المشاهير

خلف بن هذال مسيرة شاعر الوطن والملوك

بقلم– رانيا الوجيه

مما لا شك فيه سنجدالكثير عندما نبحث عن الشعر وكبار الشعراء، سنجد الكثير من شعراء البادية ومن جميع القبائل، لكن عندما نبحث عن شاعر مميز، بل ومحبب لدى الجميع وذو شخصية جذابه وفذة، فهنا يتم التوقف عند القلائل، ومنهم الشاعر السعودي الكبير خلف بن هذال العتيبي، الذي يعد من أشهر الشعراء على المستوى الخليجي؛ ولذلك لقب بـ” شاعر الوطن وشاعر الخليج وشاعر الملوك”، كما أنه شاعر يجذبنا بصوته، فلا يسعنا إلا ان نستمع لما يقول.

ظروف الميلاد والنشأة

كان لمدينة “ساجر” في عام 1363هـ فرحة ستقبال هذا الشاعر البدوي الفذ، الذي بدأت معاناته منذ مرحلة الطفولة في الثامنة من عمره بعد وفاة والده، ونشأ طفلا يتيمًا، مما ساعد على نبوغ شاعر ذو إحساس مرهف وصادق، ولظروف الحياة ومتطلبات الرزق، فقد عمل وهو صغير في السكة الحديد بالمنطقة الشرقية براتب 3 ريالات، ومن ثم في عمر 14 عامًا، التحق جنديًا بألوية الحرس الوطني، وذلك في عام 1377هـ، وعمل في البدع والوجه وأملج، وكان أحد المرابطين على شاطئ أملج المطل على البحر الأحمر، أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م.

القصيدة “نقطة التحول”

تخطى الشاعر خلف العتيبي حدوده الإقليمية في عام 1379هـ، متجهًا إلى الكويت ليعمل في جيشها لمدة 4 سنوات، لكن حبه للوطن وشوقه لأهله، جعله يعود في عام 1383هـ ليقابل الشيخ تركي بن ربيعان العتيبي ” أمير الفوج التاسع رحمه الله”، ليخبره بأن الفرقة الأولى للحرس الوطني لديها حفل على شرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ويطلب منه تجهيز قصيدة لهذه المناسبة؛ لتكون هذه القصيدة نقطة التحول في حياة خلف بن هذال، حيث نالت القصيدة إعجاب الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ليمنح الشاعر خلف مكافأة تتمثل في تعيينه برتبة جندي في الحرس الوطني، كما زاول العمل الحر لفترة بسيطة، إلا أنه لم ينجح، مما تسبب في تراكم الديون عليه.

حياة صعبة متنفسها الشعر

بد أ موهبة الشعر وهو في الـ 10 من عمره، وأول قصيدة كتبها كانت وهو في الـ 13 من عمره، وسجل خلف بن هذال سجل كثير من قصائد بصوته وألحانه، وكان الفنان سلامة العبدالله يتولى عزف العود، وأعاد الكثير من الفنانين الخليجين غناء بعض أعماله، وقد ألقى أول قصيدة له في “منى” بمناسبة الحج، وكان حينها جنديًا في الحرس الوطني أمام الملك فيصل رحمه الله، وتتكون من 70 بيتًا، واستمرت قصائده في منى بشكل سنوي حيث ألقى حتى الآن 34 قصيدة في 34 عامًا، ولم ينقطع إطلاقا حتى الآن.

أما علاقته بالشعر فيقول خلف: قد تستغربون أنه ليس في أسرتنا شاعر ولم أتأثر بشاعر من قبل، ولم أتعلم الشعر على يد أحد، بل كنت أنظم ما كنت أعتقد أنه شعر وعمري 7 سنوات، عندما كنت أرعى الإبل والغنم في ساجر، وفوجئت بأن ما أقوله من شعر يلقى قبولًا عند الناس، ولعل في حياة الباديه والترحال والطبيعة والسفر والغربة والظروف الصعبة، إضافة الى العسكرية؛ قد شكلت في داخلي هاجس الشعر، فكان المتنفس هو الشعر.

أوبريت “دولة ورجال”

كتب خلف بن هذال أوبريت في جنادرية 1415 هـ بعنوان ” دولة ورجال ” ويقول عنه : أرى هذا الأوبريت بكل فخر واعتزاز، فهذا الأوبريت يعتبر صفوة ما قدمته عبر المشوار الشعري الممتد، وأنا اعتبر أغلى مكافأه تحققت لي، هي كتابة هذا الأوبريت، الذي أخذ زينته بعد أن علق على صدر هذا الوطن الغالي، علمًا بأن النجاح ليس محصورًا على خلف بن هذال، بل يشاركني فيه الدكتور الملحن عبد الرب إدريس، والفنانون المميزون ” محمد عبده وراشد الماجد وطلال مداح وعبدالمجيد عبدالله وسلامه العبدالله”.

تكريم الملك سلمان لـ”خلف”

في عام 2017، كرم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، شاعر الوطن اللواء المتقاعد في الحرس الوطني خلف بن هذال، في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، نظير ما قدمه طوال مسيرته الحافلة من قصائد وطنية، على مدار أكثر من 40 عامًا، حيث ارتبط ظهوره في ذاكرة السعوديين بمهرجان الجنادرية، وتمدد ليصل إلى كل مناسبه وطنية .

خلاصة تجربة الحياة

يقول الشاعر الكبير خلف بن هذال عن تجربته في الحياة : إنها مليئة بالتعب والكفاح والتنقل من مكان إلى آخر، وقسوة الحياة بدأت منذ فقد الوالد وعمري 8 أعوام ، وعشت يتيمًا يصارع الحياة بتقلباتها ومتطلباتها، مما دعاني للبحث عن عمل وعمري 14 عامًا، ومع التنقل الكثير من عمل لآخر، ومن جهة لأخرى، لم أشعر بالاستقرار، إلا بعد الالتحاق بالحرس الوطني الباسل، الذي بناه وشيده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *