بقلم: عادل بابكير
نستعد الآن لتوديع عام سيذهب بخيره وشره، لنستقبل عامًا جديدًا.. لا نعرف ماذا سيكون فيه ومايخبأه لنا، ولكن يبقى السؤال: هل نحن مستعدون لاستقبال هذا العام؟.
ففي نهاية كل عام؛ نبدأ بالتفكير في القرارات الجديدة التي نود اتخاذها بعد انقضاء العام الحالي واستقبال عام جديد.
وفي نهاية كل سنة نفكر في تعلم شيء جديد أو متابعة أمر كنا نفعله في السنة الماضية ومازلنا مهتمين بفعله، أو نفكر في حياتنا بكل بساطة.. وهل ما مضي منها راضون عنه؟
بعد أيام قليلة سنستقبل عامًا جديدًا يحمل معه أملًا بمستقبل يملؤه النجاح والتقدم.
أيام قادمة ترفرف بتفاؤل وإصرار تزيل كل ما سبقها من ألم وفشل، فلننظر لها بعين مشرقة متلألئة تضيء لنا وتخبرنا بأن القادم أجمل.
عمر الإنسان يتكون من لحظات وثوان معدودة، لتكون لنا أعوامًا نعيشها.. يمر العام فيها الواحد تلو الآخر بلمح البصر، فالإنسان يشعر وكأنه دخل من باب وخرج من باب آخر، فالساعة واليوم والأسبوع والشهر والعام؛ هي الأساس الذي يتكون منه عمر الإنسان، فإذا لم نصنع ونخطط لكل ثانية نعيشها لن نخرج بشيء ولن نستطيع تحقيق أي شيء.
مع بداية العام الجديد، ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والآخر، وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها، ويرسم سياسات قصيرة وطويلة المدى ويتخلص من كل مفاجأة لم يخطط لها.
كم شخص تعثر في حياته؟!
كم شخص أضلته حيرته ونام وهو محتاج ليد تطبطب عليه؟!
أو حتى كم شخص نام وهو لا يملك قيمة طعام يسد به جوعه؟!
هنا فقط كل شخص منا سيستطيع تجديد حياته ويبني نفسه من جديد على أمل وتوفيق ويقظة.هذا الوقت هو فقط لحظة إدبار الليل وإقبال النهار.
ودعونا دائما نتذكر ونتفائل عندما نقرأ حديث الله عز وجل القدسي الذي قال فيه (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.).
ختاما فلننظر إلى الأعلى فكلنا لنا رب يرحمنا.