سياحة

التراث الوطني في قلب المليك وتحويله للعالمية هدف أساسي

التراث الوطنى

بقلم: آمال رتيب

قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- كثير من الجهود لدعم التنمية السياحية والتراث الوطني في المملكة، وكان داعمًا رئيسيًا لمشاريع وبرامج الحفاظ على التراث الوطني، وكان مهتمًا بنمو النشاط السياحي في المملكة، وحريصًا على أن يجد المواطن خيارًا للتنزه والسفر بين مناطق المملكة،
ودعم الهيئة العامة للسياحة والآثار في الكثير من القرارات التي خدمت القطاع وأسهمت في نموه. وعُرف – حفظه الله- بحبه للتراث واطلاعه على التاريخ، وبكونه مؤرخًا موثوقًا ويتابع الحراك في المشهد الحضاري والتاريخي، ويدعم ما تقوم به الجهات ذات العلاقة في كل اتجاه، سعيًا إلى الاهتمام والعناية بالتراث الوطني بمختلف مجالاته، وإبراز البعد الحضاري لأرض المملكة بما يرسخ مكانتها الحضارية وعمقها التاريخي.

التراث العمراني

التراث الوطنى

دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) كمًا هائلًا من المشروعات التراثية، بداية من مدينة الرياض على سبيل المثال لا الحصر،
ولأن الملك سلمان ينظر إلى التراث على أنه يمثل هوية المدن، فقد حافظت الرياض مع كل هذا التطور على هويتها المعمارية سواًء أكان في المواد المستخدمة أو آليات البناء والتصميم مع بعض ملامح التجديد، التي لم تؤثر على جوهر الهوية والموروث الحضاري،
لذلك استطاع الملك سلمان أن يعبر بتراث هذه الأمة من الحيز المحلي والإقليمي إلى الفضاء العالمي، حيث جاء الاعتراف به وإدراجه في قائمة التراث العالمي من خلال مواقع؛ مدائن صالح والدرعية التاريخية وجدة التاريخية.

التسجيل في اليونسكو

أكدت رؤية 2030 جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مجال تسجيل المواقع الأثرية في المملكة، ووضعت ضمن أهدافها مضاعفة أعداد المواقع المسجلة في اليونسكو. كما أن الهيئة تطمح إلى مضاعفة العدد ليرتفع عدد المواقع من 4 مواقع إلى 14 موقعًا قبل حلول عام 2030.
وتشمل استراتيجية الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تسجيل المواقع التالية: الفنون الصخرية في بئر حمى٬ قرية الفاوي في منطقة الرياض٬ واحة الأحساء٬ طريق الحج المصري٬ درب زبيدة٬ سكة حديد الحجاز٬ حي الدرع في دومة الجندل٬ قرية ذي عين التراثية في الباحة٬ قرية رجال ألمع في عسير.

متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام

أنشأ خادم الحرمين الشريفيين متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام، حيث تم تدشينه من قبل جامعة الإمام، وذلك بالاشتراك مع معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية المتواجد بجامعة فرانكفورت في المانيا.

دارة الملك عبدالعزيز

وشملت جهود الملك سلمان، خدمة التراث بمفهومه الواسع داخل المملكة وخارجها من خلال دعمه المتواصل للتراث عبر دارة الملك عبدالعزيز، والتي تمكن ولي العهد من تطوير مهامها لتضطلع بخدمة التراث الوطني ودعم الأبحاث والدراسات، التي تبرز تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة والدول العربية والإسلامية بصفة عامة.

العناية بالتراث الحضاري

وتضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري تعزيز معرفة المواطن بتاريخ الوطن وملحمة التأسيس٬ وتأهيل المباني والقصور التاريخية للدولة وتشغيلها٬ وحماية الآثار والمحافظة عليها وعرضها محليًا ودوليًا،
واستعادة ما نقل منها إلى الخارج بطرق غير مشروعة٬ والعناية الخاصة بمواقع التاريخ الإسلامي٬ وتهيئة المواقع الأثرية والطرق التاريخية وتأهيلهاوتوظيفها في التنمية الشاملة٬ وإنشاء المتاحف في المناطق والمحافظات وتطويرها وتشغيلها٬ والمحافظة على مباني التراث العمراني وتنميتها٬ وتنمية الحرف والصناعات اليدوية لتحقيق فرص عمل للأفراد وتحويلها إلى عنصر فاعل في الاقتصاد الوطني.

وجهات جديدة

وفي المجال السياحي دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- أعمال مجلس التنمية السياحية عبر دعمه عددًا من الفعاليات والأنشطة والمشاريع السياحية، ودعم إنشاء عدد من المشاريع التراثية والتاريخية، التي أصبحت وجهة سياحية رئيسية.
وشهد القطاع في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- نشاطًا مميزًا؛ يتميز بالتخطيط الدقيق للاستفادة القصوى من الميزات السياحية المتوافرة بالمملكة للإسهام في تحقيق رؤية 2030، التي تتميز بوجود محفظة مشاريع سياحية ضخمة مثل؛ مدينة المستقبل “نيوم” بمنطقة تبوك، ومدينة القدية أكبر مدينة ترفيهية بالعالم بالرياض،
وتحويل سوق عكاظ من فعالية سنوية لمدينة دائمة للتراث بمنطقة مكة وهيئة ملكية لتطوير العلا، وهيئة لتطوير بوابة الدرعية، ثم الإعلان عن تأسيس شركة للترفيه، وشركة للاستثمار والتنمية السياحية.

السياحة في رؤية 2030

التراث الوطنى

وجاء إقرار رؤية المملكة 2030 فرصة جيدة لاستعادة قصة بناء الهيئة العامةللسياحة والتراث الوطني، وتحويلها من مجرد حلم، إلى واقع ورقم صعب يحتل مكانًا مهمًا ضمن رؤية المملكة 2030 ٬ حيث رؤية المملكة تعتمد على 3 محاور هي المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح.
وفي كل محور من هذه المحاور تبدو فعالية مبادرات السياحة والإرث الحضاري والتراث الوطني.
وحدد الصندوق السيادي للمملكة ما مقداره 200 كم من ساحل البحر الأحمر، لتحويله إلى وجهة سياحية فخمة، كما تتضمن الخطة مناطق غوص ومحميات طبيعية.

التراث الوطنى

وجاء هذا نتاج عمل جاد، ضمن برنامج التحول الوطني، الذي شاركت فيه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى جانب الأجهزة الحكومية الأخرى، من خلال ورش عمل احترافية،
ساهمت في صياغة الأولويات الوطنية واقتراح المبادرات اللازمة لتحقيقها عبر شراكات مع القطاع الخاص وأسلوب إداري ومالي مبتكر، وعبر تحديد مبادرات نوعية بخطط تفصيلية ومؤشرات واضحة لقياس الأداء.

السعودية الخيار الأول

منذ التأسيس للهيئة العامة للسياحة والتراث، نجحت في تهيئة المواطن لاستيعاب مفهوم صناعة السياحة، واجتذاب الاستثمارات المحلية والأجنبية، فضلًا عن 250 مبادرة استراتيجية لتطوير صناعة السياحة.
ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أسس للانطلاقة الحقيقية للسياحة السعودية٬ وتسارعت وتيرة المبادرات الاستراتيجية والمشاريع الضخمة المتنوعة، التي شملت جميع أنحاء المملكة والسواحل البكر التي تتميز بها،
ولعل من أهم القرارات التي أثرت بشكل مباشر في رفع الطلب بمعدلات قياسية على جميع المشاريع السابقة، هو إعلان انطلاقة التأشيرة السياحية.

المرشدون السياحيون

من ضمن القرارات التي دفعت بتطوير قطاع السياحة٬ كان الترخيص للمرشدين والمرشدات السياحيين من أبناء الوطن٬ واهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمرشدين السياحيين السعوديين،
من خلال رؤية المملكة 2030 بالإضافة إلى الفعاليات السياحية الكبرى، التي تقام في مختلف مناطق المملكة، والتي تعزز القيم وتوجيه رسائل تربوية وتثقيفية للمجتمع من خلال الفعاليات التي أدرجتها على مدار العام.
وبالإضافة إلى التراث أيضًا اهتمت الهيئة العامة للسياحة بالمرأة وجعلتها تشارك في العديد من المناشط والفعاليات القيمة والمفيدة، وفتح مجال لها من خلال برنامج الأسر المنتجة والمشاركة في تنظيم هذه الفعاليات.

 آثار ومتاحف

التراث الوطنى

تم إنشاء 5 متاحف إقليمية في: الدمام، الباحة، أبها، حائل، تبوك. تطوير 6 متاحف قائمة في: تيماء، نجران، جازان، الأحساء، العلا، الجوف.
هناك 15 مبنى أثريًا تم ترميمها وتوظيفها كمتاحف للمحافظات ويبلغ عددها 15 متحفًا. دعمت الهيئة المتاحف الخاصة، وقد منحت الهيئة تراخيص لأكثر من 131 متحفًا خاصًا على مستوى المملكة.
كما تمت استعادة 17 ألف قطعة أثرية من الداخل، و30 ألف قطعة أثرية من الخارج ضمن «حملة استعادة الآثار الوطنية».
وتم توظيف الأنظمة التقنية من أجل خدمة الآثار الوطنية، والتحول إلى بيئة العامل الإلكتروني لتوثيق مواقع التراث الوطني. ويضم سجل الآثار الوطنية نحو 7300 موقع أثري٬ وفي مجال التنقيب هناك 34 بعثة سعودية ودولية تعمل في أعمال المسح والتنقيب الأثري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *