الطفل

6 سلوكيات من طفلك لا تتجاهليها

بقلم- آمال رتيب
هناك تصرفات للأبناء تقف الأم أمامها عاجزة٬ هل تعاقب أم تتجاهل.. وكيف يكون التصرف السليم؟.
يقول الدكتور هاشم بحري استشاري طب نفس الأطفال: لنتفق أن هناك سلوكيات يُمكن التغاضي عنها، لأنها قد تتغير مع العمر، إلا إذا طلب الطبيب تدخلك، مثل مصّ الأصابع في عمر 5 سنوات، كذلك يُمكن أيضًا تجاهل بعض السلوكيات الخاطئة التي تستهدف جذب انتباهك، مثل: الإلحاح في البكاء لطلب أي شيء، لكن تبقى بعض السلوكيات المزعجة، التي لا يُمكن التغاضي عنها أو تجاهلها، بل تقتضي تدخلك بصورة واضحة لتقويمها.
الفظاظة لفظًا وحركة
قد تظنين أنك لن تحتاجي إلى التفكير في أشكال العقوق مثل الرد بفظاظة أو الحركات المسيئة إلا في عمر المراهقة، لكن أؤكد لكِ أن بوادر هذا السلوك يُمكن ملاحظتها عند طفلك قبل دخول المدرسة، حيث يتوق الأطفال إلى تقليد الكبار، سواءً في الشارع أو المنزل أو التليفزيون، وقد تميلين إلى تجاهل هذا السلوك في الأطفال الأصغر سنًا، لكنك تكونين مخطئة حينها، وقد تتفاجئين بتطور هذا السلوك وملازمته لابنك فيما بعد.
كيف أرد على سلوك طفلي غير اللائق؟، أخبريه بأن هذا السلوك غير لائق وغير مسموح به، وفهميه لماذا٬ كأن تقولين إن هذه الحركة أو هذا الكلام يعني أنك لا تحب ما أقول أو لا تحترمني، وإذا أصرّ على هذا السلوك، أخبريه بأنكِ لن تتحدثي إليه واتركيه وانصرفي، أو أخبريه بأن أذنيك لا تسمع مثل هذا الكلام، وعندما يكفّ عن ذلك، سوف تصغين لما يقول.
التظاهر بعدم سماعك
قد تحتاجين لتكرار أحد توجيهاتك لأكثر من مرة٬ ويكون رد طفلك هو اللامبالاة أو ما يُدعى بالاستماع الانتقائي، وهو أن يسمع ما يريد أن يسمعه فقط دون أي كلام آخر، لا تتجاهليه حينها لأنه بذلك لا يحترمك، كذلك فإن حاجتك لتكرار الأمر أكثر من مرة يجعله لا ينفذه إلى أن يتلقى الأمر مرة أخرى.
عليكِ تصحيح سلوكك أنتِ أيضًا في هذه المرة: لا تأمريه بشيء من مكان بعيد٬ بل توجهي إليه واحرصي على النزول إلى مستوى نظره وانظري في عينيه وربتي على كتفه٬ وأخبريه بما تريدين، ويُمكنك إغلاق التليفزيون لكي لا يتشتت انتباهه في هذه اللحظة، وإذا لم يُجدِ ذلك نفعًا، أخبريه بأن عليه أن يتحمل عاقبة هذا السلوك؛ كأن تمنعيه من الخروج أو بتقليل عدد مرات اللعب على الكمبيوتر من مرتين إلى مرة مثلًا.
مقاطعتك خلال التحدث لغيره
ينطلق ابنك إليكِ، ليحكي لكِ ما فعله في المدرسة أو عند تركيب لعبة صعبة، دون الاكتراث بحوارك مع غيره، يتكرر هذا المشهد كثيرًا في بيوتنا، لكن احذري من أن تدعيه يمر بسلام لما له من عواقب٬ فإذا لم تنبهي طفلك لهذا الخطأ فسيسمح لنفسه دومًا بإقحام نفسه في محادثات الآخرين. وسيظن نفسه محور اهتمام الجميع، ويثور عندما لا يتلقى الاهتمام اللازم. لن يتفهم مدى انشغالك في أي وقت، وسيُلح في الحديث إليكِ.
ماذا أفعل حينها؟، إذا انشغلت بمحادثة، احرصي على أن تجدي ما يشغل طفلك كلعبة مفضلة إليه، وإذا قاطعك ابنك، لا تردي عليه ووجهيه للجلوس لحين الانتهاء من حديثك، وأكدي على أنه لن يحصل على ما يريد طالما يُقاطعك.
المبالغة في الحكي
قد تسمعين طفلك يبالغ في الحديث مع صديقه ويذكر له كيف حارب الأسد وهزمه، لكن لا تتهاوني أبدًا في أي من أنواع الكذب أو المبالغة في الحكي أو عدم الأمانة، لأن الكذب سرعان ما يتحول إلى سلوك تلقائي يلجأ إليه الطفل إذا أراد أن يبدو بمظهر أفضل، أو للخروج من موقف صعب، أو لعدم الرغبة في فعل أمر ما.
كيف أقوّمه دون أن يشعر بالإحراج؟ أخبريه بأنكِ تتفهمين مشاعره وأنه من الجيد أن يكون شجاعًا، لكن لا داعٍ لاختلاق القصص ليكون كذلك، فلن يصدقه أحد إذا داوم على الكذب ودللي بقصة الطفل الذي تظاهر بالغرق ولم يصدقه الناس عندما كان يغرق بالفعل، فالقصص تساعد الأطفال على تصور الموقف من الخارج.
كذلك اعرفي الدافع الذي دفعه للكذب، وتأكدي من عدم تحقيقه كأن يقول إنه غسل أسنانه وهو لم يفعل، اجعليه يذهب أمامك ويغسلها.
دون إذن
قد يُعجبك منظر طفلك ذي العامين وهو يتسلق الكراسي ليأخذ الحلوى التي وضعيتها على طاولة السفرة دون طلب مساعدتك، لكن قد تفزعين عندما يُخبرك في عمر الثامنة بأنه ذهب إلى صديقه دون إذنك أيضًا.
إذًا فالسؤال هو كيف تضعين قواعد للتعامل؟، احرصي على وضع مجموعة قواعد بسيطة على الجميع اتباعها داخل المنزل، كأن تطلبي منه استئذانك قبل تناول الحلوى، ومثلًا إذا فتح التليفزيون دون إذنك، أغلقيه وأخبريه بضرورة استئذانك أولًا، والتأكيد على القاعدة بصوت واضح وثابت داخل المنزل يُساعده على تذكرها أيضًا.
العنف في اللعب
لا تتجاهلي أبدًا ضرب ابنك لأخيه أو صديقه، أو قرصه أو دفعه بقوة أثناء اللعب، لأن هذا السلوك العنيف قد يلتصق به إلى بلوغ الثامنة من عمره، كذلك فإنه سيتعلم ضمنيًا أن العنف أو الضرب سلوك مقبول.
ماذا أفعل عند حدوث ذلك؟ أسرعي نحوه وأخبريه في الحال بأن هذا السلوك غير مقبول واسأليه: “هل ستقبل أن يضربك أخوك مثلما ضربته؟”، ليعرف عواقب الأمر، وأن التعامل بعنف مع الآخر أمر غير مقبول تمامًا، كذلك ذكّريه في كل مرة سيلعب فيها مع أصدقائه أو إخوته بأنكِ لن تسمحي بأي سلوك عنيف أثناء اللعب، ووجهيه بضرورة التعبير بالكلام وبأسلوب لائق عن استيائه من موقف أو شخص ما، وإخبار الآخرين بما يريد دون إيذائهم، وإذا حدث وكرر هذا السلوك، أنهي اللعب فورًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *