الحوار

الشيف فهد بخاري : أحنّ لأكل أمي

حوار- آمال رتيب

قبل 20 عامًا، حول فهد عبدالله بخاري وجهته من الأرقام والحسابات٬ حتى لا يكون رقمًا مضافًا لعالم المحاسبين٬ وقرر أن يكون رقمًا متفردًا في عالم الطهي٬ إلى أن اكتسب بمهارته ثقة واحد من أثرياء العالم ليصبح “الطاهي الخاص”به، نحاور الشيف فهد بخاري للتعرف على أسباب دخوله لمجال الطهي ومحطات مسيرته الناجحة، وأحلامه ونصائحه للجيل الجديد، والعديد من النقاط الأخرى، في المساحة التالية.

مشوار 20 عامًا

كانت بدايات الشيف فهد عبد الله بخاري المتخصص في أكلات منطقة الحجاز٬ قبل 20 عامًا٬ في حين أنه خريج إدارة أعمال بجامعة الملك عبدالعزيز٬ قسم محاسبة٬ وتدرج وظيفيًا حتى وصل إلى درجة رئيس قسم٬ يقول عن فكرة التحول إلى الطهي: وظيفتي ومجال عملي بدأت مع الأفواج السياحية وأثناء رحلة بحرية٬ وجدت حجم المعاناة للوصول إلى شيف يرافق هذه الرحلات٬ وقدر الرواتب التي كنا نتكبدها٬ والتي وصلت إلى 35 ألف ريال لشيف كندي – قبل 20 عامًا- ليوافق أن يكون معنا.

ويضيف: كان عندي شغف بالطبخ٬ وأشاكس في المطبخ٬ رغم أنه كان من العيب دخول مطبخ البيت٬ وكثير من هذه المفاهيم التي كانت سائدة في ذاك الوقت٬ وبعد اكتشافي لمهنة الشيف وراتبها وندرة المختصين فيها٬ كل هذه العوامل دفعتني لدراسة الطهي٬ رغم معارضة الأهل وكل من حولي٬ ولم تكن هناك ثقافة كافية لدى المجتمع عن دراسة المطبخ وأقسامه وأنواعه٬ لذلك كنت أتفهم رفضهم٬ ولكن صممت ودرست دبلومة لمدة عامين مع الخطوط السعودية٬ وتدربت في كل الأقسام٬ إلى أن أصبحت رئيس قسم بالخطوط السعودية.

ويواصل بخاري: ثم انتقلت إلى مرحلة الاستفادة من خبرتي في مجال الإعاشة والطيران٬ ولكن لم تكن لدي الخبرة في مجال الفندقة٬ فانتقلت للعمل بالفنادق٬ وتعلمت٬ وطورت قدراتي ومهاراتي٬ إلى جانب التخصص في إطعام المرضى أيضًا.

Top chef

مسابقات وبرامج الطهي كسرت حاجز العيب و غيرت ثقافة المجتمع

وللشيف فهد بخاري تجربة خاصة مع برنامج الطهي الأشهر Top Chef”” ٬ يقول عنها: في البداية اشتركت في”توب شيف” كمتسابق٬ ولكن بعد أن اطلعوا على السيرة الذاتية وأماكن عملي٬ طلبوا أن أكون عضو لجنة تحكيم٬ واستضافوني٬ وتعرفت على المعايير والرخص الدولية التي لابد من الحصول عليها لتكون “شيف محكم”٬

وفي هذه المسابقة رصدت توجه العديد من الشباب وطموحهم ليحصلوا على لقب “شيف”٬ في حين قبل 20 عامًا كنا 22 متدربًا ولم يبقْ منهم إلا أنا!، والآن أعمل كشيف خاص لأحد أثرياء العالم٬ والحمد لله لأني اكتسبت ثقة هذه الشخصية الرائعة، التي تجولت حول العالم وتعرفت على أرقى وأمهر طباخي العالمي٬ فشهادته بأني “شيف عالمي” وسام أفتخر به.

برامج الطهي

ولم تكن تجربة برنامج توب شيف هي الوحيدة في مسيرة بخاري٬ ولكن هناك محطات أخرى يقول عنها: دخلت مجال البرامج الإذاعية والتلفزيونية٬ وأصبح اتصالي أكبر بالجمهور٬ ولمست شغفهم واهتمامهم٬ ووجدت جرأة الشباب والفتيات لدخول مجال الطهي٬ خاصة وهي مهنة تتطلب تطوير مستمر وعمل دؤوب٬ وإبداع٬ وكلما اعطيتها أعطتك المزيد.

ويتابع: أول مسابقة كانت عام 2005 بدون معايير وضوابط٬ ولكن الآن الوضع اختلف تمامًا٬ هناك كأس عالم وأولمبياد للطهاة٬ ونتمنى دعم رعاية الشباب لهذه المسابقات٬ والمشاركة فيها بفريق شباب سعودي يقدم للعالم المطبخ السعودي الشعبي٬ خاصة وأن لنا أكلات من كل المناطق بمذاقها ونكهتها المختلفة بحسب المنطقة.

أفضل الطهاة

وبعد أن أصبح محكمًا لأفضل شيف عربي٬ بالتأكيد أصبح لديه خبرة بالحكم على من هو الأمهر بين الجنسيات المتسابقة٬ ولكنه يرى أن هذه المقارنة كالمقارنة بين اللاعب المحلي واللاعب المحترف٬ فالشيف الأوربي هو الأقوى٬ فالأجواء كلها مسخرة له٬ سواء في العادات الاجتماعية أو الامكانات المتاحة لهم٬ مستعد للعمل لأكثر من 18 ساعة يوميًا٬ فهو متخصص ومتفرغ تماما لعمله٬ ينسى تمامًا معني الحياة الاجتماعية والتزاماتها٬ حياته كلها مطبخه فقط.

إقبال الشباب

ويرى بخاري أن هناك إقبال كبير من الشباب خاصة الفتيات للدخول مجال الطهي بطرق احترافية٬ خاصة بعدما وجدوه من احترام للمرأة داخل المطبخ٬ وبدأت حركة من الثقافة نحو فنون الطهي٬ ولابد من الاجتهاد٬ فالطهي سهل ولكن معلوماته كثيرة٬ فلابد من الإصرار والعزيمة للتعلم والإبداع في المجال٬ فهو السهل الممتنع٬ والشباب السعودي من الجنسين مقبل على المجال بشكل غير مسبوق.

العولمة

ويؤكد أنه حتى في ظل الانفتاح الفضائي والتقارب بين الشعوب٬ والعولمة في مجال الطهي٬ لم نفقد هوية المطبخ السعودي٬ على العكس ساعدت على نشره في جميع أنحاء العالم٬ وصرنا نجد المطاعم السعودية بكثرة في العديد من دول العالم٬ والتي نفخر بتقديمها لأكلات سعودية بنفس نكهتها في السعودية٬ ولعل المبتعثين ساعدوا على نشر ثقافة المطبخ السعودي٬ وهو استثمار كبير خاصة بين الطلاب.

“أكل” أمي

” أحنّ إلى خبز أمي ” كما قال الشاعر محمود درويش٬ وبالرغم من اتقانه لفنون الطهي وطرقه وأنواعه٬ إلا أن لطعام الأم ومطبخها مذاق خاص٬ يقول عنه بخاري: طبعًا أحن لأكل أمي– رحمة الله عليها- ونَفسَها وطريقتها التي تختلف عن أي نكهة في العالم٬ والحمد لله أني استشعر نفسها وطريقتها في أكل أخواتي وبنات أخواتي. أما زوجتي٬ فهي من الجيل الجديد الذي لا يعرف طريق المطبخ وكفى!

للجيل الجديد

ويقدم الشيف فهد بخاري نصيحة للجيل الجديد٬ تتمثل في العمل الجاد للحفاظ على المطبخ السعودي٬ لأنه سر تميزه٬ والشيف السعودي المتقن للأكلات السعودية مطلوب عالميًا بالهريس والجريش والقرصان والمرقوق والبرياني والكبسا؛٬ فنصيحتي التخصص في الأكل السعودي وإتقانه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *