طبيبك

ارتفاع الكوليسترول بالدم السبب الرئيسي لأمراض القلب

بقلم- آمال رتيب
يُعتبر الكوليسترول مادة شمعيّة يحصل الجسم عليها بطريقتين أساسيتين؛ أمّا عن طريق الأطعمة التي يتناولها الإنسان، وخاصة المصادر الحيوانية، أمّا الطريقة الثانية فهي عن طريق تصنيع الكوليسترول من قبل خلاياه، وفي الحقيقة يلعب الكوليسترول دورًا مهمًّا في صحة الجسم، إذ يدخل في بناء الأغشية المحيطة بالخلايا، ويقوم بإنتاج بعض أنواع الهرمونات، بالإضافة إلى دوره في إنتاج مركبات تساعد على هضم الدهون، ولكن يحتاج الجسم الكوليسترول بكميات قليلة، أمّا ارتفاعه فيتسبب بمعاناة المصاب من مشاكل صحية خطيرة.
وراثي
يُطلق عامة الناس مصطلح مرض الكوليسترول على ما يُعرف علميًا بفرط كوليسترول الدم “Hypercholesterolemia”، والذي يتمثل بارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم بشكلٍ يفوق الحدّ الطبيعيّ، وهناك ما يُعرف بمرض الكوليسترول الوراثيّ، ولعل الكوليسترول العائليّ Familial” Hypercholesterolemia” وهو النوع الأكثر شيوعًا من بين أمراض الكوليسترول الوراثية.
كما أن هناك كوليسترول جيد٬ هناك كوليسترول سيئ ويعرف علميًا بالبروتين الدهنيّ منخفض الكثافة.
أعراض
في الحقيقة لا تظهر على المصابين بارتفاع معدل الكوليسترول أيّة أعراض أو علامات، ويمكن القول إنّ الطريقة الوحيدة للاستدلال على ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم هي إجراء الفحوصات بشكلٍ دوريّ، إذ يُنصح الأشخاص بشكلٍ عام بفحص مستويات الكوليسترول عند بلوغهم العشرين من العمر، ثمّ يُنصح بإعادة إجراء الفحص كلّ 4 إلى 6 سنوات، ويمكن أن يُطلب الفحص بشكلٍ أكثر تكرارًا في الحالات التي يعاني فيها الشخص من ارتفاع ضغط الدم، أو السمنة، أو التدخين.
إلى جانب ذلك يمكن الاستدلال على ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم في الحالات التي يكون فيها الكوليسترول مرتفعًا للغاية، إلى حدّ قدرته على تكوين لويحاتٍ على جدران الشرايين من الداخل، وهذا ما يُحدث تغييرًا في بطانتها، ممّا يتسبب بتضيقها وإعاقة مجرى الدم فيها، فتظهر مجموعة من المضاعفات، ولكلّ منهما مجموعة من الأعراض والعلامات.
أمراض القلب
تظهر أمراض القلب التاجية نتيجة انسداد الشرايين المغذيّة للقلب، وتُعدّ هذه الأمراض المُسبّب الأول للوفاة للرجال والنساء، ومن أبرز الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين بهذه الأمراض: الشعور بألم في الصدر والغثيان والشعور بالتعب والإعياء العام والشعور بضيق في التنفس والإحساس بألم في الرقبة أو الفكّ، أو الظهر أو الجزء العلويّ من البطن والإحساس بخدران أو برودة في الأطراف.
أسباب
تشمل العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم:
– التغذية السيئة: يؤدي تناول الدهون المشبعة الموجودة في المنتجات الحيوانية، والدهون المتحوّلة غير المشبعة الموجودة في بعض أنواع البسكويت والمخبوزات، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول مثل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم إلى رفع مستوى الكوليسترول في الدم.
– السمنة: تزيد السمنة المتمثلة بزيادة مؤشر كتلة الجسم عن 30 إلى زيادة خطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
– زيادة محيط الخصر: يزيد خطر ارتفاع الكوليسترول عند الرجال الذين يبلغ محيط الخصر لديهم 102 سم فأكثر، وكذلك عند النساء اللواتي يبلغ محيط الخصر لديهنّ 89 سم فأكثر.
– عدم ممارسة الرياضة: تساعد ممارسة التمارين الرياضية على زيادة نسبة الكوليسترول الجيد، بالإضافة إلى دورها في زيادة حجم الجزيئات التي يتكون منها الكوليسترول السيئ ممّا يجعله أقل ضررًا.
– التدخين: يُتلف التدخين جدران الأوعية الدموية ممّا يزيد من خطر تعرّضها لتراكم الرواسب الدهنية، كما أنّ التدخين يتسبب بانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد.
– مرض السكري: يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى ارتفاع الكوليسترول الضار وانخفاض الكوليسترول الجيد، كما أنّه يُلحق الضرر ببطانة الشرايين.
نصائح
يجدر بالأشخاص الذين يُعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم اتباع بعض النصائح والإرشادات، ومنها:
– الحدّ من تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون التقابلية” Trans fat “والدهون المشبعة مثل؛ الزبدة ومشتقات الحليب والألبان كاملة الدسم والأطعمة المقلية والدونات والبسكويت.
– الحرص على تناول الألياف بما لا يقل عن 25 جرامًا بشكلٍ يوميّ، ومن مصادرها الصحية مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
– الاستعاضة عن الدهون الضارة بالدهون غير المشبعة المتعددةPolyunsaturated fat”” كالموجودة في؛ سمك السلمون والأفوكادو والمكسرات وزيت الزيتون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *