ربما لا يخلو بيت أو مدرسة من وجود طفل أو أكثر يمثلون “شبكة التخريب”؛ فكل ما يقع تحت أيديهم أو أعينهم فهو هالك: تمزيق٬ تكسير٬ شخبطات هنا٬ وسكب هناك٬ إلى آخر هذه السلوكيات التي تفقد الأمهات والمعلمين والمعلمات أعصابهم٬ لماذا يقوم هؤلاء الأطفال بهذه “السلوكيات التخريبية”؟ وما هي الطريقة المثالية للتعامل مع هذه الحالة؟
” دون إيذاء”
يقول المستشار والمعالج النفسي الدكتور شادي مكي: كثير من الأمهات والمعلمات والمعلمين يشتكون من سلوكيات بعض الأطفال التي توصف بالتخريبية٬ والتي يسعون عادة لتعديلها٬ وهنا ننبه أنه لابد أن تكون لدينا المهارة لتعديل هذا السلوك دون إيذاء للطفل سواء بالعنف أو العقاب أو تدمير لشخصيته٬ والسؤال هنا كيف نتعامل مع هذا السلوك المزعج برقي؟
أم تعاني من سلوك طفلها
تقول الأم:عندي طفل يخرب الغرفة أو أي شيء في البيت٬ ممكن سكب عصير٬ يسقط شيء على الأرض٬ إتلاف أشياء٬ كيف أتعامل معه بطريقة صحيحة؟
يوضح د. مكي: عندما أتعامل مع سلوك خاطئ لابد من الانتباه لأمرين أولهما التعامل بهدوء٬ والثاني التعامل في وقت وقوع الحدث٬ وليس بعد مرور ساعة أو ساعتين٬ فالتعامل مع الحدث لابد أن يكون في وقته على الفور.
وهناك خمس فنيات لتعديل السلوك التخريبي لدى الأطفال:
1. أول شيء تصحيح الخطأ، نفترض أن الطفل رسم على الجدار، ينبغي توضيح خطأ التصرف بحد ذاته٬ ثم أنبهه وأوجهه للتصرف السليم. بعد ذلك تصحيح الخطأ يتطلب تنظيف الجدار مثلًا.
2.التشجيع على التصرف الصحيح لاحقا. أمثلة على التشجيع: أنا متأكدة أنك ستساعدني٬ ومتأكدة أنك سترسم على الورق٬ شكرًا أنك ستساعدني الآن على التنظيف.
3. النمذجة: لابد أن أكون كأم نموذج سلوكي حسن٬ وأوضح له بطريقة عملية (الأطفال يستجيبون بالأفعال وليس بالكلام) أثناء التنظيف أعلمه الطريقة الصحيحة للتنظيف.
4.التعزيز: أشجعه أثناء التنظيف٬ فالتعزيز يثبت السلوك الإيجابي وينميه٬ وبمجرد أن يبدأ في اتخاذ سلوك إيجابي و يتم تشجيعه يعزز عنده اتباع السلوك الصحيح٬ فالتعزيز له أثر فعال. وليس بالضرورة القيام بالفعل الصحيح نفسه٬ ولكن مجرد اتخاذ المبادرة للقيام بالفعل الصحيح وتعزيزه يقوي من دوافع التعديل السلوكي لديه.
5.التصحيح الزائد وهو لا يستخدم بشكل دائم٬ ويكون بمضاعفة العقاب فتتضاعف النتائج٬ بمعنى: هو سكب العصير فلا ينظف مكان العصير فقط بل الغرفة كلها.
قوانين
هناك أمر مهم جدًا عندما نعامل الطفل لابد من الاتفاق وتعريفه الحدود والضوابط
هذا الاتفاق يعطي الطفل الأمان٬ بمعنى عندما يخطئ يعرف القانون الذي سيعاقب وفقه٬ ونوع العقوبة.
تصحيح السلوك الإنساني يأخذ وقتا طويلا.
السلوك غير المرغوب فيه يستغرق وقتًاويحتاج تدريب واطلاع وقراءة٬ واكتساب مهارات.
قبل أن تحكم على ظاهر السلوك٬ ابحث عن سبب السلوك٬ أحيانا الطفل يخرب للفت الانتباه٬ أو بحسن نية لاكتشاف أمر ما٬ أو لعدم ادراكه أنه سلوك خاطئ٬ فلنبحث عما وراء هذا السلوك وفهمه جيدا، ثم البدء في تعديله وفقًا للدوافع.
