حصولها على بكالوريوس رياض الأطفال وعملها في جمعية للأطفال ذوي القدرات الخاصة، لم يشكلًا عائقًا أمام ما كانت تتطلع إليه؛ شغفها بالرياضة وعملها كمدربة رياضية، والغريب أن “ولاء يماني” لم تكتشف تعلقها بالرياضة إلا قبل سنوات قليلة وبعد تجربة خاصة، لأنها ببساطة كانت تمارس عدة رياضات بشكل طبيعي حتى المرحلة الجامعية، ولكن بعد انقطاع عن الرياضة عدة سنوات، ثم تجربتها الشخصية التي سترويها في سطور تالية؛ كل ذلك جعلها تكتشف أهمية الرياضة في حياتها، ورغبتها الأكيدة في العمل كمدربة رياضية؛ وهو ما قلب حياتها رأسًا على عقب، ليحول تطلعاتها بعيدًا عن التخصص الدراسي، إلى استشراف مستقبل في تخصص آخر، هو كما وصفته :”الهبة والموهبة التي تفجرت داخلي”، إلى نص الحوار.
شغف ثم انقطاع
كان شغف ولاء بالرياضة في طفولتها بالفطرة، على اعتبار أنه كان ضمن نسيج الحياة اليومية التي تعيشها، تقول :”كنت وأنا صغيرة أمارس رياضات كثيرة منها ركوب الدراجة والسباحة حتى المرحلة الثانوية، ولأنني أسكن في مكة كان هناك صعوبة كبيرة في الالتحاق بنوادي رياضية لندرتها؛ خاصة تلك التي تتعلق بالسيدات، الأمر الذي جعلني أنسى موضوع الرياضة وحبي لها في فترة ما بعد المرحلة الثانوية وطول دراستي الجامعية”.
الوزن الزائد
أتمنى تغيير حياة الناس للأفضل كما حدث معي
في عام 2013 كان وزن ولاء قد زاد عن الحد المقبول بالنسبة لها، توضح :”كان وزني 70 كيلو جرامًا، وكنت أعاني من مشكلات كثيرة في مجملها كانت نتيجة لوزني الزائد؛ الأمر الذي انعكس سلبًا على حالتي النفسية وطريقة تفكيري، بالإضافة لثقتي بنفسي، ولك أن تتخيلي كيف كان الوضع مع هذا الوزن، لكن في تلك الفترة من حسن الحظ كنت أتابع كحال غيري مشاهير السوشيال ميديا؛ ومن ضمنهم بعض الرياضيين والمدربين الذين شكلوا نقطة تحول في حياتي، وبدأت أفكر في الممارسات الرياضية التي كنت أحبها في الطفولة؛ وكيف لي أن استعيدها، لكن الأمر مختلف في هذه المرحلة العمرية، لم يكن أمامي سوى الالتحاق بنادي رياضي، وكان حجر العثرة هذه المرة عدم وجود أندية نسائية قريبة وأيضًا المواصلات، الأمر الذي جعلني أكثر إصرارًا على تحقيق ما أريد”.
جدول يومي
وتضيف ولاء:”في ظل وجود الإنترنت، عملت لنفسي جدول يومي وبدأت أتمرن في المنزل بمعدل (5-6) ساعات بشكل أسبوعي، ومن المفارقات أتذكر ردود فعل صديقاتي عندما أخبرتهم بذلك؛ كانت سلبية تلخصها كلمة (مستحيل)، لكني كنت أكثر ثقة أنني أستطيع فعل ذلك”.
وتقول عن تلك الفترة التي امتدت إلى 4 أعوام من التمرين المنزلي:” مارست فيها أنواع مختلفة من الرياضات وحمل الأوزان منها( body Wight ,body building , cross fight)، حتى وصلت لوزن يعتبر مثالي بالنسبة للبنية الجسمانية لي؛ الأمر الذي فاجأ الجميع، وبالقدر نفسه الذي تفاجأ به الجميع؛ كنت فخورة بنفسي أنني تمكنت من تحقيق حلم كان بعيدًا، لكن ظلت هناك مشكلة تتعلق بشكل جسمي، وهي مرحلة أخرى قادتني لدخول نادي رياضي.
التدريب أون لاين
وسائل التواصل الاجتماعي جعلت التدريب أون لاين سهلًا وقليل التكاليف
في الوقت الذي اعتدنا فيه التدريب من خلال الأندية الرياضية، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي وفضاء الإنترنت؛ جعل إمكانية التدريب أون لاين أمرًا سهلًا وقليل التكاليف، وهو ما عملت من خلاله ولاء، تقول :”في فترة عملي من المنزل تعرفت إلى مدرب كمال الأجسام “عمر شيحة” من خلال حسابه على سناب شات، وعرض علي العمل سويًا من خلال موقع إلكتروني لخدمة العملاء؛ يسجلون بياناتهم من خلال”ابليكشن”، ومن ثم نقوم بإرسال جدول كامل متضمنًا التمارين الخاصة بكل متدرب، والحمدلله وُفقت في الأونلاين”.
الزيارة المنزلية
وفي مرحلة تالية، وبعد سمعة طيبة حققتها، بدأت ولاء مرحلة “الزيارة المنزلية”، التي تحرص فيها على ألا يزيد عدد المتدربات عن 3 لمدة ساعة كاملة، موضحة أنها لا تعتمد فقط في التركيز على التدريب الخارجي؛ بل تحاول جاهدة أن تحدث فرق في شخصية المتدربة على أن يكون ذلك الفارق “إيجابيًا” بالطبع.
تطوير المهارات
حول المستقبل تقول ولاء يماني :”التخطيط للمستقبل أصبح عندي لا يتعلق كثيرًا بشهادتي الجامعية؛ بل التركيز على تطوير نفسي في المجال الرياضي، خاصة والمجتمع الرياضي متفتح ومتقبل للآخر بشكل كبير، وقد بدأت فعليًا من خلال التسجيل في نادي تم افتتاحه مؤخرًا؛ واتطلع في المستقبل القريب لافتتاح استديو خاص، أتمنى تغيير حياة الناس للأفضل وإحداث تغيير شامل كما حدث معي، ومن خلال تجربتي الشخصية أستطيع التأكيد أن ممارسة الرياضة أحدثت فرقًا معي؛ زادت من ثقتي بنفسي، وأقول لكل من يخاف خوض التجربة أيًا كان أو كانت (لا تخافوا خوض التجارب الجديدة، جربوا أنفسكم وستبهركم النتائج)”.