تحقيق

مع انطلاق العام الدراسي اليوم

أولياء أمور: طول الاجازة الصيفية اثر سلباً على الطلاب..والتربويون : الأمر يتوقف على أولياء الأمر
بقلم- ابراهيم المدني ,رانيا الوجيه
تفاوتت آراء عدد من أولياء الأمور والتربويين حول مدة الاجازة الصيفية لهذا العام وتأثيرها الايجابي والسلبي على الطلاب وأولياء أمورهم واعتبر بعض التربويين أن الاجازة كانت طويلة وأثرت سلباً على الطلاب، فيما أيد بعض أولياء الأمور فترة الاجازة وقالوا انهم استفادوا منها في تسخير طاقات أبناءهم في أعمال تعود على الأسرة بالفائدة وفي نفس السياق لفت عدد من أولياء الأمور الى أن طول الاجازة لهذا العام اثر سلباً على الاسر حيث أرهق ميزانيتها الشهرية وخلق فراغاً كبيراً لأبنائهم خاصة من هم دون الثانية عشر عاماً.
“التأثير السلبي أكثر”
وقال عبدربه بن محمد المنصور “ولي أمر” لديه 4 أبناء في المدارس اثنان منهم في المرحلة الابتدائية إن الاجازة الصيفية أطول من اللازم وعانيت فيها كثيراً وأن لدي 4 طلاب اثنان منهم في المرحلة الثانوية والمتوسطة واثنان في الابتدائية وبالنسبة للكبار فلم أجد صعوبة في شغل وفادتهم بالمفيد أما الصغار فقد تعبت معهم كثيراً واشغلوا وقت فراغهم بمشاهدة التلفاز او اللعب بالجوال والايباد على الرغم من متابعتهم ومحاولة تقليل الفترة الزمنية للعب بهذه الاجهزة، لافتا إلى أن الاجازة الطويلة أرهقته مادياً كون أبناءه الصغار يطالبونه دائما بالذهاب للمولات لممارسة الالعاب وتناول الوجبات .
“ايجابي ولكن”
ويرى حمدان الحربي “ولى أمر ” أن طول الاجازة الصيفية لهذا العام كان بالنسبة له ايجابياً حيث استثمرها مع ولديه في السفر لخارج المملكة لإنجاز أعماله الخاصة كما استفاد من ابنائه في مساعدته في عمله التجاري والاستثماري، وخصص اوقاتاً معينة لأولاده لممارسة الرياضة ولقاء أصدقائهم وأوقات اخرى للقاء بقية افراد الأسرة وعلى الرغم من استفادته من طول الاجازة إلا أن الحربي طالب بتقليص مدتها في السنوات القادمة حيث يرى ان مصلحة الطالب يجب أن تكون فوق اي اعتبار.
“سلاح ذو حدين”

بدء العام الدراسي ومخاوف تطارد الطلاب من المدرسة
وعن رأي التربويين يقول القائد التربوي متعب القحطاني إن الاجازة السنوية سلاح ذو حدين مشيرا إلى أن ذلك يتوقف على الطالب وولي أمره فبإمكانهم تحويلها لفترة ايجابية او فترة سلبية لافتا إلى أن الاجازة تعد فترة استثنائية ولن تتكرر ولاشك ان اي طالب لا يستفيد من الاجازة بما يعود عليه بالنفع والفائدة فستكون اثارها سلبية عليه وعلى مستواه الدراسي اما الطالب الذي ستفيد من الاجازة فسيرى نتائجها عند بدء السنة الدراسية مباشرة.
“الاستفادة واردة”
وفي ذات السياق أكد القائد التربوي الاستاذ ابراهيم الزهراني الاجازة الصيفية لهذا العام كانت طويلة وكان للوزارة مبرراتها وهي حريصة على مصلحة الطالب والعملية التعليمية والتربوية بشكل عام ولا اعتقد انها ستتكرر مرة اخرى وعلى العموم الاجازة فرصة للطالب وولي امره للراحة والتحضر للسنة القادمة وهي ايضا فرصة لإدارة التعليم لصيانة المباني المدرسية وإعادة تأهيلها. واضاف ” الزهراني” أنه بإمكان الطالب وولي امره الاستفادة من الاجازة وتحويلها لإجازة ايجابية وبإمكانه ايضا عدم التفاعل مع الوقت وتحويلها لسلبية. لافتا إلى أن هناك بعض أولياء الأمور حريصوا على شغل أوقات ابناءهم بالمفيد وآخرون اهملوا أبناءهم وتركوهم للسهر ومتابعة اجهزة التقنية الحديثة وكل من زرع شيئا حصد ثماره.
ومن جانب اخر بدأ العام الدراسي وهناك العديد من الطلاب الذين يشعرون بالخوف من المدرسة خاصة في اليوم الاول، ومشكلة الخوف من المدرسة يقف الاباء عاجزين أمامها وتبدأ عادة مع الاطفال في المرحلة الابتدائية، وهنا يفاجأ الاباء رفض أطفالهم للذهاب الى المدرسة ، وتبدأ الأعذار بالتوهم ببعض الامراض، والبكاء الشديد ويلقي بنفسه على الارض مدعي أنه يشعر بالألم . وفي احيان يرضخ الأهالي الى رغبة اطفالهم ، وذلك يجعل الاهل يقعون في حيرة ويشعرون بالعجز من عدم قدرة ابنهم على الذهاب الى المدرسة .
توضح الأخصائية النفسية والتربوية في علم النفس الأكلينكي ، نهله الوشاح المخاوف التي يصاب بها الطالب في اليوم الاول الدراسي من الناحية النفسية قائلة:
تحدث عادةً مشاكل رفض المدرسة في بداية الدراسة، خاصةً للطلاب المستجدين في المدرسة أو الطلبة الذين ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة آخرى، مثل الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة. وعادة تكون هناك بعض المخاوف لدى الأطفال الذين يرفضون الذهاب إلى المدرسة مثل أن يكون لدى الطفل خوف على أحد والديه، مثل أن يخاف الطفل الافتراق عن والدته وأن يحدث مكروه لوالدته لو تركها وذهب إلى المدرسة، وهناك بعض الأطفال يخشون أن تموت الوالدة أو الوالد حين يكون هو في المدرسة. عوامل أخرى قد تكون أيضا سبباً في رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، مثل خوف الطفل من بعض التلاميذ المشاغبين أو من بعض المدرسين أو تهديد طالبة آخرى لها بضربها واستخدام العنف ضدها، و في مدارس الأولاد تكون هذه المشكلة أكثر انتشاراً نظراً لأن في بعض المدارس تتكون من مجموعات عنيفة يقومون بالاعتداء على الطلاب الآخرين، وهذا قد يكون سبباً لرفض بعض الطلبة الذهاب إلى المدرسة. وتلك المخاوف إذا لم تأخذ بعين الاعتبار وسرعة معالجتها قد تتسبب في التوقف عن الدراسة بشكلٍ كامل.
نصائح للتغلب على خوف الاطفال من الذهاب الى المدرسة:
-لابد من التحدث مع الطفل عن المدرسة ومالذي يتوقع أن يمارسه من تجارب ، فالمدرسة لا تتوقف لدى الحصص الدراسيه والواجبات، بل ايضا هي بيئة للتعارف وممارسة النشاطات المختلفه وتعلم مهارات جديدة.
-تشجيع الطفل على التعبير عن توتره ومايفكر به ويثير مخاوفه، وتقديم له بعض الكلمات المشجعه مثل: أنا اعلم أنك تشعر ببعض الخوف وعندما كنت طفله مثلك شعرت بالخوف ومن بعدها ستكون الامور على مايرام وتصبح المدرسة أمرا جميلا.
-تعليم الطفل كيفية اكتساب الصداقات في المدرسة وتكوين حياة اجتماعية ناجحة، حتى يشعر بأنه جزء من بيئة المدرسة ولا يشعر بالانعزال والغربة بها.
-من الافضل ان يتم الحديث مع الاطفال عن تجارب الاباء والامهات الطفولية الخاصة في المدرسة، من خلال قصص ذات مغزى بطريقة طريفة وإيجابيه.
-على الآباء والأمهات مساعدة الإبن المراهق على وضع قائمة بالأشياء التي يخشاها من المدرسة، فهناك عديد الأمور التي يخاف الطفل منها ولا يستطيع أن يضع قائمة بأولوياتها، لكن الإبن المراهق يكون قادرا على ذلك، وكذلك مساعدته على التغلب عليها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *