مقالات الكتاب

إشراقة شمس

نسمع دائمًا عبارة ( لا جديد تحت الشمس) ، بل ونرددها على من حولنا؛ وكأن الحياة قد توقفت عجلات مسيرتها، ونحن لا نعلم بأننا نبث شرارات الإحباط واليأس وعدم الرضا بما قسمه الله لنا، بترديد تلك العبارة شائعة التداول.

دعونا نرى الأمر بمنظار آخر بعيدًا عن نشر القنوط والاستسلام للأحزان واليأس؛ ولنتأمل فقط كلمة “الشمس”، وما أجمل الشمس!، أرى اننا أجحفنا بحقها و زجها في هذه الجملة وحكمنا عليها بالإعدام؛ لأن الشمس عندما تشرق بشعاعها الذهبي تعلن ولادة أمل في يوم جديد يضاف إلى أعمارنا، وأن الله وهبنا إياه لنحياه بسعادة ، فيتجدد بنا الامل والنشاط والتفاؤل والحيوية ، مع شروق الشمس يوقن الإنسان بأن قلبه يتفتّح مجددًا كالزهرة؛؛ فما أجمله من شعور.

بحكم طبيعتنا البشرية دائمًا وأبدًا نتأثر بالمحيطين بنا شئنًا أم أبينا، نحن مع التأثر الإيجابي؛ بأن نستمد ممن حولنا الطاقة الإيجابية والنشاط والتفاؤل، لكننا في أحيان كثيرة نتأثر بهم سلباً، وتتسرب إلى نفوسنا طاقات محبطة، ونتناسى قاعدة مهمة: أن السعادة تتحرك باتجاهك في اللحظة التي تبدأ فيها أنت بضخ السعادة تجاه الآخرين، والعكس صحيح؛ اختياراتنا للبشر هي التي تقودنا إلى ما نحن عليه اليوم من سعادة أو حزن أو نجاح أو فشل؛ قل لي من تصاحب أقول لك من أنت.

السؤال الذي يفرض نفسه: هل بإمكانك أن تتحصن وتكون درعًا منيعًا ضد كل تلك السلبيات من حولك.. وأن تشع إيجابية لوحدك؟.. أقول نعم وخاصة إن كنت أنت الأقوى، ليس بدنيا، بل فكريًا وثقافيًا، وأعتقد أن المعضلة هي: كيف تختار الأفكار الإيجابية وتحاول تنفيذها .. والطريق لذلك يبدأ بألا نتوقف عندما تواجهنا مشكلة، وألا نتوانى في إيجاد الحلول السريعة لها، لتتخطى كل العقبات، فحياتنا ما هي إلا من صنع أفكارنا؛ وكلما كانت أفكارنا إيجابية كانت حياتنا انعكاسًا وصدى لتلك الأفكار.

أحيانًا لا نملك زمام أمورنا في التحرر من بعض البشر المحيطين بنا، الذين كبلونا بأثقال تفوق أعمارنا الافتراضية؛ لنعيش تحت كوابح الأعراف والتقاليد، ونعتقد أنه كُتب علينا أن نستمر هكذا مدى الحياة.. قف هنا!! وارفض كل الأشياء التي تحبطك وأنت تقاومها بصبر جميل.. وتعلم جديًا كيفية تصحيح مساراتك قبل أن تتحول حياتك إلى أطلال، وسعادتك إلى سراب، لا تسمح لنفسك بالاستسلام لليأس والألم، وانهيار الثقة بذاتك ؛ لأن ذلك إن حدث سيدمر حياتك كلها، وستكون حينها مثل كثير من الأشخاص الذين يمشون بيننا وهم مهزومون من الداخل، وأغلبهم يتظاهرون بأنهم أقوياء لإرضاء أنفسهم.

فقل وداعًا:
لكل وقت أهدرته هباءً
لكل ألم شعرت به أو انكسار
لكل شخص جاملته على حساب نفسك !

تعلم أن تبني علاقات اجتماعية جديدة قائمة على اللطف والحب والامتنان والاحترام لتحقق السعادة.

طالما هناك اشراقة شمس جديدة ..الحياة تبتهج وتتجدد والعالم يستحق ان يبصر جمال ابتسامتك. فلا ترددوا (لا جديد تحت الشمس)؛لأن تحتها الكثير من الأمل .

(الحياة حلوة) بس نفهمها.

      منال فيصل الشريف
[email protected]

One Response

  1. رائع جدا فعلا القلب مرتبط بالاذن والعين سلبا وايجابا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *