مواليد بدايات الثمانينيات وما بعد ذلك، بالتأكيد يعرفون نادين ظريفة أو “نادينا” المطربة اللبنانية المولد والجذور الكندية الإقامة والجنسية حاليًا، صاحبة أغنية الأطفال ذائعة الشهرة”Vola, palombella” المعروفة في الوطن العربي بـ ” فولا فولا” أو (طيري طيري يا عصفورة)، التي غنتها وهي لم تتجاوز الـ 7 من عمرها، في مهرجان زكينو دورو الغنائي الإيطالي عام 1986 باللغتين العربية والإيطالية، وفازت الأغنية بالميدالية الذهبية لأفضل كلمات أغنية أطفال، وأصبحت الطفلة “نادينا” حينها ملء السمع والبصر، وحصلت على لقب عصفورة للسلام ممثلةً جميع دول العالم.
وفي عام 1988 وبسبب الحرب الأهلية اللبنانية، هاجرت نادينا مع عائلتها إلى كندا، حيث تركت الغناء لفترة و احترفت السباحة، واشتركت في عدة مسابقات بكندا والولايات المتحدة ولبنان، إلا أنها تركت السباحة في عمرالـ 18 عامًا بسبب إصابة في الظهر، واتجهت إلى برمجة الكمبيوتر. وتزوجت من بطل السباحة العالمي برينت هايدن عام 2012.
وقبل فترة، قررت نادينا العودة للغناء، فأطلقت (فولا فولا) بطريقة الفيديو كليب، وحصدت الأغنية نسبة مشاهدة عالية، وقدمت عدة أغاني بلغات مختلفة، وأصبحت في الوقت الحالي معروفة كمطربة في كندا، ومؤخرًا أطلقت أغنية “شوية وهطق”، وبدأت في التواجد على الساحة العربية، “اقرأ” حاورت نادينا هاتفيًا من كندا حول مشوارها الفني، وأسباب الاختفاء والعودة، وهجرتها من لبنان إلى كندا، وخلافها مع دوللي شاهين، ورأيها في الجمهور العربي والسعودي، وطموحاتها المستقبلية ونقاط أخرى في الحوار التالي.
قصة معاناة
حول كليبها الجديد ” شوية وهطق”، والذي قيل أنه يسرد قصة معاناتها، تقول نادينا:” كل إنسان يسعى لتحقيق الهدف الذي ينوي الوصول إليه، والصعوبات تكون سببًا في سير الشخص عكس الاتجاه أحيانًا، والظروف القاهرة قد تمنعنا بعض الوقت من بلوغ أهدافنا، وتحول بيننا وبينها، وأنا مؤمنة تمامًا بمبدأ (التجربة)، التي تدفعنا للخروج من هذه الحالة، وليس من الضروري أن يكون الشخص بأحسن حالاته؛ الإنسان يحتاج لدعم معنوي ليتجاوز ماسبق”.
أسباب الاختفاء
وتوضح سبب اختفائها بعد إطلاق أغنيتها الشهيرة (فولا فولا) بطريقة الفيديو كليب، قائلة: ” عندما قررتُ العودة مجددًا إلى الغناء، أذكر جيدًا أن واحدة من شركات الإنتاج الفني، أرسلت لي عقدًا يتضمن شروطًا تعجيزية؛ منها تغيير ملامحي بعمليات التجميل، وهناك من وضع شرطًا آخر وهو إقامة علاقة خاصة، بهدف الوصول إلى النجومية، الأمر الذي رفضته، فلدي مبادئ وحدود في كل شيء”.
أساليب ملتوية
أحن كثيرًا للأجواء العربية وأخطط للعيش في دولة عربية
وتستطرد نادينا: ” في جميع تعاملاتي، أحب الصدق والجدية في التعامل، وأرفض الأساليب الملتوية، ومنها ما يتعرض له الفنان من حالات النصب والاحتيال، واستغلاله للوصول إلى أهداف معينة، لذلك فضلتُ البقاء في الظل على الانصياع لشروطهم، وللأسف عندما تعامل غيرك بحسن نية دائمًا ما يظهرون لك العكس، لم أكن أتوقع أني سأقابل أشخاصًا يحملون في قلوبهم الشر”
الهجرة إلى كندا
وتشير إلى أنها اضطرت وعائلتها إلى الهجرة من لبنان إلى كندا عام 1988، حيث حطمت حرب لبنان آمالها، وتتذكر: ” قبل اتخاذ والدي قرار الهجرة، أجريت معي مقابلة تلفزيونية، ولحق المسلحون بنا ونحن في طريقنا إلى المنزل وهددونا بالقتل، وبعد الحادثة بثلاثة أشهر، قرر والدي الهجرة إلى كندا.
أموال ” Vola”
وعلى عكس المتوقع، تؤكد نادينا أنها لم تجن أموالًا طائلة بعدما قدمت أغنيتها الشهيرة” فولا فولا” وهي طفلة، وتفسر: “جميع الحفلات التي شاركت بها في المهرجانات عاد ريعها لصالح الجمعيات الخيرية، وكان هذا قرار عائلتي، لم نكن من الأشخاص الذين يحبون جمع النقود، والمال الذي كسبته من أغنية Vola”” كان لصالح اليونيسيف، بعدها جاءت عروض، وشاركت في تقديم برنامج للأطفال في الإذاعة اللبنانية، وأذكر أن والدتي كانت تعطيني المال لمساعدة الفقراء”.
تكريمات
وتعبر عن سعادتها بتكريم بلغاريا لها في ذلك الوقت لتمثيل جميع دول العالم، وأطلقوا عليها لقب “عصفورة السلام” نظير أعمالها الخيرية، كما اختارتها إيطاليا لافتتاح واختتام السينما، باسم كل أطفال العالم، ليطلقوا عليها في ذلك الوقت “شيرلي تمبل الجديدة”، كما نالت عددًا من الجوائز مازالت تحتفظ بها.
العودة للشرق الأوسط
وبحسب نادينا، فكرة عمل دويتو ليست واردة بالنسبة لها حاليًا، لكن يمكن أن تقبل بالدويتو شريطة أن يكون العرض مناسب ويستحق، فهي تسعى اليوم لتقديم أغاني “سينجل”، بغية العودة بقوة إلى الشرق الأوسط، لاكمال مشوارها الفني، حيث أنها تفتخر بجمهورها في الوطن العربي، مشيرة إلى أن جمهورها في مصر دعم مسيرتها الفنية ومازال يتذكرها، واصفة مصر بأنها “محتضنة المواهب”، متوقعة نجاح البومها الجديد الذي وصفته بالمفاجأة.
مثالية اسعاد يونس
وتشيد “نادينا” بتشجيع الفنانة إسعاد يونس لها، التي سنحت لها فرصة التحدث عن مسيرتها الفنية، ودعمها للعودة من جديد إلى الفن، ووصفت اسعاد بأنها فنانة مثالية ومحاورة محترفة، إذ استطاعت من خلال خبرتها الفنية الغوص في تفاصيل حياتها
الخلاف مع دوللي
وعن قضيتها الشهيرة وخلافها مع الفنانة دوللي شاهين، إذ اتهمتها بسرقة أغنية من كلماتها وألحانها بعنوان “يل ايلا”، إضافة إلى سرقة الشركة مبلغ من المال، وكانت شاهين قد طلبت منها التنازل عن الكلمات، ورفضت نادينا، لتعلن شاهين الحرب عليها في حواراتها الصحفية، تقول نادينا عن ذلك: ” لن أكرر تجربتي معها على الإطلاق، لم يكتفوا بالسرقة، بل لم يعطوني مستحقاتي، تعلمتُ من هذه التجربة ألا أثق بأحد”.
ظروف قاهرة
لم تتضايق نادينا من ارتباط اسمها بـ” Vola” التي أصبحت بمثابة لقب لها، وتفاجأت بأن جمهورها في الوطن العربي مازال يتذكر أغنيتها الشهيرة، بعد مضي 33 عامًا، وردًا على بعض التعليقات التي تتهمها بالكسل، تقول: ” تعرضت لظروف قاهرة، خصوصًا في الثلاث سنوات الأخيرة بعد مرض والدي المفاجئ ووفاته، والحياة في كندا مختلفة تمامًا، وهي أكثر عملية”.
زيارة المملكة
وأشادت نادينا بالدور الإيجابي الملموس الذي تبذله الهيئة العامة للترفيه السعودية، ووصفت الجمهور السعودي بأن له ذوق رفيع في الأغاني، ومحب للثقافات المختلفة، وتستمتع بتعليقاتهم لها وتواصلهم معها على مواقع التواصل، وأكدت أنها ستلبي دعوتهم وزيارة بعض مدن المملكة، لإحياء الحفلات فيها، وأنها على استعداد لتلبية دعوة جمهورها إن سنحت لها الفرصة، وترى أن التنوع في الأغاني مطلوب.
الانتقال لدولة عربية
وتشدد على أنها تحن كثيرًا للأجواء العربية، وأن ذكرياتها في لبنان والوطن العربي لا تفارقها، وعن اشتياقها لبلدها تقول: ” أريد أن أعيش حياتي الطبيعية، التي اعتدت عليها وأنا صغيرة، وأخطط أنا وزوجي للعيش في أي دولة عربية قريبًا؛ لأكون قريبة من جمهوري”.
السباحة و الأسرة
تعيش نادينا حياة هادئة مع زوجها برينت هايدن، وأسست معه شركة لتعليم السباحة، وتحاول قدر الإمكان التوفيق بين عملها الخاص وتسجيل أغانيها الجديدة والتأليف، وتمارس هواياتها المفضلة ومنها قراءة الكتب والخروج مع كلبها.
كما أنها تعتز بحصولها على عدة جوائز من كندا ولبنان في السباحة، ومثلت بلدها لبنان بـ 5 ميداليات، لكنها لم تشارك في المسابقات منذ فترة طويلة لظروف صحية آلمتها، ولا تمانع من دخول أبنائها المجال الفني، قائلة: ” عندما أنجب أبناء، لن أمنعهم على الإطلاق عن الفن، الموسيقى حياة”.
تقديم البرامج و التمثيل
تعلمت من تجربتي مع دوللي شاهين ألا أثق بأحد
من طموحاتها أن تصبح مذيعة تلفزيونية ومقدمة برامج فنية منوعة، وتنتظر الفرصة لتكون محاورة جيدة، كما أنها تعشق التمثيل، وتنوه إلى أن خوضها لهذا المجال سيكون بمثابة التحدي، وأنها تنتظر عروضًا جيدة في مجال التمثيل.
وتختتم الفنانة اللبنانية الكندية نادينا صاحبة أغنية “فولا فولا” الشهيرة بأنها لن تترك الفن، وأن دعم زوجها كان له دورًا كبيرًا في عودتها للفن اليوم.