رغم أن عالم الأزياء والموضة تسيطر عليه الأيدي الخشنة٬ ونجد الأسماء النسائية البارزة في “الهوت كوتيور” تعد على أصابع اليد الواحدة٬ نجد وجهًا آخر في عالم الموضة العربية عامة والمحلية تحديدًا حيث البريق والأضواء من نصيب المرأة٬ التي تسيطر على مجال تصاميم الأزياء النسائية، وهو ما يثير المصمم “ريان قريشي” الذي بدأ خطواته في عالم الموضة انطلاقا من هذا التحدي.
البداية قانون
بدأ ريان قريشي حواره بالحديث عن دراسته البعيدة كل البعد عن هوايته التي تحولت إلى مجال عمله بعد ذلك٬ يقول: درست القانون٬ وكنت مهتمًا بالموضة منذ الصغر٬ كان لي طموح بأن يكون لي بصمة في هذا المجال٬ فدخلت من عمر ١٦ عامًا في مجال الأزياء الرجالية واستمريت لفترة معينة٬ ولكن شعرت أن هناك تغيير لهوية الثوب السعودي واتجاه عام بين المصممين لذلك٬ فقررت التوقف عن تصميم الثياب الرجالية٬ ولكن تصميمي لا يقتصر على الثياب الرجالية وأشتغل على الدقل٬ والعباءات النسائية٬ ومؤخرًا أقدم تصاميم لفساتين السهرة ولكن بطلبات خاصة ومحدودة جدا.
تغيير الهوية
ويوضح أن الثوب لم يظل على النمط نفسه ولكن التجديدات شملت اللون٬ بعد أن كان مقتصرًا على اللون الأبيض فقط٬ وكان اللون البيج محدود للغاية٬ ولكن دخلت تجديدات واسعة على الثوب السعودي شملت حتى الألوان٬ ودمج لونين معًا٬ أو استخدام اللون كحلية للجيوب أو خط الكم٬ فتغير نمط الثوب عن الماضي٬ واختلفت تصاميمه٬ وأصبح هناك مصممين يواكبون تحديث الثوب تلبية لرغبة الشباب.
عباءات
ودخول قريشي عالم التصميم للمرأة كان نتيجة وجهة نظر أخرى٬ يقول: « دخولي عالم تصميم العباءات كان من قبيل التحدي والمنافسة، ودخلت مجال العباءات منذ حوالي 5 سنوات٬ الثلاث الأولى منها كانت تصاميم للعائلة والقريبات٬ ولكن ردود الأفعال التي كانت تصلني وإبداء الإعجاب بها أشعل حماسي للبدء بشكل أكثر عملية وجدية. ومن باب إثبات أن الرجل لا يقل قدرة وإبداعًا من المرأة في تصميم العباءات، لافتًا إلى أن المرأة مهما حاولت تقديم أفضل ما لديها من تصميم، ستظل تحتفظ بالأفضل لها، وذلك لطبيعتها الأنثوية الغيورة. كما أن الرجل يصمم للمرأة العباءة من منطلق نظرته لمواطن الجمال التي تملكها وإبرازها، بغض النظر عن عمرها أو جسمها.
ومن خلال منظوره هذا للتصميم، استطاع إيجاد مكانًا له في الحقل النسائي لعالم الأزياء والموضة، حيث قدم في بداية الموسم مجموعة متنوعة من الأزياء نالت إعجاب الجميع.
ويضيف: أحب أن يكون لي تصميمي ومساري الخاص٬ تصاميمي فيها بعض الجرأة في الأشكال والألوان٬ وكذلك الرسومات على القمصان والبنطلونات٬ بحيث تكون مميزة وغير موجودة لدى أي مصمم آخر.
عروض
وأكد ريان قريشي أن مشاركته في ملتقى “luxury فاشون شو”، في القاهرة، هي المشاركة الثامنة بالنسبة له كمصمم أزياء، حيث شارك في 3 ملتقيات على مستوى الخليج و4 على مستوى المملكة٬ وكانت مشاركته في هذا العرض لقناعته الكبيرة بأن مصر هي البوابة الأولى لعالم الفنون والموضة والأزياء في الوطن العربي.
قدوة
ولكن عند الحديث عن قدوة أو نموذج يقتدي به في مسيرته٬ قال: هناك كثيرين في مجال الموضة والأزياء قدوة لي٬ ولكن لا يوجد شخص معين٬ أحب أن استفيد من كل دور الأزياء العالمية وأتابع خطواتهم بالإضافة إلى بحثي عن المصممين الجدد بحيث أعرف أفكارهم ونتبادل الخبرات.
العقبات
ويؤكد قريشي أنه لم يواجه عقبات كبيرة في مسيرته٬ ولكن كشباب سعوديين ليس لدينا دور أزياء احترافية تعليمية للشباب٬ تساهم في تطوير وتنمية الموهبة لدى المصممين الشباب٬ في حين أنها موجودة للفتيات٬ فنجد أن أغلب الشباب يسافرون للخارج لدراسة تصميم الأزياء والموضة ثم يعودون إلى المملكة٬ فأتمنى مستقبلًا أن يكون هنا دارا تعليمية احترافية٬ ولا اعتقد أن هذه الأمنية بعيدة٬ لأني بدأت بخطوات جدية لتنفيذ أكاديمية للأزياء لتنمية المواهب وتطويرها في مجال الأزياء.
ويواصل : رغم أن مجال تصميم الأزياء معروف في العالم العربي والمنطقة وهناك رموزًا نالوا شهرة كبيرة فيه، إلا أن النظرة المجتمعية في السعودية كانت مستهجنة بعض الشيء٬ لكن الآن الأمر اختلف٬ وأصبح هناك تقبل أن يكون المصمم رجلًا٬ فعندما بدأت٬ كانت الانطلاقة من مدينتي “المدينة المنورة”٬ ولم أبدأ من مدينة أو دولة أخرى.
طموح وشركاء
ويدين مصمم الأزياء ريان قريشي بالفضل في النجاح للدعم المتواصل من أهله٬ يقول: شركاء النجاح والداعمين لي دائما منذ البداية وفي كل خطواتي هم عائلتي وبعض الأصدقاء.
ويختتم بأن : طموحاتي ليس لها سقف٬ واستعد حاليًا لتقديم مجموعة جديدة أتمنى أن تنال الإعجاب٬ والطموح الأكبر هو اصدار ماركة خاصة تحمل اسمي.
