انقضى موسم حج هذا العام وطويت الصفحة على نجاح باهر مكتمل، وبدأ الاستعداد والاجتماعات وورش العمل للموسم القادم كما تفعل المملكة كل عام.
انقضى الحج وبدأت وفود ضيوف الرحمن بالرحيل رافعين أكف الدعاء لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وللشعب السعودي الذي هب معيناً ومساعداً وميسراً لأداء الشعائر وضرب أروع الأمثال في كرم الضيافة وتطبيق تعاليم الدين الإسلامي بعد أن كشفت مسيرة الملايين في بقعة صغيرة وزمن محدود امكانية الحفاظ على سلامة الحشود الآمنة الهادئة المطمئنة الملتزمة بالسلام والقادمة للعبادة ولا شيء غير العبادة.
لقد كانت مسيرة الحشود محط ذهول عالمي عبر عنه بوضوح العديد من رجال الاعلام والساسة كما كانت عبارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية مخاطباً ضيوف الرحمن “فقط اسمحوا لنا بخدمتكم” منهجاً لأخلاق الإسلام وعنواناً لنهج المملكة وانعكاساً للأصالة والمروءة وتحقيقاً للمبدأ الراسخ القائم على احترام الإنسان،
فالشعب السعودي الذي يعيب التخلف عن ركب خدمة الحجاج والزوار ويعمل ليل نهار شيباً وشباباً رجالاً ونساءً لتحقيق آمال وتطلعات خادم الحرمين فيما يتعلق بالتفاني لخدمة حجاج بيت الله الحرام وأمام هذا الفعل يشعر الجميع بالفخر والاعتزاز، والدولة تسخر جهودها وطاقاتها وامكاناتها المادية والبشرية لتسهيل رحلة الحجاج حتى عودتهم لديارهم سالمين غانمين ولهذا يجد الحاج كل ما يحتاج دون استثناء بدءا بوسائل التنقل المريحة وانتهاء بالأغذية مروراً بتهيئة الأجواء وتخفيف الحرارة وتأمين المتابعة الصحية وتفويج المرضى وحفظ سلامة وأمن حشود ملايين القادمين من كل فج عميق.
لا شيء ينقص حجاج بيت الله الحرام ولله الحمد فالأمن وارف وقد شعروا بالأمان وقضيت حاجاتهم فتفرغوا لعبادة الله وحده فيما كانت العناية تحفهم من كل صوب بفضل العزيز القدير الذي سخر للحرمين رجالاً جعلوا خدمة الإسلام والمسلمين في طليعة الاهتمام وبذلوا الغالي والنفيس لحماية الإنسان أينما كان.