إعلام

أميرة العباس : مجتمعنا يحارب المختلف ويشجع المتخلف

جدّة – سامية خماش
تؤكد مذيعة إذاعة”مكس إف إم ” أميرة العباس ، أن الإعلام التقليدي والإذاعة خاصة ما زالا يجذبان الناس ، رغم تطور وسائل الإعلام والتواصل الحديثة ، وتنتقد بشدة فوضى إطلاق لقب إعلامي على كل من ظهر على الإعلام أو  اليوتيوب, وترى المذيعة التي رغم عدم تجاوزها عامها الـ23 ، إلا أنها تملك من الحكمة و الذكاء ما يؤهلها للتميز في مجالها ،
أن هناك فرق كبير بين الكوميديا و التهريج ، وأن المجتمع يحارب المختلف و يشجع المتخلف، وأنها تعرضت للظلم  خلال مسيرتها، والخوض فيما يمس الشرف ، وفي طريقة “اللبس والمكياج”، منبهة أن ظهورها على منبر إعلامي لا يبيح للعامة تقييم حياتها الخاصة، وتكشف العباس أن التلفزيون محطتها القادمة ، وتدرس عروضاً حاليا، منوهة أن البعض أجرم في حق نفسه و حق القناة عندما ظهر على التلفزيون.
وتضيف العباس أنه حتى الشخص الذي لا يحبك كمذيعة ، ربما يريد معرفة رأيك أو رأي الناس أو الضيف في الموضوع المطروح بالحلقة : فالإذاعة تجعلك تتواصلين مع أكبر عدد من الناس , وعلاقتي ببرنامجي الإذاعي ؛ علاقة تواصل يومي مع الناس ، وإدارة الإذاعة تحتوي الشخص و تخرج منه أفضل ما عنده.
ليس كل من ظهر بقناة إعلامي.. فرق كبير بين الكوميديا والتهريج
• الإذاعة مسموعة جداً
وترى العباس أن الإذاعة مسموعة جداً ، رغم اعتقادنا أن الإعلام التقليدي قد انتهى، والبيانات توضح لنا أعداد المستمعين المهولة التي تصل للملايين ، ونحن نتلقى اتصالات يومية بأعداد كبيرة من المستمعين ، ومن بعض المسؤولين يشكروننا فيها على البرنامج , مما يدلل على أن الإعلام التقليدي والإذاعة خاصة ما زالا يجذبان الناس .
• “اليوتيوب” مختلف
وتنوه العباس إلى أن الفرق كبير بين برنامجها الإذاعي وما يقدم وما سبق ونشرته على “اليوتيوب” ، لأنها درست الإعلام , و تقرأ كثيراً , وما تقدمه على الراديو لا تقدمه كفتاة يوتيوب موهوبة ( رغم أن برنامجها على اليوتيوب هادف و يناقش قضية ) , لكن تقدمه كشخص متعلم و قارئ و يعرف كل كلمة ؛ متى و لماذا يقولها و لمن يوجهها .
• فوضى لقب”إعلامي”
وتنتقد العباس ما يحدث حالياً على الساحة الإعلامية : حزينة لما يحدث الآن، كل من ظهر على الإعلام أو اليوتيوب أطلق على نفسه لقب إعلامي , أنا لست ضد أن تقدم برنامج كوميدي و لكن أنا ضد الكوميديا الخاطئة ، هناك فرق بين الكوميديا و التهريج .
تعرضت للظلم والخوض فيما يمس الشرف والتلفزيون محطتي المقبلة
• احتراف الغناء والتمثيل ..مستحيل
وتقول العباس أن الوصلات الغنائية التي تؤديها بصوتها على “سناب شات” ، ليست دعوة لشركات الإنتاج الموسيقي لتبني صوتها وإصدار ألبوم غنائي ، لأنها حسب قولها :ربما أمتلك ربع الموهبة في الغنا و الشعر، لكن هما شيئان أمتع بهما نفسي و جمهوري فقط , ولا أنوي امتهان الغناء أو التمثيل نهائياً : ربما أكون شاعرة في يوم ما لأن الشعر من الأدب , أما الغناء و التمثيل فهما من المستحيلات بالنسبة لي،
حتى لو عُرض علي عمل مغري ليس من الناحية المادية فقط ، إنما جيد من حيث النص و الفكرة ، فقد سبق وعُرضت عليها أعمال كثيرة و مغرية جداً و لكني لا أجد نفسي في هذا المجال .
• أهلي سخروا من روايتي الأولى
وتصف العباس إطلاق كتابها الأول ( رواية و تاهت ) بـ “مسؤولية كبيرة “، حيث أنها نشأت في بيت يقدس كلمة كتاب : وكوني بنت عمري 23 سنة ، وفي صدد طباعة كتاب , لم يؤيدني أهلي و سخروا من الفكرة تماماً في البداية ؛ باعتبار أني لست مستعدة , و أنا أيضاً ترددت كثيراً , و لكن الشيء الذي شجعني أني عرضت الرواية على كتاب كبار وأعجبتهم و فأعطيت لنفسي الضوء الأخضر ,
وعندما رأيت آراء الناس و حجم المبيعات و جدت أني لم أكن على خطأ، ورغم ذلك : لا أعتقد حالياً أني مؤهلة للكتابة في خط آخر , ولا أشعر بأن لدي ذاك الزخم من الثقافة و المعلومات و التجارب الحياتية التي تؤهلني لذلك.
• التأثير أهم من الشهرة
وتشدد العباس على أنها ليست مغرورة عندما تعتبر نفسها من المؤثرين في هذا العمر الصغير لـ 3 أسباب : أنه خلال ثلاث سنوات تكرمت كأفضل مقدمة برامج يوتيوبية العام الماضي في مهرجان الكوميديا الدولي ، وكنت أصغر الموجودين , و ظهرت في تقرير على قناة “بي بي سي “ضمن أفضل 100 امرأة في العالم , أيضاً قناة “فرنسا 24 “وضعتني ضمن تقرير عن النساء الأكثر إلهاماً ,
و لا يهمني أن أكون مشهورة , يهمني أن أكون مؤثرة، وهناك فتيات مؤثرات من جيلي مثل؛ أضوى الدخيل و أفنان الباتل ، يمتلكان احترافية و تركيز عاليين و حساباتهما ممتعة للمتابع و ليست مملة.
البعض أجرم بإطلالته التلفزيونية
• المجتمع .. والإبداع
وتقول العباس إن الوطن يزخر بالكتاب الشباب الموهوبين مثل؛ إبراهيم عباس , لأنه جريء جداً ، في وقت يصمت فيه الآخرون : هو يبوح لكتابه بكل الجنون الذي بداخله , هو شخص فعلاً خارج الصندوق وغير تقليدي , ورواياته الثلاث ( حوجن و هناك و بنيامين ) أعتبرها شيء مجنون , و لكن للأسف نحن مجتمع نحارب المختلف و نشجع المتخلف.
• الخوض في الأعراض والخصوصيات
وتعترف العباس ، بأنها تعرضت للظلم خلال مسيرتها، قائلة بتأثر : ليس ظهوري على منبر إعلامي يبيح للعامة تقييم عرضي و شرفي و تقييم حدودي العائلية و الخطوط الحمراء التي وضعها لي والدي و تقييم رجولة أخي , أو السؤال عن أصلي ومن أكون ؟ ، كل هذا غير مسموح للناس , و سبب عدم لجوئي للقضاء، أني لا أريد شغل أهلي بهذه التفاصيل و أفضل التركيز على نفسي و أهدافي.
وتضيف : أيضاً تعرضت لانتقاد لبسي و مكياجي , أنا لست ممثلة أو عارضة أزياء , أنا ألبس ما يريحني و لا يهمني راحة أحد , و ما هو خلف الكواليس و لا يعرفه الناس أن وراء كل هذا إضافة إلى الهاشتاقات المدفوعة ؛ منافسون أو مراهقون , و أفضل ما يمكن عمله هو التجاهل.
• الجمال لا يكفي
وتنفي العباس أن يكون جمالها نقطة عبورها إلى الأضواء :لم نكن نعرف شكل أميرة الفضل أو خديجة الوعل أو أحلام مستغانمي، صحيح جيلهن غير جيلنا ، و لكن أنا أعشق جيل التسعينات و هذه هي الخطة التي أتبعها , ممكن يكون الجمال كرت رابح إذا أجدنا استخدامه و إلا فهو كارت خاسر و يُحرق بسرعة و يهوي بنا إلى أسفل .
• حقيقة عدم ظهور والدتي
وتؤكد العباس عدم صحة تعمدها إظهار صوت والدتها عبر “سنابك “دون صورتها حتى يكون هناك جانب من الغموض لجذب أكبر عدد من المتابعين، وتقول : أنا أستمتع بدرجة كبيرة عندما أجلس مع والدتي , و أحببت مشاركة الناس هذه المتعة ، وأن أحترم رغبة أمي في الوقت نفسه؛ , هي لا تريد أن تكون وجه معروف ، ولا تحب أن يشار إليها في الأماكن العامة , هو غموض لذيذ و خفيف و الناس مستمتعة و أحبت هذه الشخصية دون أن تراها , و أصبحوا ينتظرون ظهورها بفارغ الصبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *