نستمتع جميعا بشواطئ المملك٬ وسواحلها الممتدة على البحر الأحمر والخليج العربي٬ لكن ربما لا يعرف كثير منا الكثير عن جزر المملكة سوى جزيرة فرسان٬ في حين أن هناك 1285 جزيرة في البحر الأحمر والخليج العربي؛ 1150 منها في البحر الأحمر، و135 بالخليج العربي، غير أن دائرة الاهتمام بتلك الجزر ستتسع خلال الفترة المقبلة، خصوصًا بعد إعلان المملكة عن مشروع البحر الأحمر الضخم.
وتنوي المملكة الدخول على خط السياحة العالمي من خلال إطلاق مشروع ضخم جديد، أعلن عنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحت مسمى “مشروع البحر الأحمر”.
المشروع سيقام على إحدى أكثر المواقع الطبيعية جمالًا وتنوعًا في العالم، بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية، على أكثر من 50 جزيرة طبيعية، بين مدينتي أملج والوجه، على بعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية في المملكة والبراكين الخاملة في منطقة “حرة الرهاة”.
أملج والوجه
رغم تنوع وكثرة الجزر السعودية، بقي السؤال قائمًا عن سر اختيار نحو 50 جزيرة طبيعية، بين مدينتي أملج والوجه بالتحديد، لإقامة المشروع السياحي الجديد والضخم عليها.
والسر من وراء ذلك، هو أن تلك المناطق تتميز بمناخ مختلف وطقس مغاير، دونًا عن غيرها من المناطق المطلة على البحر الأحمر، فالساحل الذي يمتد لأكثر من 2250 كلم بين شبه الجزيرة العربية ومصر والسودان، اختير منه منطقة تمتد لما يقارب 200 كلم، لإقامة أكبر المشاريع السياحية في المنطقة.
ويمثل اعتدال المناخ عاملًا مهمًا في نجاح المشروع؛ إذ يرى مراقبون أن تلك المرافق الفاخرة، لن تجذب السياح والزوار في مناخ لا يساعد على الاستمتاع بالتجارب الترفيهية فيها، وأن إقامة المشروع في منطقة مثل جدة لن يكون ناجحًا بشكل كافٍ؛ إذ إنها لا تتمتع بالمناخ الذي يساعد على تحفيز الزائر لزيارتها، بعكس المنطقة المختارة بين الوجه وأملج، التي لا تزيد فيها درجات الحرارة عن 26 درجة مئوية.
عناصر جذب سياحي
وتمتاز الجزر السعودية بعناصر جذب سياحي؛ بسبب طبيعة أرضها وتضاريسها المختلفة بين الخليج العربي والبحر الأحمر، وتتعدد جيولوجية الجزر فمنها: الرملية والمرجانية والبركانية، وشواطئ الجزر السعودية مختلفة بين الرمال الناعمة والمرتفعات الجبلية.
تمتلك هذه الجزر أهميةً خاصةً من النواحي السياحية؛ فهي متنوعةٌ من حيث التضاريس والبيئات النباتية والشعب المرجانية؛ مما يؤهلها لتصبح مناطق جذبٍ سياحيٍّ ومقاصد لممارسة الكثير من الرياضات والهوايات مثل؛ الصيد البحري والغوص والرياضات المائية المتنوعة.
4 مجموعات
تتوزع هذه الجزر على 4 مجموعات رئيسية:
-المجموعة الأولى؛ تمتد في الطرف الشمالي من السواحل السعودية في المنطقة، التي تنحصر بين خليج العقبة غربًا وخليج الخريبة شرقًا من أهمها :جزر شوشة وأم الحصاني وسندانة والثغباء وبرقان والفرشة وأم قصور.
-المجموعة الثانية؛ تمتدّ في النصف الشمالي من الساحل السعودي، ومن أهمّ هذه الجزر: ريخة وغوار وأم روغة وشيبارة وسويحل وجبل الحساني.
-المجموعة الثالثة؛ تقع في النصف الجنوبي من السواحل السعودية، من أهمّ جزر هذه المجموعة: جبل الليث وجبل دوقة وثراء والطويلة وأم القماري وجبل الصبايا والبغلة، وهذه الجزيرة الأخيرة هي الأبعد عن الساحل السعودي.
-المجموعة الرابعة؛ تقع في الطرف الجنوبي من السواحل السعودية إلى الغرب من مدينة جازان، وأهم جزر هذه المجموعة: أرخبيل جزر فرسان؛ إذ يتكوّن هذا الأرخبيل ممّا يقارب 200 جزيرة صغيرة المساحة، تمثل تنوّعًا بيئيًا فريدًا، كما تتنوع في هذا الأرخبيل الأحياء المائية من رخوياتٍ وقواقع، كما تنتشر بهذا الأرخبيل غابات ” المانغروف الساحلية”، ومن أهم جزر هذه المجموعة: جزيرة فرسان وآمن وكُدُمبل وقماح ودمسك وزفاف و دوشك و السقيد.
الخليج العربي
تنتشر في المياه الإقليمية السعودية في الخليج العربي حوالي 135جزيرة٬ تتوزع هذه الجزر على 3 مجموعات:
-المجموعة الأولى؛ تقع في الجهة الشمالية إلى الغرب من مدينة الجبيل، من أهم جزر هذه المجموعة: جزيرة رأس أبو علي وتبلغ مساحتها 59,3 كم2، والباطنة و القرمة وقنة والمسلمية والجريد وكروان وحرقوص.
-المجموعة الثانية هي الجزر الوسطى، من أهمّها جزر الهيزة و البينة الكبيرة، وقد تمّ اكتشاف آثار في هذه الجزر تعود إلى الدولة الفنيقية والساسانية، بالإضافة قلعة تاروت ذات الـ 4 أبراج.
-المجموعة الثالثة هي الجزر الجنوبية، ومن أهمّ جزر هذه المجموعة جزر: الحويصات وهذبة وصياد.