عيادة

براءة الصيام من العصبية الزائدة

بقلم–آمال رتيب:

يعاني بعض الأشخاص من تعكّر المزاج وزيادة التوتر والعصبية أثناء فترة الصيام، ويكونوا أكثر انفعالاً، ويرجع ذلك لتغير بعض الممارسات التي اعتادوا عليها قبل شهر رمضان، إضافة إلى أسباب أخرى، ولكن هناك نصائح لمواجهة تلك المشكلة.

ويقول مدير المجلس الإقليمي للصحة النفسية، د. أمجد العجرودي، إن كثيرا من الأشخاص يعانون من العصبية الزائدة خلال ساعات الصيام، مشيرا إلى أن الكثير يربط بين شهر رمضان وساعات الصيام وبين زيادة العصبية والغضب، وهذا غير صحيح، فتلك العصبية لا علاقة لها بالصيام، ولكنها ترجع إلى بعض العادات غير الصحية التي اعتاد عليها الفرد قبل وبعد رمضان ويمنعها وقت الصيام مما يؤدي إلى حدة التوتر، فبعض الأسباب ترجع إلى توقف الفرد عن تناول شيء يدمنه ويتعلق ذلك بمدمني المكيفات مثل الشاي والقهوة والنسكافيه والشكولاتة.

تدخين ومنبهات

يرجع الانفعال الزائد خلال نهار رمضان إلى الاعتياد على ممارسة بعض العادات الخاطئة طوال العام وفي رمضان أيضا، وعدم تنظيم الأكل والإفراط في تناول الإفطار، والعادات الخاطئة من شأنها أن تغير مزاج الصائم وتزيد من معدلات العصبية.

ويعتبر تناول الكافيين المتمثل في الشاي والقهوة والتدخين سواء السجائر أو الشيشة ، من أكثر المؤثرات على مزاجية الإنسان٬ فالمدخن عندما ينقطع عن التدخين خلال فترة الصيام يؤدي ذلك إلى شعوره بالكسل والخمول والعصبية، وعدم الرغبة في العمل، فكلما زادت ساعات الانقطاع زادت حدة العصبية والتوتر، فكل هذه الأعراض تنتج من إدمان التدخين أو الكافيين، وليست من الصيام، فالصائم الذي لا يتناول أي من هذه المنتجات نجد عنده استرخاء نفسيا وهدوءا طوال ساعات الصيام.

نقص الماء

ولا تقتصر أسباب العصبية في شهر رمضان عند هذا الحد بل إن هناك أسباب أخرى، على سبيل المثال أن للماء دورا كبيرا في عمل الدماغ، حيث أنه يشكل 75% من الدماغ، وقد يكون نقص الماء خلال ساعات الصيام مسؤولا بشكل أساسي عن اضطراب وظائف خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة العصبية والتوتر وضعف التركيز، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الهلوسة، ويكون ذلك في الحالات الشديدة، ويرجع ذلك إلى أن الدماغ يفرز موادا كرد فعل على نقص المياه، وغالبا تكون هذه المواد لها دور مهم في زيادة التوتر والعصبية بشكل كبير، كما أن الدماغ يعتمد على الجلوكوز في حصوله على الطاقة، وقد يؤدي نقص الجلوكوز في الدم إلى زيادة العصبية والانفعال.

السهر

من الأسباب التي تؤدي أيضا إلى العصبية والتوتر خلال ساعات الصيام السهر وقلة ساعات النوم، مما يؤثر على الساعة البيولوجية الطبيعية لدى الإنسان، وهذا يؤثر سلباً على المزاج والحالة النفسية فيصبح لديهم حالة من التوتر والعصبية.

فتكون ساعات النهار شاقة وقتها خاصة مع قلة الساعات بين الإفطار والسحور، وذلك على عكس النوم مبكرا من شأنه أن يعطي نتيجة إيجابية في تحسين المزاج، فهناك بعض الأشخاص الذين يلجؤون إلى عدم تناول وجبة السحور من أجل النوم، وهذا يعد خطأ أيضا، لأن هذه الوجبة هي التي تعطي الجسم الطاقة وتساعده على العمل خلال ساعات الصيام وتقلل من حدة الشعور بالعطش، والحل هنا يكمن في التعجيل بالإفطار والحرص على تناول وجبة السحور، واختيار الغذاء الصحي الذي يحتوي على الفيتامينات التي تمد الجسم بالطاقة، والمتمثلة في الخضروات والفاكهة، والبعد عن الدهون، والتقليل من تناول الحلويات لأنها تزيد الإحساس بالعطش.

نصائح

وقدم العجرودي عدة نصائح للتقليل من حدة العصبية والتوتر في الصيام، أهمها:
• أخذ قسط كاف من النوم لما له من دور في تعزيز عمل الدماغ والتخفيف من التوتر والعصبية.
• عمل تدريبات نفسية في البيت للشعور بالهدوء والتخفيف من التوتر، عن طريق الاسترخاء على السرير بدون وضع وسادة وفي غرفة مظلمة.
• عمل جلسات شهيق وزفير 20 مرة لمدة 5 دقائق.
• أما في العمل يأخذ قسط من الراحة لمدة 5 دقائق ويغمض عيناه ويقوم بجلسات التنفس.
• ممارسة تمارين اليوجا فهي من أنجح طرق العلاج النفسي، حيث تقوم بإعطاء راحة للجسد، هدوء في النفس وتأمل فكري وروحي، وكل ذلك يخفف كثيراً من حالة التوتر والعصبية لدى الإنسان ويصبح أكثر إيجابية مع الآخرين.
• ممارسة التمارين الرياضية لأنها تساهم الرياضة في تخفيف التوتر وتعزيز النوم الصحي.
• اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وكذلك الالتزام بمواعيد الوجبات يقللان من حالة التوتر والعصبية.
• الحصول على مقدار كافٍ من الماء تختلف الكمية الواجب شربها من الماء حسب العمر والجنس والوزن، ولكن عموماً تتراوح بين 5 – 10 أكواب من الماء، ويتم تناولها ابتداء من فترة الإفطار حتى فترة السحور وليس دفعة واحدة.
•ضرورة تناول الفواكه والخضار لاحتوائها على نسبة جيدة من الماء. •الحصول على مقدار كاف من السكريات من خلال تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على السكريات التي لا ترفع سكر الدم بشكل سريع ومفاجئ (كالتمر والفواكه والعصائر) وليس الحلويات.٬ ويتم تناول هذه السكريات على فترات منذ الإفطار حتى السحور٬ كما ينصح بتناول السكريات المتحللة ببطء (كالرز والبرغل والذرة) على وجبة السحور.
•عدم تناول المنبهات وخصوصاً القهوة قبل النوم مباشرة٬ محاولة استبدال المنبهات بمشروبات أخرى كشاي الأعشاب والشاي الأخضر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *