جدة – اقرأ
رغم أنه درس الإدارة والتخطيط الاستراتيجي، إلا أنه عشق الفن التشكيلي، وقدم الكثير من الأعمال الفنية المختلفة والمتميزة، ودخل موسوعة جينيس عام 1438هـ، بأكبر” بروتريه” في العالم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إنه الفنان التشكيلي محمد عسيري، الذي أبهر المتابعين مؤخرًا بلوحته التشكيلية “بروتريه” لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عند مشاركته في معرض “تباشير الفرح”.
دوافع الإنجاز
يرجع عسيري دوافعه لإنجاز لوحة الملك سلمان التي دخل بها موسوعة جينيس، إلى أنه شعر بالإحباط والحزن على تكليف “سوكوف” برسم لوحة لخادم الحرمين الشريفين، يقول: ” شاهدت لوحة رسمها فنان روسي، بطريقة إبداعية، وظننت في الوهلة الأولى أنه استخدم فيها الفرشاة والألوان، وعندما دققت النظر، لاحظت بأنه انجز العمل باستخدام الحاسوب، فلم يقم برسم اللوحة من تلقاء نفسه، بل بتكليف من قبل جهة من داخل وطني، وكان لسان حالي يقول: نحن قادرن بفضل الله على إنجاز العمل بصورة مهنية وإبداعية مشرفة، كما أننا أولى برسم مليكنا وأمرائنا”.
الفرشاة والحاسوب
ويستطرد قائلًا: ” إنني لا أمانع أن يتم رسم رموزنا بأيدي غير أبناء الوطن، ونفخر بذلك، ولكن حينما يكون هناك تكليف رسمي فنحن أحق بذلك التكليف من غيرنا، وهذا أقل مايمكن أن نقدمه لبلدنا، وبينت الفرق بين استخدام الفنان الروسي لتقنية الحاسوب في الرسم، وبين استخدامي للفرشاة والألوان ودرجة الصعوبة في التعامل، حيثُ استغرق العمل 180 ساعة بواقع ساعتين يوميًا لمدة 3 أشهر”.
موهبة مبكرة
قدم الفنان محمد عسيري الكثير من الإنجازات خلال مسيرته الفنية، والتي بدأها منذ الصف الخامس الإبتدائي، حيث أقام معرضًا خاصًا للرسومات في مدرسته، ثم شغل موقع أستاذ التربية الفنية وهو في الصف الثاني المتوسط، ثم استقال لمدة عام ليعلم الطلاب فنون الرسم، ورغم دراسته الإدارة والتخطيط الاستراتيجي، إلا أنه عشق الفن التشكيلي، واختار أن يكمل طريقه في العمل الفني، وبالفعل قدم الكثير من الأعمال الفنية المتميزة، وقد طورها بطريقته وأسلوبه الخاص حتى استطاع أن يضع نفسه على الطريق الصحيح لنجاح مسيرته الفنية.
التجريد والواقعية
وعن مفهومه للتجريد والواقعية في الفن التشكيلي، يقول: “ترعرع في مخيلتي منذ الصغر وعلى حسب ماهو مفهوم ومتوارث في الأوساط التشكيلية، أن الفنان عندما يبدأ في الخروج إلى عالم الفن التجريدي لا يستطيع العودة إلى الرسم الواقعي، وعليه أن يظل يبحر ويبحر في عالم التجريد والبحث عن التجديد من خلال استخدامه واكتشافه لتقنيات وأساليب متنوعة في عالم التجريد، خوفًا من أن اغادر المدرسة الواقعية التي اعتبرها رسالة تحاكي الحضارة الإنسانية، فقد كان العذر مني بأنني لم اتشبع لا استطيع الخروج ولم اكتشف ذاتي حتى الآن، كانت تسكنني رغبه جامحة بأن اعبر بالألوان بعفوية لتخرج بتلقائية من داخلي، وتعكس ما اشعر به في تلك اللحظة من مزج الألوان على لوحتي، لذا فقد كنت انطلق بسرية تامه في إخراج تلك الألوان المكبوتة في داخلي، عبر لوحاتي بأسلوب تجريدي بكل عفوية”.
رسالة التشكيلي
يرى محمد عسيري أن الفنان التشكيلي شخصية نادرة في المجتمع، لابد أن تحمل تلك الشخصية رسالة حقيقية؛ بأن تدون التاريخ عبر اللوحات الواقعية، وأن تعكس الذات والمشاعر عبر اللوحات التجريدية .