يعد كتاب “البحث عن الحقيقة” استكمالًا لثلاثية الدكتور عبدالله بن حمد المعجل، التي بدأها بكتاب “الغربة الأولى” ثم الغربة الثانية” و”البحث عن الحقيقة”٬ يتناول الكتاب السؤال الإنساني التاريخي عن ماهية الحقيقة٬ وهل هي نسبية أم مجردة٬ خلال التاريخ أفرز البحث عن الحقيقة عدة مناهج، إلا أنها جميعا اشتركت في مبدأ رئيسي هو “نسبية المعرفة”.
في هذا الكتاب محاولة لتحري أسلوب المنهج العلمي في الوصول إلى قناعات نسبية ومرحلية، علمًا بأن هذا الكتاب ليس كتاب علم ولا كتاب فلسفة بشكل دقيق، وإنما هو خليط بين الاثنين.
ويقصد بنسبية المعرفة أن منطلقها قائم على افتراضات، ومن ثم تصبح الحقيقة نسبية، أي أنها تمثل استنتاجات لواقع معين انطلاقًا من واقع مفترض. وهذا الادراك لنسبية المعرفة يحملها كل منا في داخله، وهي تأخذ أشكالًا متعددة اعتمادًا على حجم الفرضيات، فحيث نجد من يعتنق فكرًا أيدولوجيًا متطرفًا ينطلق من فرضيات تشمل كل ما تعكسه حواسه، وكل ما يتبادر إلى ذهنه انطلاقًا من هذه الانعكاسات، تاركًا لخياله العنان ليصحب أفكاره إلى عوالم من القناعات لا حد لها، فإننا نجد في المقابل صاحب الفكر العلمي المتطرف يصر على أن لا قيمة لمعرفة من دون أن يكون مصدرها التجربة المعملية التي يمكن أن تدرك بالإحساس، أي من خلال الحواس الخمس.
الأشباح تطارد “مقبول” في روايتين
يبدو أن استدعاء شخصيات من الماضي استحوذت على تفكير الروائي السعودي مقبول العلوي٬ ولم يكتف بما فاضت به مخيلته في رواية “طيف الحلاج” الذي صدرت عن دار الساقي٬ حتى تبعها برواية أخرى تحت عنوان” زهور فان جوخ” والتي تلازمه فيها أيضًا شخصية من الماضي هي التشكيلي الهولندي “فان جوخ “٬ وقبلهما كانت شخصية “زرياب”.
في روايته “طيف الحلاج” تقرّر الجامعة سحب شهادة الدكتوراة من الأستاذ نوري إبراهيم، كأنّ الزمن لم يتغيّر، منذ 1200 عام حتى اليوم، أي من اللحظة التي أعدم فيها الحلّاج إلى جلسة التحقيق، التي وجد نوري نفسه فيها متّهماً بالكتابة عن “زنديق وكافر”.
في لحظة ما، يكتشف نوري أن سنوات الصداقة والقرابة بينه وبين فالح تكشّفت عن حقد دفين أدّى إلى تدمير حياته، وعندما يقرّر الانتقام، يلاحقه طيف الحلّاج.
أما في روايته “زهور فان جوخ” فيختلق فيها عالمًا يتراوح بين الواقع والخيال مع الارتكاز على وقائع وتفاصيل.
“لم يكن حميد يعلم أن اللوحة التي اشتراها بثمن بخس من إحدى أسواق الخردة في مكة ستكسر رتابة حياته! ينتبه صديقه فيصل إلى أنها قد تكون «زهور الخشخاش» نفسها، اللوحة المسروقة للفنان الهولندي فان جوخ، لكن لهذه اللوحة حكايات مُرّة، فمنذ بيعت بـ 30 فرنكًا فرنسيًا لتغطية تكاليف دفن صاحبها، إلى أن صارت تساوي الملايين، سُرقت عدة مرات وأُعيدت بطريقة غامضة. وخلال ذلك كله دمّرت حياة كثيرين”.
مقبول العلوي روائي وقاص سعودي، صدر له “فتنة جدّة”، التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2011، و”البدوي الصغير” التي حصدت جائزة سوق عكاظ 2016، و”زرياب” الفائزة بجائزة أفضل رواية لكاتب سعودي، في معرض الرياض 2015 ووصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد 2016، والمجموعة القصصية “القبطي” التي حصدت جائزة الطيب صالح 2016.
كتالوج جدة يستعد لإصدار جديد
تستعد دار منصور الزامل للنشر والتوزيع لإصدار النسخة الثانية من مجموعة “كتالوج جدة”، الذي يضم اللوحات التشكيلية التي تحكي تراث جدة وعماراتها٬ بحوالي 320 لوحة تشكيلية لأبرز الفنانين المحليين والعالميين.
وحقق مشروع كتالوج الفن التشكيلي “داخل السور داخل القلب” الذي نفذته مؤسسة جدة، وأيامنا الحلوة المعنية بالحفاظ على التراث الاجتماعي والأدبي والفني والعمراني بجدة التاريخية نجاحًا كبيرًا وصدى وسط محبي جدة والفن التشكيلي.
احتوي الكتالوج على 160 لوحة زيتية نفذها رسامين من مختلف أقطار العالم نقلًا عن صور صورها رحالة زاروا جدة خلال الفترة من عام 1902 – 1945، وتوثق وتعكس هذه اللوحات تاريخ وحضارة وعمارة وعادات وتقاليد سكان منطقة جدة التاريخية التي عاشوا فيها عبر الأزمان، واستغرق العمل على جمع وتنفيذ لوحات الكتالوج 3 سنوات بحسب تصريح منصور صالح الزامل مالك منظومة جدة وايامنا الحلوة.