مع مداح لم تقتصر على التمثيل؛ بل أظهرت الشاعر لطفي زيني حيث ألف أغان تميزت ببساطة كلماتها ومفرداتها الحجازية ؛ منها أغنيته “اليوم يمكن تقولي يا نفسي انك سعيدة” ورائعته “احبك لو تكون حاضر”؛ التي لازالت حاضرة في مناسبات السعوديين؛ رغم غياب أصحابها القسري.
• صداقة طلال مداح
لطفي زيني دخل بوابة الفن من خلال جريدة المدينة؛ التي كان يعمل بها محرراً صحفياً؛ ليكون صاحب أول قلم صحفي يُجري حواراً فنياً مع طلال مداح؛ ولتبدأ علاقة صداقة بين الاثنين ؛ بعيداً عن أية مصالح او مكتسبات مادية؛ لا لشيء سوى أن الاثنين كانا عاشقان للفن ولكل ما هو جميل وإنساني .
• دعم المواهب الشابة
لطفي زيني المنتج لم يتوقف عند حدود؛ كان داعماً للجيل الجديد؛ لم يتوان عن تقديم أغنية “يا غزال يا غزال” التي كتبها وكان على وشك أن يقدمها طلال بصوته؛ لكن أريحية المداح وزيني؛ وجدتا في الصوت الجديد للمطرب الشاب حينها عبادي الجوهر؛ مشروعاً فنياً سيعمل على إثراء الساحة الفنية السعودية؛ ليتم تسجيلها بصوت الجوهر؛ وبتوقيع لحني للمداح. ولم يكتف لطفي زيني الشاعر بكتابة المفردة الحجازية شعراً؛ للتغني بالصوت الطلالي؛ بل تغنى بأعماله نجوم الطرب السعودي؛ من أمثال الراحل فوزي محسون في أكثر من عمل منها “نور الصباح ؛ وآهات ويا سارية خبريني”.
• غرام “قمر”
وقع زيني في غرام الصحافية التونسية “قمر” التي ألهمته كتابة أغنية “يا قمر تسلم لي عينك”؛ غنّاها المداح في كثير من حفلاته؛ ليلعب القدر لعبته؛ ويتزوج زيني بقمر وتظل معه لبقية عمره؛ قبل أن تحن ساعة الفراق التي غادرنا فيها زيني على أثر إصابته بجلطة في الدماغ في عام 2001؛ لكنه ترك بصمة وأثراً في ذاكرة السعوديين؛ وثراءً ثقافياً أثرى الساحة الفنية السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *