الطفل

كيف نتعامل مع حزن الأطفال؟

اقرأ – آمال رتيب
يتعرض الأطفال أحيانًا لحالات من الحزن بسبب؛ فقد أحد الأهل أو في حالات الانفصال أو الطلاق أو الانتقال من فصل إلى آخر أو فقد أحد الحيوانات الأليفة، التي كان يرعاها الطفل ويعتبرها صديقًا له٬ وغيرها من الحالات التي تمثل فقدًا وتسبب اضطرابًا نفسيًا للطفل٬ وقد يعجز الأهل عن التعامل الصحيح مع هذه الحالات؛ إما بتغييبها وانكارها٬ أو بالاعتقاد بأن الطفل صغيرًا ولا يعي٬ وأحيانًا باختلاق كلام غير حقيقي عن واقعة الفقد أو الغياب؛ الدكتور علي الزائري استشاري الطب النفسي يوضح أهم الطرق للتعامل الصحيح مع “حزن الأطفال”.
دهشة وتشويش
يقول الدكتور علي الزائري:عامة يمكن أن يحزن الطفل بسبب فقده لأحد والديه سواء بالانفصال أو الوفاة أو حتى السفر٬ ويمكن أن يحزن أيضًا لمجرد تغيير مكان السكن٬ وسواء كان طفلك يشعر بالحزن والاكتئاب بسبب وفاة شخص قريب منه أو عزيز عليه٬ أو مثلًا بسبب خبر انفصال والديه، فإنه في البداية سيكون متفاجئًا ويشعر بدهشة شديدة. ويجب أن يعلم الأهل أن الطفل من الناحية الظاهرية سيبدو عليه أنه بخير، لكنه في الحقيقة يشعر بالحزن ويحاول أن يجد طريقة يتأقلم بها مع مشاعر الحزن والاكتئاب. ولذلك، فإن تفكير الطفل في تلك المرحلة وقدرته على التركيز يكونان مشوشين.
الصبر والاستماع
ويضيف: فى تلك الحالة يمكن مساعدة الطفل بالصبر والاستماع إليه جيدًا٬ مع إعطائه المساحة الكافية التي تمكنه من التفكير في مشاعر الحزن التي يشعر بها. والحرص أيضًا على الوجود بجواره في الوقت الذي يشعر أنه يحتاج إلى المقربين منه.
علامات

يعبر الطفل في البداية عن حزنه وشعوره الشديد بالاكتئاب عن طريق العديد من العلامات والطرق منها:
– يفقد أعصابه كثيرًا وتتزايد مخاوفه، وخاصة إذا كانت سنه صغيرة.
– يبدأ في الشعور ببعض الأعراض الجسدية مثل التبول الليلي.
– الطفل في البداية سيكون غير قادر على التركيز إلى جانب مروره بتقلبات مزاجية حادة، خاصة إذا كان أكبر سنًا.
– في بداية مروره بموقف فقد، فإنه يكون مشوشًا٬ وبالتالي يحتاج المساعدة لمحاولة الخروج من تلك المرحلة الأولية.
– بعد فترة التشويش، يبدأ في الشعور بأنه وحيد ولا يوجد أحد لمساعدته.
– الأمر قد يصل عند بعض الاطفال إلى الشعور باكتئاب حقيقي٬ والذي بدوره قد يسبب عند الطفل بعض المشاعر العدوانية، ويجعله يفقد الرغبة في الذهاب للمدرسة.
– عندما يبدأ الطفل في التعبير عن مشاعره المؤلمة، فإنه يشعر بتحسن وقدرة على مواصلة حياته الطبيعية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على الطفل إيجابيًا، ويجعله يمتلك الطاقة والحافز لمحاولة التغلب على حزنه.
– أحيانا بعد الشعور بتحسن يجد أنه عاد ليتذكر كل مشاعر الحزن والفقدان والأسى٬ وفي هذه المرحلة لابد من علم الأهل أن الأمر يكون أصعب للطفل، الذي لا يعرف كيفية التعامل مع مشاعر الحزن الجياشة على خلاف الأشخاص البالغين.
طرق المساعدة
يمكن مساعدة الطفل الحزين بالعديد من الطرق للتغلب على أحزانه؛ وهنا تتنوع الوسائل بحسب “عمر” الطفل.
قبل المدرسة
-الإجابة عن أسئلته بصدق وبساطة والسماح له بالتحدث عن مشاعر الحزن٬ بالإضافة إلى مشاركته مخاوفه وقلقه.
-منح الطفل الحب والحنان مع محاولة التواصل دائما معه.
-الصبر عليه عندما يلجأ لعادات مثل مص الأصابع.
-مساعدته في التغلب على حزنه وشعوره بالأسى والاكتئاب عن طريق؛ اللعب والمرح والكثير من الأفكار الإبداعية.
الأكبر سنًا
الأطفال الأكبر سنًا يمكن التعامل معهم وفقًا للأتي:
-الحديث إليهم من خلال النواحي الإيمانية.
-احترام حزنهم وتقديره وعدم التقليل منه.
-تقدير التغيرات النفسية والجسدية التي تعتريهم بسبب الحزن.
-الحزن طاقة ويمكن تفريغها باللعب خاصة بالصلصال أو( الميكانو) أو الأشغال اليدوية.
-هذا النوع من اللعب يمنح إحساسًا بالثقة في النفس٬ وتفريغ طاقة الحزن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *