متابعات

القاهرة تعلن: السعودية ومصر«إيد واحدة»

القاهرة – محمد عمر

تتسم العلاقات بين المملكة ومصر بأسس وروابط قوية نظرًا للمكانة والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. وتؤكد الخبرة التاريخية إن لقاء مصر والمملكة على استراتيجية واحدة ممثلة في التنسيق الشامل يمكن أن يحقق الكثير للأهداف والمصالح العربية العليا.

وهو ما عبر عنه الملك عبد العزيز آل سعود في توضيح الأهمية الاستراتيجية للعلاقات المصرية السعودية بمقولته الشهيرة «لا غنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب»؛ من هنا جاءت زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للقاهرة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين ولقاءه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في ظل حفاوة وترحيب رسمي وشعبي بالزيارة، التي ينظر إليها باعتبارها امتداد للروابط الوثيقة والعلاقات الاستراتيجية والتاريخية المتميزة بين قطبي العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي.

«إيد و احدة»

السعودية ومصر

التقدير الشعبي المصري للعلاقات الأخوية بين البلدين والترحيب بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ظهر جليًا في التجمعات الشعبية التي اصطفت ظهر الثلاثاء خلال مرور موكب الأمير محمد بن سلمان بمنطقة وسط البلد بالقاهرة؛ حيث هتف المواطنون «السعودية ومصر إيد واحدة» ورفعوا الإعلام السعودية والمصرية؛ تعبيرًا عن ترحيبهم بزيارة ولى العهد لمصر.

كما دشن مغردون مصريون هاشتاج «مصر والسعودية إيد واحدة»، لإعلان موقفهم الداعم للملكة، وصعد الهاشتاج إلى قائمة الأكثر استخدامًا على «تويتر»، وتوالت التعليقات مثل: «لن يخذلكم المصريون المتعلقون بهذا البلد وبالحرمين الشريفين، كل مصر فداك يا ملك سلمان، معكم فى السراء والضراء مهما تكالبت الأعداء».

نموذج استثنائي

يقول الدكتور إسلام شاهين الخبير الاقتصادي المصري إن العلاقات المصرية السعودية اتسمت بكونها نموذجًا استثنائيًا يحتذى للعلاقات الأخوية وبقوة الشراكة الاستراتيجية في العديد من المجالات، خاصة في الجانب الاقتصادي، حيث وصل حجم الاستثمارات السعودية في مصر حوالي 27 مليار دولار أي حوالي 101 مليار ريال.فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية في 2017 نحو 4.3 مليار دولار، بحسب بيانات وزارة التجارة والصناعة.

ويضيف أن المملكة تصدرت قائمة الاستثمارات العربية في مصر بـ2900 مشروعًا موزعة على كل القطاعات الإنتاجية والخدمية. كما تم توقيع اتفاقية لإنشاء صندوق مصري سعودي للاستثمار وذلك في إطار التعاون وتبادل الرؤى المشتركة بين البلدين.

مشروعات جديدة

قمة الكبار

وبحسب شاهين تتمثل المشروعات الجديدة المشتركة بين المملكة ومصر في خط تعمير شبة جزيرة سيناء، ومحور تنمية قناة السويس، وامتدت لتشمل مشروع الربط الكهربائي، والذي يهدف إلى الإسهام في تلبية احتياجات الطاقة الكهربائية في مصر والسعودية وتحسين أداء واستقرار الشبكة في البلدين، بجهد يصل إلى 500 كيلو فولت من محطة تحويل بدر في مصر إلى محطة تحويل شرق المدينة المنورة مرورًا بمحطة تحويل تبوك في السعودية بطول حوالي 1300 كيلو متر، وبقدرة نقل تبلغ حوالي 3000 ميجاوات.

مكتسبات و »بناء»

ويرى أن الشراكة السعودية المصرية سوف تنعكس على الجانبين بما لهما من قوة إقليمية سواء على المستوى السياسي أو الجغرافي أو الاقتصادي، فإذا كانت السعودية تملك القوة التمويلية والرؤية الطموحة، فإن الجانب المصري يضمن الاستقرار السياسي والعمالة المدربة والماهرة في شتى المجالات، وستبرز الفرص الاقتصادية للحكومة وللقطاع الخاص العربي، التي ستضمنها التوافقات السعودية- العربية لضمان أمن واستقرار المنطقة.
وعليه يقول الدكتور إسلام شاهين إنه بتفهمنا وبتكاملنا وتوحدنا الاقتصادي نحمي مكتسباتنا، ونقوي اقتصاداتنا، ونبني مستقبلًا أفضل لشعوبنا العربية.

تناغم و تماهي

وتقول الإعلامية بالتلفزيون المصري دينا حسين إن زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر بعد أيام من انعقاد المؤتمر العالمي للشباب بمدينه شرم الشيخ، وهو أولوية للإدارة المصرية بعد التصدي للإرهاب والإصلاح الاقتصادي، بينما ولي العهد قيادة شابة وصاحب مشروع رؤية المملكة 2030؛ مما يشكل تناغمًا وتماهيًا بين الرؤيتين المصرية والسعودية.

حلم التغيير

السعودية ومصر

وتردف أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، منذ اللحظة الأولى له في المشهد السياسي، أطلق بارقة الأمل وحث علي المضي قدمًا نحو تغيير شامل وفكر جديد عصري، يتواكب مع ما يحدث في العالم، والآن يحظى «ولي العهد» بتأييد الشباب المصريين بالدرجة الأولى، ويرون أن «ولي العهد» يحلم بالتغيير ليس لصالح المملكة فقط، ولكن لصالح المنطقة العربية ككل .

أرض الفرص و الأحلام

وتؤكد حسين أن رؤية «ولى العهد» تتوافق واتجاهات وأهداف الرؤية المصرية، فكل من تابع عن قرب المؤتمر العالمي الثاني للشباب في مصر أخيرًا، يكاد يجزم أن سياسات «ولى العهد» هي الأساس والمكمل لتوصيات المؤتمر، وجزء من الرؤية المصرية لـ ٢٠٣٠، ويتطلع المصريون من الشباب إلى معايشة الرؤية السعودية ٢٠٣٠، وهي خطه اقتصادية اجتماعية ثقافية سياسية شاملة، وتؤسس دخول المملكة إلى عصر ما بعد النفط أو أرض الفرص والأحلام، عبر مشروعات عالمية متنوعة ستجعل المنطقة أكبر قاعدة اقتصاديه في العالم، ولذا الشباب في مصر يرى أنه إذا اجتمعت كل من الرؤيتين المصرية والسعودية في هذا الوقت التاريخي؛ حتما سيحدث التغيير المنتظر .

ما بعد النفط

ويرى هشام البقلي مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان زايد، أن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يضع أمام عينيه التنمية الاقتصادية بالمملكة وبالشرق الأوسط بالكامل، لتفعيل شراكة فاعلة حتى تكون الدول العربية فى مصاف الدول الأوروبية المتقدمة، واعتمدت سياسات «ولى العهد» على الاستفادة من الماضي والعمل للحاضر والتخطيط للمستقبل .
ويؤكد على أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يعمل من خلال مجموعة من المحاور أولها مواجهة التهديد الاقتصادي الأبرز للمملكة وللمنطقة؛ وهو توقف ايرادات النفط, ورسم رؤية لمجموعة من المشروعات الضخمة التي لا تعتمد على النفط كمصدر للدخل القومي السعودي ومنطقة الشرق الأوسط.

الرباعي العربي

واعتبر «البقلي» أن هناك ارتباطًا وتكاملًا في الرؤى السياسية بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين, وقد يكون هذا هو المشروع الأقوى في الشرق الأوسط، لأنهم يدركون أن الرباعي سيمتد ليشمل دولًا عربية أخرى بلا جدال, ليصبح مع مرور الوقت تكتلًا اقتصاديًا عربيًا موحدًا، برؤية طموحة تواكب تطورات العصر ولديها القدرة على المنافسة العالمية.

أوروبا الجديدة

السعودية ومصر

يشير إلى أن التقدم الاقتصادي الأمريكي والأوروبي يتضمن بصمة سعودية خليجية كبرى عن طريق التمويل, كل هذا التقدم وكل هذا الرخاء الذي يراه العالم في الغرب لم يكن ممكنًا الوصول إليه لولا المال العربي.

وأتم هشام البقلي بأن طموح ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بتدشين مشروعات عملاقة بالسعودية والإقليم، وسعيه لأن تكون المنطقة أوروبا الجديدة بالتأكيد يزعج بعض القوى، التي ترى في ذلك خطرًا على مصالحها، بينما يرى العرب في توجهات سمو ولي العهد بارقة أمل في التقدم والنهوض على المستويات كافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *