سياحة

السعودية منتج سياحي عالي الجودة

بقلم: أميمة الفردان
أصبحت السياحة أحد اهم القطاعات التي تتوجه اليها الأنظار للرفع من مستوى الدخل الوطني في العشر السنوات الأخيرة؛ الأمر الذي القى بظلاله على تغيير مفهوم السياحة عند السعوديين؛ ان كان على مستوى سياحة السعوديين أنفسهم في الداخل والخارج؛ نستعرض في التقرير التالي أبرز مقومات السياحة الموجودة في السعودية؛ بالإضافة لأشكالها المختلفة التي دعمتها الحكومة وهيأت لها البنى التحتية لتستقطب سيّاح الخارج والداخل.
كيف تغيّر مفهوم السعوديين للسياحة؟
خلال عقود اعتاد السعوديون ان يكونوا مصدر دخل للسياحة في الخارج؛ الأمر الذي ارتبط بكمية الإنفاق والإستهلاك؛ وهو ما جعل من مفهوم السياحة مفهوم ضيق في ذهن السعودي؛ وبدا واضحاً في الأماكن التي قصدها السعوديين مثل أماكن الترفيه التي تقوم على الطرب والعزف والغناء فقط؛ وبقيت قلة منهم ترتاد مواقع بطلها الرئيسي هو الطبيعة البكر؛
إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي ورحلات الإبتعاث التي أوفدتها الحكومة على مدى الخمسة عشر عاما الماضية؛ لعبت دور في تغيير تلك المفاهيم؛ وتغيير الوجهات السياحية واكتشاف وجهات جديدة لم يكن أحد ليعرف بها؛ وهو ما جعل السعوديين يتنازلون عن مفهوم الخمس نجوم في السياحة.
الأمر الذي أعاد كثير منهم للداخل؛ لإكتشاف السعودية من جديد ومحاولة بناءها سياحياً وتوجيه الأنظار اليها من خلال البرامج السياحية التي بدأت في انتاجها محطات تلفزيونية محلية لتسليط الضوء عليها بمفهوم أكثر عصرية وانفتاح.
أشكال السياحة المتوفرة في السعودية.
السياحة الدينية:

تعد الأبرز على مدى عقود بسبب وجود الحرمين الشريفين وموسمي الحج والعمرة؛ التي فتحت الباب واسعاً أمام سيّاح الخارج خصوصاً؛ في التعريف بالسعودية وبعض المناطق التي تقع ضمن حدود المدينتين المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ وربما كانت جدة الأبرز بالإضافة لمواقع أخرى.
السياحة البيئية:

تملك السعودية مساحة شاسعة مترامية الأطراف؛ تشمل تضاريس جغرافية مختلفة من الشواطيء والجبال والأدوية؛ بالإضافة للصحراء الواسعة والواحات؛ وهو الأمر الذي جعل فيها تنوعاً بيئياً كبيراً؛ ما مهّد لإنشاء الهيئة العامة لحماية، الحياة الفطرية وانماءها في العام 1986م. بغرض المحافظة على أنواع من الحيوانات والنباتات من خطر الإنقراض؛ وساهم الى حد كبير في انشاء المحميات وزيادة نسبة المسطحات الخضراء في داخل المدن الكبيرة.
السياحة العلاجية:
على الرغم من الكم الذي لا يُستهان به؛ في عدد المستشفيات العلاجية العام منها والمتخصص، والمراكز الطبية العلاجي منها والتجميلي؛ إلا أن الأمر لازال في أوله خصوصاً؛ في ظل وجود مواقع استشفاء طبيعية لم يتم استغلالها حتى الآن؛ منها العيون الحارة التي تختلف خصائصها العلاجية بإختلاف تركيبها الكيمائي؛ كونها الأكثر طلباً حول العالم لعلاج الأمراض الجلدية وامراض العظام والمفاصل؛ وتتمتع مواقع سعودية بوجود هذه العيون منها:
1. محافظة الدائر بني مالك.
2.العين الحارة في محافظة الحُرّث (الخوبة) التابعة لمنطقة جازان.
3.العيون الحارة في محافظة الليث التابعة لمنطقة مكة المكرمة.
4.العين الحارة في محافظة الأحساء التابعة للمنطقة الشرقية.
سياحة الأعمال والمؤتمرات:
نظراً للتنمية الاقتصادية التي تشهدها السعودية؛ في الآونة الأخيرة تعتبر واحدة من اهم الوجهات السياحية؛ فيما يخص هذا الشكل من السياحة؛ وهو الأمر الذي ساهم في نمو هذا القطاع بشكل ملحوظ بسبب وجود البنى التحتية والنهضة العمرانية.
سياحة التسوق:

ربما تعتبر سياحة التسوق اهم اشكال السياحة؛ التي عرفها السعوديين منذ فترة طويلة ارتبطت لديهم بالسفر للخارج؛ كونهم المستهلك لها! إلا أن توفر المولات التجارية في غالبية المدن السعودية، الكبيرة منها مثل الرياض وجدة والخبر وغيرها من المدن؛ جعلها وجهات لكثير من سيّاح الخارج، على المستوى الخليجي او الدولي في ظل توفر الحرف اليدوية وبعض المنتجات التي تعتبر شكل من اشكال هوية السعودية؛ مثل مشغولات الذهب والمجوهرات والأحجار الكريمة وأنواع البخور والعود والعطور الشرقية المرتبطة بها.
سياحة المهرجانات والفعاليات:
تتنوع المهرجانات والفعاليات التي تقام في السعودية تبعاً لمواسم اقامتها او ارتباطها ببعض المنتجات مثل مهرجانات التمور على سبيل المثال لا الحصر؛ بالإضافة للمهرجانات الثقافية مثل مهرجان سوق عكاظ الذي تقيمه امارة منطقة مكة المكرمة ويستقطب جمهور عريض من كافة العالم العربي؛ والجنادرية الذي بلغ عامه الثلاثة والثلاثين، وجدير بالذكر ان كافة المناطق السعودية تحظى بمهرجانات تخصها على المستوى المحلي خاصةً تلك التي تقام في فصل الربيع.
سياحة المتاحف والآثار:

لا يغيب عن كثيرين كم المواقع الأثرية؛ التي تحظى بها السعودية؛ نظراً لإتساع رقعتها الجغرافية وجذورها الراسخة في أعماق التاريخ الإنساني؛ الأمر الذي جعل من القائمين على الهيئة العامة للسياحة والآثار من تكثيف الجهود للفرق الكشفية بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز للكشف عن كثير من المواقع ووضع الخطط لتطويرها؛ لتكون وجهات سياحية للمواطن السعودي وسيّاح الخارج على السواء؛ ويأتي ذلك متزامناً مع العدد المتنامي للمتاحف التي تقوم تحت مظلة الهيئة؛ بالإضافة لتلك التي تقوم بمجهود شخصي من الأفراد وتشرف عليها الهيئة في كثير من المناطق السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *