ثقافة

المراكز الثقافية منارات حضارية وحلقة وصل بين الثقافات

بقلم- آمال رتيب

البحث المتواصل عن حلقة وصل بين النوادي الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون والأنشطة والنقاشات النخبوية٬ وبين نقل المعرفة للعامة والعمل على زيادة الوعي واشراك كل فئات المجتمع في المحتوى الثقافي؛ أوجد فكرة إنشاء “المراكز الثقافية” لتشكل رافدًا من روافد الوعي المجتمعي، وتغطية الاحتياجات الثقافية لكل المراحل العمرية، ويجد فيها المثقف والفرد العادي ما يشبع اهتماماته المعرفية٬ بل وتنقل ثقافات أخرى إلى المواطن٬ ومن أبرز هذه المراكز التي نشأت مؤخرًا:

مركز الملك فهد

المركز منبرًا شاملًا تتفاعل داخله ومن خلاله معطيات المشهد الثقافي المعاصر، وتقام عبره الفعاليات الأدبية والفنية والإعلامية والتربوية والاقتصادية والصحية والتعليمية بمختلف أشكالها؛ وذلك من خلال توفير الوسائل والتجهيزات والمساحات والخدمات المساندة لهذه النشاطات.

أصبح مركز الملك فهد الثقافي أحد أبرز معالم العاصمة الرياض الثقافية والحضارية، فأبوابه مشرعة وإمكانياته متاحة لكل الفعاليات والنشاطات التي تستقطب المبدعين في مختلف مجالات الفكر والأدب والفنون، كما أن المركز يشهد حركة دؤوبة وفاعلة من الفعاليات والأنشطة المختلفة والزيارات، التي استقطبت شرائح المجتمع من رجال ونساء وشباب وأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، حتى يكون هذا المركز منارة إشعاع ثقافي وعلمي وفني، ويساهم في إبراز الحراك الفكري والثقافي والأدبي الذي تشهده المملكة.

وتبلغ المساحة الكلية للمركز 100 ألف متر مربع، وتبلغ مساحة البهو الرئيسي للمركز 2000 متر مربع، ويوجد بجانب المبنى مواقف سيارات تستوعب 1000 سيارة، ومدرجات صممت من الصخور الطبيعية والنباتات البيئية والنوافير الجميلة، بغرض خلق محيط يجمع بين الراحة والمتعة، وتم رصف منطقة خارجية بمساحة 6.000 مترًا مربعًا، لتكون ساحة جاهزة دومًا لإقامة المهرجانات والمعارض الخارجية.

مركز الملك عبد العزيز

يعد مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، واحدًا من أكبر مرافق المجتمعات ومؤتمرات الأعمال في الرياض كما أنه يمثل تحفة فنية معمارية مجهزة وفق أعلى المعايير لأهم الملتقيات والمؤتمرات الدولية، ويحتوي على قاعة رئيسة للمؤتمرات، كما يحوي بهوًا واسعًا، وقاعات للاجتماعات الجانبية واللجان، وصالة للطعام، وعيادات طبية.

وبالإضافة إلى ذلك، يضم المركز قاعة للمؤتمرات الصحفية، وأخرى مهيّأة لتكون مركزًا إعلاميًا، فضلًا عن قاعة رئيسية للاستقبال، وعدد من العناصر والخدمات العامة والمسطحات والحدائق الخضراء والمواقف الخاصّة بالسيارات.

مثل مركز الملك عبد العزيز التاريخي قلبًا حضاريًا ينبض بالثقافة وسط مدينة الرياض، وينعم بمزاياه سكان المدينة جميعهم على اختلاف مستوياتهم الثقافية واختلاف أعمارهم.

يقع المركز جنوب الحي الدبلوماسي، وتحديدًا ضمن المنطقة التي تضم قصر اليمامة، وإلى الغرب منه مقر مجلس الشورى السعودي.

ويضم المركز قاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات، والتي أنشئت في الجزء الجنوبي من المركز، وتطل على المتنزه العام في الجهة الجنوبية منه بمحاذاة مكتبة الملك عبد العزيز العامة٬ وتتسع هذه القاعة لـ 500 شخص، منها 100 مقعد للنساء في شرفة خاصة يتم الوصول إليها عبر مدخل خاص، وقد جهزت القاعة لإقامة الأنشطة المسرحية وعقد الندوات والمؤتمرات العلمية، كما جهزت بوسائل العرض الحديثة ووحدة للترجمة الفورية.

مكتبة الملك عبد العزيز

تقع مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الجزء الجنوبي من المركز، وتبلغ مساحتها الإجمالية قرابة الـ3 آلاف متر، وتقدم خدماتها للرجال والنساء والأطفال والفئات الخاصة، وتحتوي المكتبة على قاعات لقراءة الدوريات والمراجع والكتب، وقاعة سمعية وبصرية، وقاعة المخطوطات والكتب النادرة.

كما تتضمن المكتبة قاعة متعددة الأغراض تخدم الأنشطة الثقافية من محاضرات وندوات، كما زودت بمكاتب للإدارة الرجالية وأخرى منفصلة للإدارة النسائية.

ودارة الملك عبد العزيز

ويضم المركز أيضًا دارة الملك عبد العزيز، التي أقيمت في الجانب الغربي من الميدان الرئيسي على مساحة 7 آلاف متر مربع، وقد تمت إعادة تصميم المبنى بحيث يحتفظ بالسمات الأساسية لهذا القصر، واستخدمت بعض العناصر المعمارية من القصر القديم كعناصر زخرفية في واجهات المبنى الجديد وأرضياته.

ودارة الملك عبد العزيز هيئة علمية مستقلة، وتتمثل نشاطاتها في خدمة تاريخ المملكة، وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية، إلى جانب تاريخ الجزيرة وتاريخ العرب والمسلمين، وكذلك جمع وتصنيف المصادر التاريخية من وثائق وغيرها ممَّا له علاقة بالمملكة، والعمل على نشرها.

وتتكون دارة الملك عبد العزيز من عدد من المراكز والإدارات التي تتمثل في: مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية، إدارة العلاقات العامة، إدارة البحوث والنشر، مجلة الدارة، إدارة الشؤون الإدارية، أرشيف الصور والأفلام التاريخية.

ومن بين مكوناته أيضًا: قاعة الملك عبد العزيز التذكارية، مركز الحاسب الآلي، مركز نظم المعلومات الجغرافية، وحدة المخطوطات، مكتبة الدارة، مركز توثيق تاريخ الأسرة المالكة السعودية، مركز الوثائق، مركز التاريخ الشفوي، مركز الباحثات.

مركز إثراء العالمي

يقع مركز “إثراء” في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية، في الموقع نفسه الذي تفجر فيه أول بئر للنفط في المملكة٬ وهي صرح للتواصل الثقافي والحضاري مع العالم.

يبدو المركز كمجموعة من الحجارة المتراصة التي تضم بين جنباتها مكتبة عصرية، ومركزا للابتكار، وواحة للصغار تشكل أول متحف من نوعه للطفل في العالم العربي، ومتحف التاريخ الطبيعي، وقاعات للفنون، ومركز الأرشيف، ويتوسط المركز “برج المعرفة” الذي يقدم البرامج التعليمية للرواد من كل الأعمار.

ويسعى المركز إلى تحسين الحياة الثقافية في المجتمع، والجمع بين المعرفة والإبداع، ليصبح وجهةً ثقافيةً متعددة الأبعاد، تهدف إلى إلهام وتحفيز روّادها في مختلف المجالات، حيث إن أقسام البرامج تم تصميمها لتحفيز حب الاستطلاع وتوفير الفرص ورعاية المواهب، حتى يساهم كل منهم من خلال هذه المبادرة في تطوير جيلٍ من المفكّرين والمبدعين في المملكة.

تقع القاعة الكبرى بالقرب من المدخل الرئيسِ للمركز، كما يتبعها ساحة خارجية تتميز بجدار نباتي، ومدرج روماني يتم استخدامه في الفعاليات المصاحبة٬ وتقدر مساحتها التي صممت على طراز حديث يجمع ما بين المعادن الصماء والزخارف التاريخية، بـ 1600 متر مربع، حيث صنعت أرضيتها من خشب نبات البامبو المعاد تدويره، ويبلغ عرضها 30 مترًا، ويصل طولها إلى 45 مترًا، كما تتمتع بزوايا منحنية وإضاءة باهرة من الألواح النحاسية المثقوبة.
وتتسع القاعة لأكثر من 2000 شخص، وتحيط بجدرانها شاشات تلفزيونية ضخمة، إضافة إلى شاشات تلفزيونية أخرى معلقة في مختلف جنبات القاعة.

ويهدف تصميم القاعة الكبرى بهذا الشكل إلى الاحتفاء بتنوع الثقافات حول العالم، من خلال استضافة المناسبات الثقافية والمؤتمرات الرسمية، كما تعد ” القاعة الكبرى” التي دشنها الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- عام 2016، نافذة “إثراء” على العالم، ونقطة اتصال مع الثقافات الأخرى من خلال إقامة المعارض والفعاليات الزائرة من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى المؤتمرات التي تستهدف 500 ألف زائر سنوياً.

أقسام “إثراء”

تشمل أقسام المركز مكتبة تحتوي على 250 ألف كتاب باللغتين العربية والإنجليزية ما بين مطبوعٍ ورقمي، كما تتيح للزائر استعارة الكتب التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى نصف مليون كتاب.

أنماط القراءة

كما ستكون المكان الذي يحتضن المبادرات الثقافية كمسابقة القراءة الوطنية “اقرأ”، ومحاضرات وندوات الكتاب والمثقفين،ستستمر مقتنيات المكتبة بالتطور والتجديد لخدمة الجمهور، حيث تولى فريق المكتبة عمل أشمل دراسة وطنية لأنماط القراءة عند السعوديين، من خلال استطلاع ضمّ 18,000شخص من جميع أنحاء المملكة، وقد بُني على أساسه سياسة إثراء للحصول على الكتب ووضع البرامج التعليمية.

برج المعرفة

يتكون برج المعرفة من 18 طابقًا من المرافق التعليمية، ويعرض أحدث الدورات التعليمية في عدد كبير من الموضوعات الدراسية، كما يحتضن ألفي ورشة عمل سنويًا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أو ما يعرف اختصارًا بالــ STEM بالإضافة إلى الفنون والوسائط المتعددة وبرامج بناء المهارات، وسيتم تطوير المحتوى المقدم في هذه الورش بالشراكة مع أفضل المؤسسات التعليمية العالمية التي ستعمل جنبًا إلى جنب مع المؤسسات المحلية المتخصصة.

مختبر الأفكار

مختبر الأفكار حلم كل مخترع ورائد أعمال طموح، فهو يوفر مساحة لهم لتطوير أفكارهم وترجمتها إلى نماذج أولية ومنتجات يمكن تسويقها. يتبع المختبر منهجًا مبنيًا على أساس المشروعات وتوفير معرفة عملية للمهتمين بالعمل في مجالات الفنون أو العلوم أو التقنية.

يمكن عن طريق ورشات العمل التدريبية والإرشادية بث الحياة في الأفكار الإبداعية وترجمتها إلى خدمات ومنتجات.

متحف الطفل

هو أول متحف في المملكة مخصص للأطفال حتى سن الـ 12 عامًا، ويهدف إلى تنمية قدرات أبنائنا الذهنية منذ طفولتهم المبكرة من خلال إقامة معارض وأنشطة تفاعلية وترفيهية، ويستكشف الأطفال طاقاتهم ويشبعون فضولهم من خلال أنشطة بناء الثقة والأنشطة التعليمية.

يُعرف متحف الطفل الأطفال على العالم من حولهم، عن طريق تشجيعهم على استكشاف الثقافات عبر العالم، باستخدام الدراما والتمثيل في كهف الحكايات والاستماع إلى قصص أطفال من حول العالم يقصونها بأنفسهم في معرض عالمنا، وعن طريق استكشاف معرض الحياة البحرية والبيئية التي تضم حيوانات ونباتات حقيقية.

كما يوفّر المتحف رؤية بانورامية لأفضل ما في الثقافة السعودية والعالمية من خلال أربعة معارض، يركز كل منها على موضوع معيّن ويجهز العقول لاستقبال أفكار وأشكال جديدة من التعبير الثقافي. سينطلق الزوّار في رحلة اكتشاف عبر آلاف السنين تبدأ بالفن السعودي المعاصر يليه الهوية والتراث السعودي، والفن والتراث الإسلامي، ويختتم بالتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية. تصاحب المعارض الأربعة برامج ومحاضرات وورش عمل وجولات إرشادية تستعرض الموضوعات المختلفة بترتيب زمني من المعاصر إلى القديم.

المسرح متعدد الوسائط

يضم المركز قاعة تتسع لـ 300 شخص، تقدم برامج متنوعة من المحاضرات الحيّة إلى الأفلام، هدفها الأساس هو استعراض الأعمال السينمائية الأصلية من ساحة صناعة الأفلام السعودية الناشئة، بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية التعليمية الثقافية من حول العالم.

معرض الأرشيف

ينهض معرض الأرشيف في المركز بمهمة إدارة وحفظ السجلات والوثائق التي ترصد تراث المملكة وتاريخها الاجتماعي، ويحتوي المعرض على وثائق مهمة ونادرة وسجلات وعناصر من تاريخنا يتم تنظيمها ووضعها في كتالوجات وحفظها، كما يتضمن المواد الأرشيفية الرسمية لأرامكو السعودية التي توثق أكثر من ثمانية عقود من تاريخ الشركة وإنجازاتها.

معرض الطاقة

يوفر معرض الطاقة تجربة عملية وتفاعلية لعالم البترول وعلومه وطاقته والتقنية المرتبطة به، فيستطيع الزوّار تتبع رحلة النفط من الأرض حتى يصل إلى المستهلكين، مع التعرف على آخر الاختراعات ومبادرات الترشيد والإدارة، بالإضافة إلى مجال مصادر الطاقة البديلة حديث الظهور.

البرامج والنشاطات

حرص المركز على توفير برامجه المجتمعية ليصل إلى العموم، ومن برامجه “اتألق” و”اكتشف” ومسابقة القراءة الوطنية “اقرأ”، وجائزة إثراء للإعلام الجديد، وملتقى إثراء الشباب، ومن البرامج الأخرى التي حازت إعجابًا كبيرًا من الجمهور “فاب لاب” الظهران، وبرنامج إثراء للعروض الأدائية والمسرحية، والبرنامج ذائع الصيت “إثراء المعرفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *