إعلام

هل خطفت وسائل التواصل أضواء الإعلام التقليدي؟

جدة- رانيا الوجيه
هل وسائل التواصل والاتصال الحديثة والمتطورة التي تمكن المستخدم من التواصل الفوري ومطالعة الأحداث والأخبار بكبسة زر احتلت مكانة التلفزيون ، ونحته جانباً؟ ، سؤال يشغل بال الكثيرين من مواطنين وباحثين وإعلاميين وسياسيين وناشطين ، مجلة “إقرأ ” طرحت استطلاع رأي لمعرفة ؛ هل برامج التلفزيون تقدم ما يحتاج إليه المجتمع في الوقت الحالي؟! ، وهل استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي أن تسحب البساط من تحت أقدام التلفزيون ام لا ؟
وقد أجمع معظم المستطلعة آرائهم على أن وسائل التواصل سحبت على الأقل 30% من مشاهدي التلفزيون وإيراداته الإعلانية؛ لأنها تتفوق في سرعة ايصال الخبر ، بينما التلفزيون ما زال يتميز بالتحليل والبرامج ذات الجودة العالية التي تقدم ضيوفا ومختصين من حول العالم ، كما يقدم التلفزيون أعمالا لا تستطيع (السوشيل ميديا) تقديمها ؛ مسلسلات ضخمة وبرامج ترفيهية واخراج احترافي وبرامج حوارية مع شخصيات عالمية ، مشيرين إلى أن تلبية البرامج التلفزيونية لمتطلبات المجتمع تختلف من قناة لأخرى ، وأن الصحف الورقية والراديو أكثر تأثراً بالسوشيل ميديا.
ودعا ضيوف إقرأ المسؤولين إلى دراسة الظاهرة ووضع حلول تحافظ على الإعلام الوطني والأمن القومي.
•وسائل التواصل .. السلاح الأقوى:
منى النصر مذيعة في إذاعة جدة ترى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت السلاح الأقوى في نقل الخبر ،و سحبت البساط من التلفزيون بشكل كبير والبرهان على ذلك ؛ تقلص شريحة كبيرة من مشاهدي التلفزيون وانتقالهم لمتابعة الأحداث عن طريق السوشيال ميديا ويعود ذلك لعدة أسباب منها ؛ أن فئة الشباب أصبحت ميولهم واتجاهاتهم لهذه الوسائل الحديثة لتنوع الفقرات وسهولة الوصول إلى الأخبار.
وتضيف النصر : على الصعيد الشخصي أصبحت احصل على مصادري من السوشيال ميديا على نطاق واسع ، وأيضا في حالة البحث عن معلومة أو خبر أو أي حدث ألجأ سريعا لاستخدام الجوال للحصول بشكل أسرع على ما أريد ، أما شريحة الشباب فأصبح يومهم بالكامل يقضونه في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، أما من حيث ما تقدمه برامج القنوات الفضائية من محتوى يخدم احتياجات المجتمع ، فمن وجهة نظري لا أجد ذلك .
• رأي مخالف:
رنا حكيم صحفية من جريدة الاقتصادية ، تعارض ما قالته “النصر” ، قائلة إنها مازالت متابعه للتلفزيون ، وتفضله على وسائل التواصل الاجتماعي ، وتضيف :” لا اعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي قد سحبت البساط من تحت أقدام التلفزيون؛ حيث ان هناك برامج حوارية هادفة جدا لا يمكن أن تغطيها وسائل التواصل الاجتماعي بنفس الشكل والانتاج والوقت” ،
وتشير إلى أنها ليس لديها وقت لمتابعة جميع برامج التلفزيون لاختلاف مواعيد العرض ، ولكن تستطيع المتابعة عن طريق اليوتيوب الذي أخذ وقت الإعادة للبرامج على القنوات الفضائية ، ليكون هو البديل عن الإعادة وبدون إعلانات اجبارية تستمر نصف ساعة ، وتؤكد حكيم أن البرامج التلفزيونية تلبي احتياجات المجتمع ولا غنى عنها.
• السوشيل ميديا أصبحت السلطة الرابعة:
الإعلامي كمال عبدالقادر يقول :” أصبحت قنوات الاخبار العالمية تعتمد في الحصول على الاخبار على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في الوقت الحالي، وبالتالي أصبحت تلك الوسائل تمثل قوة كبرى في المجتمعات ، وأعتقد أنها تمثل السلطة الرابعة بديلاً عن الصحافة”. ويضيف عبدالقادر :” السؤال الذي يطرح نفسه بعد 10 سنوات أين سيكون مكان التلفزيون ومدى أهمية هذه الوسائل ؟ّ!، ويستطرد :” النقطة المهمة ماهي ردود أفعال المسؤولين على تغير الخريطة الإعلامية، وكيف سيتم توظيف الكم الهائل من الأشخاص الذين يغطون الأحداث أو يعلقون عليها”.
ويختتم عبدالقادر بالتأكيد على أن البرامج التلفزيونية لم تعد تقدم ما يبحث عنه المجتمع أو المشاهد بل تقدم مواد سطحية تفتقد للعمق .
• سحبت 30% من المشاهدة والإعلانات:
محمد سلام مدير عام قناة إقرأ من خلال خبرته التلفزيونية يرى أنه ليس هناك شك أن وسائل التواصل الاجتماعي سحبت جزءاً من أهمية التلفزيون والإعلام التقليدي ، ويضيف :”على سبيل المثال في قناة إقرأ لاحظنا من خلال الاحصائيات والأرقام ونسب المتابعة أن السوشيال ميديا قد سحبت ما يقارب 30% من المشاهدة والإيرادات الإعلانية خلال الـ 5 سنوات الماضية،
وفي اعتقادي الشخصي أن السوشيال ميديا ستقوم بسحب شريحة أخرى من مشاهدي التلفزيون، وفي الوقت نفسه لن يستغنى الناس عن شاشة التلفزيون التي ستظل لها وجود وأهمية في المدى المنظور القريب على الأقل”.
•الورقية والراديو.. الأكثر تأثراً:
ويفصل سلام أن الصحف الورقية تتأثر كثيرا من السوشيال ميديا أكثر من التلفزيون ، و الراديو يفترض أن دوره قد انتهى من زمان ولكن فكرة إذاعات الـ fm أعادت الحياة للراديو من جديد.
ويختتم سلام :”إنه بالنسبة لما تقدمه البرامج التلفزيونية من محتوى يخدم إحتياجات المشاهدين : لا يمكن تعميم ذلك على جميع البرامج ؛ حيث هناك قنوات تضم كل من هب ودب، وقنوات أخرى احترافية تعتمد على الدراسات بشكل دوري لمعرفة احتياجات ومتطلبات الجمهور.
•التلفزيون يتفوق بالتحليل والتغطية:
بسام فتيني كاتب ومدير عام مكتب علاقات الخبراء يؤكد : “نعم سحبت وسائل التواصل الاجتماعي البساط من تحت أقدام التلفزيون من حيث نقل الخبر ، لكن لا تستطيع هذه الوسائل أن تقدم التحليل الكافي مثل التلفزيون ، حتى وإن طرح المحلل آراءه وتحليلاته عن طريق حسابه الشخصي فلا يمكن الوصول له ويتوقف العرض عند الشريحة المحيطة به فقط من المتابعين له على تلك الوسائل ولن يصل الى النطاق الواسع الذي يتميز به التلفزيون،
وباختصار وسائل السوشيال ميديا تتفوق في ايصال الخبر والتلفزيون يتميز بالتحليل واعطاء المعلومة، ولا يمكن تعميم مدى الفائدة أو عدمها التي تقدمها برامج التلفزيون للجمهور فاليوم أصبح المشاهد قريبا من القنوات الإخبارية بحكم الظروف الراهنة أكثر من إقباله على قنوات المسلسلات والأفلام والقنوات الترفيهية”.
• التلفزيون أكثر جودة وأعلى مستوى:
الإعلامية منى أبو سليمان تعتقد أن البرامج التلفزيونية لا يمكن أن تفقد نسبة مشاهديها ، فهناك قنوات على سبيل المثال ” mbc” تواكب تطور السوشيال ميديا من خلال قنواتها الإلكترونية ، ” وشاهد . نت “، وتحصل على متابعة عالية، ويجوز أن لا تكون المشاهدة على التلفزيون وتستبدل بالهواتف أو الأجهزة الذكية ولكن تبقى المعلومة مصدرها القنوات التلفزيونية،
ومن جهة أخرى هناك برامج ذات جودة عالية تقدم ضيوفا ومختصين من حول العالم ومتابعة البرنامج بشكل غير مهزوز لا يمكن أن تحققها وسائل التواصل، لذلك مازلنا في حاجة للقنوات التلفزيونية، وإلى الآن مازالت البرامج التلفزيونية تقدم الأعمال التي لا تستطيع السوشيل ميديا تقديمها من أعمال ضخمة، مسلسلات وبرامج ترفيهية وإخراج احترافي وبرامج حوارية مع شخصيات من مختلف أنحاء العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *