مقالات الكتاب

رحيله وعودته .. شوق ولهيب

بقلم : سمر رباح
في كل مكان قد يقف فيه
بلا جدوى
كل الأماكن خالية إلا من عواء الريح
وبعض ضحكات لأطفال
يلعبون أمام المنزل المجاور..
الغريب … إني أريد أن أراه
رغم أني أقسم أن ملامحه
قد غطتها أتربة السنين الماضية
فلم تترك منها إلا عينيه فقط
هي ما يمكن ان أعرفه بها
لكن كيف الوصول لعينيه
وهو هناك
في الضفة المقابلة
يارب ..
كم هي طويلة هذه الليلة
ومرير هو الانتظار
وصعب هو اللقاء
صراع بين عقلي وقلبي
فقلبي يجبرني على البقاء لأراه
وعقلي يحفزني على المضي
وحفظ ما تبقى من صورته
ونسيان هذه الحماقة .. حماقة انتظاري
لكن نداء أمي هو الذي حسم صراعهما
حين نادتني كي أعود للداخل
فقد بدأت السماء بالبكاء
عاد بعد رحيل طويل
عاد لمدينتنا الصغيرة
كنت هناك أراقب منزله الشامخ
عن بعد
لربما أراه بعد تلك السنين الجافة
الماضية
وقفت وقد علت شفتاي ابتسامة
لا أعلم ما سببها
فقط كنت مبتسمة
مزاج السماء قد هدأ بعد هذا اليوم الماطر
كان منزله كالقلعة مضيئا ولا ألمح أحدا
تلك النوافذ التي كانت ذات يوم عامرة بالحياة
تتنفس ستائرها
ماتت .. أغلقت …
غيبت تحت ثرى الذكريات
كل ما أذكره
هو بضع ضحكات
وكثير من الأماني
وقليل من الصور العالقة في مخيلتي عنه
بدأت ابتسامتي العريضة تنكمش
وتبدل مزاج نبضي هذه المرة
لأني لم أره
حاولت عيني البحث عنه

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *